أفامينا يمثل مدرسة البابا كيرلس السادس، ورافائيل تلميذ الأنبا موسى، وتواضروس الصورة المصغرة للأنبا باخوميوس ما بين العودة لروحانية الماضى السحيق، والأخذ بمبادئ الإدارة الحديثة، وجمع شمل الخراف الضالة، تبرز ثلاث مسارات تحدد مستقبل الكنيسة الأرثوذكسية التى تنتظر بشعف بالغ ما تسفر عنه "القرعة الهيكيلة" – طقس كنسى – لاختيار البطريرك رقم 118 فى تاريخها والذى شاءت الأقدار أن يأتى فى وقت تعج فيه الكنيسة الأرثوذكسية بأزمات طاحنة تكاد تفتك بها من الداخل سواء من جانب المشلوحين على يد الأنبا بيشوى، أو أبناء الكنيسة من العلمانيين الذين يتطلعون لتحرير المجلس الملى من "رق" تبعيته للإكليروس – رجال الدين، فضلا عن أقباط 1938 الذين يأنون من تعنت غير مسبوق للبطريرك الراحل حرمهم من حقهم الطبيعى فى الطلاق بحسب تعاليم الكنيسة لتمسكه ب "النص" الجامد بعد انتخابه بطريركاً إبان الحقبة الساداتية، لنشهد تعنتاً غير مسبوق من جانبه تجاه فلذات أكباد الكنيسة الذين صاروا يعيشون أحياء فى " كفن " الضياع، فتلك زوجة غاب عنها زوجها لسنوات طويلة ولا تعرف له سبيلاً، و أخرى رأته يزنى بغيرها لكنها لم تستطع أن توثق الواقعة، وثالثة تعانى من الأمرين من زوج يسبها بأقذع الألفاظ و يضربها ليل نهار وترفض الكنيسة طلاقها قائلة إنه قدرك ونصيبك . وعلى الصعيد الخارجى تبرز أزمات الكنيسة مع مجلس كنائس الشرق الأوسط التى انسحبت منها الكنيسة القبطية بسبب خلاف للأنبا بيشوى مع أعضاء المجلس لإصراره على إعادة انتخاب جرجس صالح للأمانة العامة للمجلس لفترة أخرى، علاوة على استراتيجية التعامل مع نظام الحكم الإسلامى فى الجمهورية الثانية. المسارات الثلاثة هى ثلاث مدارس تحددها طبيعة المرشحون الباقون لخوض القرعة الهيكيلة وهى ليست ببعيدة عن بعضها البعض فى عمومها لكنها تختلف كثيراً فى التفاصيل، فالمدرسة الأولى هى مدرسة الوسطية والتصالح والتى يمثلها الأنبا موسى أسقف الشباب و تلميذه الأنبا رافائيل، وهى تبحث عن تجميع الخراف الضالة وليس بعثرتها. أما الثانية فهى مدرسة الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك ويمثلها الأنبا تواضروس تلميذه النجيب وهى مدرسة الإدارة الناجحة الممزوجة بالروحانية، وهى تبحث آليات جديدة للتعامل مع مستجدات العهد الحالى. أما الثالثة فهى تعزف على وتر التاريخ وهى محاولة خجولة لتلمس هذا الماضى والتى يقتدى فيها القمص أفامينا بأستاذه ومعلمه البابا كيرلس السادس الذى ظل طوع يديه وتحت قدميه منذ عام 1965 وحتى 1969، وهى تهدف لاستعادة دور الكنيسة " الروحى " رافضة قيامها بأى دور سياسى. وفى هذا الصدد قال الباحث كمال زاخر منسق جبهة العلمانيين الأقباط إن المدارس الثلاث سابقة الذكر لابد أن تضع نصب عينها ضرورة الخروج من الفرد إلى المؤسسة والمرحلة القادمة ليست فى الكنيسة بل فى البلاد والعالم كلها اختفاء الفرد كقائد وظهور المؤسسة، وعلى البطريرك المقبل أن يعدل القانون المنظم لانتخاب البابا والذى يقصر حق الانتخاب على أقل من 3000 مسيحى داخل وخارج مصر فقط، إضافة إلى إعادة النظر فى منظومة التعليم والرهبنة والزواج والمحاكمات الكنسية . وقال إسحاق حنا، أحد أقطاب التيار العلمانى إن البطريرك المقبل عليه أن يبحث عن آلية لحل المجلس الملى الذى يحتاج لإعادة هيكلة كاملة فضلا عن إعطائه الصلاحيات اللازمة للضلوع بالأمور الإدارية والمالية للكنيسة بعيداً عن سيطرة الإكليروس، وذلك بإلغائه تماما وإنشاء " المجلس الأعلى للكنيسة القبطية ". الأول هو الأنبا رافائيل الذى يطلق عليه " الأسقف الزاهد " باعتباره كان دائم الرفض للترشح للمنصب انطلاقاً من ثقل مسئوليته وقد طالب بالفعل بإعفاءه من الترشح رغم حصوله على