الرئيس يستمع لرؤية موسى وصباحى وأبوالفتوح حول الدستور والقصاص للشهداء والعدالة الاجتماعية موسى يرفض "سلق الدستور".. وأبوالفتوح يقتنع بالتوافق حول المواد الخلافية.. وصباحى يطالب بإعادة التشكيل الوسط: اللقاء خطوة إيجابية.. والتجمع: حوار "فاشل".. وغنيم: خطوة طال انتظارها التقى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أمس السبت بمرشحى الرئاسة السابقين من بينهم عمرو موسى وحمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وذلك بمقر رئاسة الجمهورية، وذلك ضمن دعوة الرئيس لإجراء حوارات حول مسودة الدستور واللغط الدائر حولها. وأكدت رئاسة الجمهورية فى بيان لها حصلت "المصريون" على نسخة منه، أن اللقاء حرص على دعم كل الجهود للوصول إلى توافق وطنى دون تدخل أو ضغط على الجمعية التأسيسية والتى قاربت على الانتهاء من وضع الدستور. واستمع الدكتور محمد مرسى للسيد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر المصري، خلال اللقاء الذى استمر ما يقرب من الساعة، حول رؤيته للمشهد الوطنى بأبعاده السياسية والاقتصادية وكيفية الخروج بدستور يليق بمصر الثورة. وتطرق الحديث إلى الجمعية التأسيسية للدستور، والوضع الحالى فى ضوء الخلافات الموجودة فى وجهات النظر مع التشديد على ضرورة أن يكون الدستور وثيقة محترمة، وليست "مسلوقة". وأكد "موسى" أن الوقت ليس هو العنصر الوحيد أو حتى الرئيسى الذى يؤخذ فى الاعتبار عند كتابة دستور البلاد وأن العبرة بجودة المنتج وتقبل الناس له. من جانبه، تفهم الرئيس طرح "موسى" بخصوص تقديم توافق الآراء على التصويت وتفهم خطورة التصويت ب57 صوتا فى ظل التشكيل الحالى للجمعية وأن التوافق هو الباب الوحيد لوجود قبول عام للدستور. وطالب عمرو موسى بإعطاء فرصة ممتدة للرأى العام لإبداء رأيه فى الدستور، مقترحا أن تنعقد الجمعية التأسيسية مرة أخرى، لمناقشة الآراء التى ستطرح من مختلف دوائر الرأى والمصلحة فى مصر. وفى نهاية اللقاء، تحدث الرئيس محمد مرسي عن اللقاءات المتتابعة التى سيجريها هذا الأسبوع، مؤكدا أن الهدف منها هو تقريب وجهات النظر وليس الضغط على الجمعية أو التأثير على عملها. فيما أبدى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وكيل مؤسسى حزب مصر القوية على موافقته على التوافق حول المواد الخلافية فى الجمعية التأسيسية للدستور. وأكد مصدر بحزب مصر القوية أن اللقاء كان إيجابيا واتسم بالوضوح وأسفر عن خريطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة والتى تقف على رأسها إشكالية الجمعية التأسيسية والفجوة بينها وبين القوة المدنية والإسلامية ووضع نهاية لها. فيما صرح حسام مؤنس عضو المكتب التنفيذى للتيار الشعبى بأن حمدين صباحى بحث مع الرئيس عدة قضايا كان على رأسها التشكيل المتوازن للجمعية التأسيسية للدستور والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء، مشيراً إلى أن الرئيس قد أبدى تفهمه الواضح لهذه الأمور ومواصلته نحو تحقيق أهداف الثورة ال 25 من يناير. وأشار أيمن إلياس مدير حملة حازم صلاح أبو إسماعيل إلى أن الشيخ حازم لم يوجه إليه الدعوة رسميا لحضور اللقاء، لافتا إلى أنه قد يكون ذلك فى إطار لقاء الرئيس بمرشحى الرئاسة الذين خاضوا غمار الانتخابات السابقة وليس المستبعدون. فيما اعتبر المهندس عمرو فاروق الأمين العام المساعد والمتحدث الرسمى باسم حزب الوسط أن اللقاء خطوة إيجابية