رأت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في نسختها الصادرة اليوم الأربعاء أن إعلان دولة قطر الشهر الماضي إنشاء صندوق بقيمة 50 مليون يورو للاستثمار في بعض ضواحي فرنسا الفقيرة، إنما يأتي في إطار سياسات قطرية أوسع ترمي إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي: الربح وإرساء الأمن ورسم صورة دولية تلقى رواجا وقبولا غربيا. وذكرت الصحيفة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه حينما أعلنت قطر عن خططها بهذا الشأن، أشعل ذلك فتيل سلسلة من ردود الفعل المتتالية من قبل أحزاب اليمين واليسار السياسي في فرنسا التي اتفقت في معارضتها لتلك الخطط. وقالت لقد استنكرت مارين لوبان زعيمة حزب (الجبهة الوطنية اليمني) تلك الخطوة باعتبارها مخطط لبذر بذور التيار الإسلامي في ضواحي باريس ذات الأغلبية المسلمة فيما نظم حزب التحرير الفرنسي، المحسوب على التيار اليساري مسيرات ضد الحكومة الفرنسية بزعم أنها تتعاقد من الباطن مع دولة شرق أوسطية - نواياها مشكوك فيها - لتفويضها مهامها السيادية. وبينت الصحيفة البريطانية، أن ردود الفعل هذه من قبل مختلف التيارات الحزبية الفرنسية تنم عن سوء فهم جذري للطريقة التي تعمل بها دولة قطر عالميا وللأهداف التي تسعى لتحقيقها. وأوضحت أن شكل العلاقات الدولية لدول قطر يظهر أن استثماراتها تهدف بشكل أساسي لإدراك وتحقيق ثلاثة أهداف على رأسها الربح والأمن والقبول الدولي وبالتالي فإن الاستثمارات القطرية في باريس لن يتم استثناؤها من القاعدة.