تجددت اليوم "الجمعة" في الأردن المسيرات السلمية الأسبوعية المطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين . وجاءت تلك المسيرات التي شهدتها العاصمة عمان وعدد من المحافظات في جنوب المملكة بعد أسبوع من توقفها يوم "الجمعة" الماضي نظرا لتزامنها مع أول أيام عيد الأضحى المبارك . ونظم العشرات من الحركة الإسلامية والحراكات الشبابية والشعبية فعالية أطلق عليها "جمعة الحرية" أمام ساحة المسجد الحسيني بوسط عمان بعد صلاة "الجمعة" اليوم وذلك لتكريم معتقلي الحراك المفرج عنهم وسط حضور لافت للحراكات والأحزاب والشخصيات الوطنية. وردد المشاركون في الفعالية هتافات وشعارات الحرية مؤكدين رفضهم للاعتقالات السياسية ومطالبين بحكومات منتخبة وحياة كريمة للمواطن الأردني. وقال القيادي في الحركة الإسلامية بالأردن علي أبو السكر في كلمة له أمام المشاركين في الفعالية أن حرية الأردنيين منحة ربانية وليست مكرمة من أحد ، مؤكدا رفضه سياسات الاعتقال السياسي وتكميم الأفواه وحجب المواقع والمقالات ومحاصرة الرأي ومصادرة الحريات. وطالب أبو السكر بقانون انتخاب عادل لإفراز مجلس نيابي حقيقي ، محذرا الحكومة الأردنية الحالية برئاسة الدكتور عبد الله النسور من المساس بقوت المواطن الذي اعتبره "خطا أحمر". وبدوره، قال المحامي محمد الحراسيس في كلمة هيئة الدفاع عن المعتقلين إن الحراك مستمر في سلميته وأن الأردن سيدخل مرحلة جديدة إذا ما أجريت تعديلات دستورية حقيقية، مطالباً بإشراك الشعب في صنع القرار واستقلال القضاء ووقف الاعتقالات السياسية. وكان الحكومة الأردنية قد أفرجت قبل عيد الأضحى وبإيعاز من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن موقوفي المسيرات والذي بلغ عددهم 20 شخصا كان قد جرى اعتقالهم خلال الشهور القليلة الماضية أثناء أو عقب مشاركتهم في تظاهرات ومسيرات سلمية مطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد في الأردن. وقد أكد العشرات من ممثلي الحراكات الشبابية والشعبية والقوى السياسية في اجتماع تشاوري عقد منذ أيام قليلة على ضرورة العمل على التنسيق بين القوى المطالبة بالإصلاح وتوحيد جهودها للمرحلة المقبلة وصولا إلى تأطير هذه الحراكات ورفض سياسة الاعتقال السياسي والمطالبة بالإفراج عن كافة معتقلي الرأي وإنشاء هيئة وطنية دائمة للدفاع عن المعتقلين السياسيين.