سيطرت أجواء من المخاوف المكتومة وغير المعلنة داخل أروقة الأحزاب السياسية الشرعية في مصر والقوى والتيارات السياسية المستقلة من ظهور حركة كفاية الجديدة داخل المجتمع المصري وفرضت نفسها بقوة على الساحة السياسية. وجاءت هذه المخاوف على خلفية استعدادات هذه الأحزاب والتيارات المستقلة الناصرية واليمينية واليسارية غير المنضمة لأي من الأحزاب السياسية لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة والتي ستجرى على مراحل اعتبارا من نهايات أكتوبر القادم. و تأتي هذه المخاوف بعد أن أعلنت قيادات حركة كفاية خوضها معركة الانتخابات البرلمانية والمنتظر أن ترشح عناصر بارزة من قياداتها في كافة الدوائر الانتخابية ال222 دائرة في هذه المعركة لتكون هي الوحيدة التي ستخوض الانتخابات في جميع الدوائر مثلها مثل الحزب الوطني لتشكل قوى ضغط سياسية هائلة على التيارات السياسية القائمة خاصة في ظل ما رصده قياديو الحركة وأحزاب سياسية أخرى من تمتع الحركة برصيد من القواعد الجماهيرية أخذا في الاعتبار التوقيت الذي ظهرت فيه الحركة والمصاحب للانتخابات الرئاسية الجديدة ومن قبلها الاستفتاء على تعديل الدستور. وكشفت مصادر قريبة الصلة من عدد من الأحزاب السياسية أن هناك أحزابا من الأقلية الصغيرة تدرس إمكانية التحالف مع هذه الحركة وعقد صفقات قيادية لضمان تقسيم المقاعد البرلمانية فيما بينها وتبادل أصوات الناخبين المؤيدة للحركة من جانب ولهذه الأحزاب من ناحية أخرى في الوقت نفسه لم تستبعد بعض الدوائر الحزبية أن تتوجه كفاية نحو الشروع في المطالبة بتشكيل حزب سياسي جديد خلال العام القادم غير أن ذلك لم يتم تأكيده أو نفيه من قبل قيادات الحركة التي تضم تيارات سياسية مختلفة اجتمعت على وحدة المطالبة بالتغيير في الواقع السياسي وقادت أعنف معاركها ضد التجديد لفترة رئاسية جديدة للرئيس حسني مبارك ورفضها لمبدأ التوريث في الحكم وهو ما ساعد على سرعة انتشارها وتثبيت شهدتها في الشارع السياسي المصري.