على الطريق الصحيح وأنه كان يأمل فى أن ينتج اللقاء مع كل المرشحين السابقين ولاسيما الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور وحمدين صباحى إلى إيجاد تواصل وحلول واقعية فيما يتعلق بالتوافق حول المواد الخلافية بالجمعية التأسيسية للدستور، مستبعدا أن يكون اللقاء جاء متأخرا، مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسى قد قام بدعوتهم من قبل إلا أنهم رفضوا اللقاء وقاطعوه. وأكد فاروق فى تصريحات ل"المصريون" أن هناك بعض القوى تريد إعادة التشكيل وهو ما يصعب تنفيذه خلال الفترة الحالية، لافتا إلى أن الأفضل حدوث توافق حول المواد الخلافية أو أن يتم اللجوء لإضافة شخصيات استثنائية للجنة من بعض القوى السياسية، محذرا من اللجوء إلى تدويل القضية، خاصة أن المحكمة الدستورية العليا من المقرر أن تنظر قضية حل الجمعية التأسيسية فى غضون أسابيع قليلة. وأشاد الناشط السياسى وائل غنيم بدعوة الرئيس محمد مرسى للقاء المرشحين السابقين والقوى السياسية ومجموعات الشباب للحوار، واصفا ذلك بأنه خطوة إيجابية على الطريق الصحيح طال انتظارها، معبرا عن أمنيته بأن تسهم تلك اللقاءات فى إخراج البلاد من حالة الجفاء والصراع السياسى التى تعانى منها طوال الشهور الماضية بين النخب السياسية عبر وسائل الإعلام ونتج عنها حالة من الصراع فى الشارع وعلى الإنترنت بين جماهير تلك القوى فحادت بنا عن أولويات الوطن وفقدنا بوصلة المصلحة العامة واختزل الجميع رؤية الوطن فيما يراه هو أو ما يمثله التيار الذى ينتمى له. وأضاف غنيم عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: آمل أن يستمر هذا التواصل لعلاج أزمات الثقة بين مختلف الأطراف وتقريب وجهات النظر وأن ينتج عنه خطوات عملية تؤدى لتحقيق شراكة وطنية تُسهم فى الانتهاء من كتابة الدستور بشكل يُحقق التوافق ويجمع المصريون على اختلافهم على مبادئ وأهداف الثورة لنمضى يدا واحدة فى مواجهة ما تواجهه مصر من تحديات اقتصادية خلال الشهور القليلة القادمة. فيما قال نبيل زكى – المتحدث الرسمى لحزب التجمع إن لقاء الرئيس محمد مرسى مع حمدين صباحى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لم يسفر عن أى نتائج إيجابية، خاصة أن أهم قضية تناقشوا حولها هى قضية الدستور، حيث نجد أن الرئيس منحاز بشكل كبير للتشكيل الحالى للجمعية التأسيسية لوضع الدستور. ووصف الرئيس محمد مرسى بأنه يحاور نفسه فقط والدليل على ذلك أن حزب التجمع والمصريين الأحرار والمصرى الديمقراطى لم يتلقوا دعوة لحضور اجتماع الأحزاب والقوى السياسية مع الرئيس، الأمر الذى يؤكد وجود عملية انتقائية لاختيار شخصيات بعينها للقاء الرئيس. واعتبر أحمد فوزى، الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى أن حوار الرئيس مع القوى الوطنية ممثلة فى حمدين صباحى والدكتور أبو الفتوح بادرة طيبة تفتح المجال لمزيد من الحوارات فى المرحلة المقبلة حول الاتفاق على القضايا الأساسية وفى مقدمتها قضية الدستور، مطالبا الرئيس بضرورة الالتفات لمطالب المعارضة بِشأن إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية بشكل متوازن لتضم كل فئات المجتمع. وأكد أن الرئيس إذا لم يلتفت للمطلب الخاص بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية فعليه أن يتبنى حوارا وطنيا بين كل القوى السياسية للاتفاق حول قضية الدستور والتوافق على المبادئ الأساسية.