أكبر عدد من المتزكيات لإصابته بمرض فيروس (( c علاوة على كونه حاصلا على أهم تزكية من تزكيات المجمع المقدس وهى الخاصة بشيخ المطارنة وأكبرهم سنا الأنبا ميخائيل صاحب الشعبية الجارفة فى الكنيسة الأرثوذكسية باعتباره عاصر ثلاثة باباوات للكنيسة الأرثوذكسية . وهو يرفض سياسة البابا فى الانزواء وعدم مواجهة المشكلات، كما يرفض تحول الكنيسة لمؤسسات إنتاجية بتحول الأديرة لقلاع صناعية . والأنبا رافائيل أو " ميشيل عريان الحكيم " يشغل الآن أسقف عام كنائس وسط القاهرة من مواليد 6 مايو 1958 درس بكلية الطب وحصل على بكالوريوس طب وجراحة جامعة عين شمس 1981 ودرس بالكلية الإكليريكية وتخرج فيها عام 1984. عمل الأنبا رافائيل كطبيب لمدة خمس سنوات ثم ترهبن فى دير البرامواس في28 فبراير 1990 باسم الراهب يسطس البراموسي، ورسمه البابا شنودة الثالث كأسقف عام لكنائس وسط البلد فاهتم بالشباب وإقامة التسبحة وتعليم اللغة القبطية والألحان وهو أحد المسئولين عن مهرجان الكرازة ومعروف بعلاقته القوية بالأنبا موسى أسقف الشباب، وله علاقات طيبة بكل التيارات فى الكنيسة القبطية وأقباط المهجر . وخلال رهبنته تتلمذ على يد الأنبا موسى مؤسس المدرسة الوسطية فى الكنيسة التى تهدف عن تجميع الضالين الذين خرجوا من السرب، حتى رسمه البابا شنودة فى 1997 أسقفا تحت اسم " الأنبا رافائيل " ليقضى 15 عاماً فى أسقفية كنائس وسط القاهرة مسئولاً عن 12 كنيسة بمعزل عن صخب الإعلام ومناحرات القوى الناعمة فى المجمع المقدس فلم يكن يوما محسوب على يوأنس أو بيشوى . وهو يميل للحوار مع الجميع بما فيهم أبرز المخالفين سواء العلمانيين أو حتى الإسلاميين الذين يراهم البعض متشددين، وهو يرى أن المسودة الأولى للدستور جيدة. أما الأنبا تواضروس فهو أسقف عام البحيرة ولد الأنبا تواضروس أسقف عام أبراشية البحيرة فى 4 نوفمبر 1950 باسم وجيه صبحى باقى سليمان بالمنصورة حصل على بكالوريوس صيدلة الإسكندرية 1975 وبكالوريوس الكلية الإلكيريكية وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا 1985، وهو محب بشدة لأقباط المهجر ودائم الثناء عليهم وكان يعمل قبل الرهبنة كمدير مصنع أدوية بدمنهور يتبع وزارة الصحة إلى أن ترهبن فى 31يوليو 1988 بدير الأنبا بيشوى ورسامته أسقفا عاما 1997، وهو دائم الثناء على أقباط المهجر وقد وعد بإنشاء معهد لإعداد خدام كنائس المهجر . ويدعو تواضروس إلى ضرورة الاستماع للشباب وإقامة قنوات للحوار معهم والاستمتاع لشكواهم، وهو إحياء للقائم مقام من جديد، فهو تلميذه النجيب ودوما ما يراه أباً ومثالا يحتذى به وهو يرى أن المتغيرات الجديدة تتطلب استحداث آليات جديدة فى الإدارة كما بدأ باخوميوس بإعادة تفعيل لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، فضلا عن ضرورة مد أواصر العلاقات مع المهجر باعتباره جزءا لا يتجزأ من مصر. الثالث هو القمص رافائيل أفا مينا أبرز رهبان دير القديس مارمينا بكنج مريوط بالإسكندرية، أكبر المرشحين سناً، والذى يحظى بقبول واسع بين الأقباط نظراً لأنه كان تلميذ البابا كيرلس السادس وهو من مواليد 1942 بمنطقة روض الفرج وخريج كليه حقوق ، وبمجرد أن انتهى من تعليمه " تتلمذ " مع البابا كيرلس وترهبن فى 7 أغسطس1967 وكان اسمه قبل الرهبنة روفائيل صبحى توفيق . ويظهر عليه السكينة والهدوء النفسى وبغضه للضوضاء حيث تشعر وأنه عندما يتحدث وكأنه مرشد ، وهو يرى فى نفسه " البابا كيرلس الجديد حتى أن حدقة عينه تضيق بمجرد سماعه لأسم البابا كيرلس الراحل، ويهدف إلى عودة أمجاد الماضى للكنيسة على المستوى الروحى ويرفض إغراءات السياسة باعتبارها تمثل حيدا على طريق المسيح، فهو يهدف لاستنساخ تجربة البابا كيرلس السادس.