قد يحسب البعض أن الرئيس حسني مبارك و الوزير فاروق حسني يتشابهان فقط في وجود كلمة "حسني" كقاسم مشترك في إسميهما .. لقد اكتشفت تشابها كبيرا بينهما أكثر من ذلك بكثير يكاد يبلغ مبلغ التطابق .. فالطريقة التي جرت فيها "تمثيلية المبايعة" للرئيس مبارك استنسخت منها صورة "طبق الأصل" ل "مسرحية تجديد" الثقة في الوزير فاروق حسني ! فمن حيث الأولى فإن من صوتوا لصالح الرئيس مبارك 6,5 مليون ناخب و هم تقريبا عدد العاملين بالجهازالإداري من موظفي الدولة ، الذين شحنتهم حافلات الحكومة و حشرتهم حشرا أمام لجان الاقتراع كرها لا طوعا لا يملكون من أمرهم إلا السمع و الطاعة .. يعني لم يحصل إلا على أصوات المغلوبين على أمرهم ، فيما قامت جماعات البزنس و من لهم مصلحة في بقائه سيدا لقصر العروبة بمصر الجديدة .، بدور "مقاول الأنفار" و تكفلوا بسداد الفواتير و دفع المعلوم . و في الثانية أصدر كبارموظفي وزارة الثقافة من اللذين لا يملكون إلا "مبايعة" وزيرهم على السمع و الطاعة ، وإن جلد ظهرهم و أضاع مالهم ، بيانين بيايعون فيهما "وزير الكوارث" و يطالبون الرئيس مبارك أن يجدد ثقته فيه ، و لايقبل استقالته لاستكمال مسيرة "أزهى عصور الثقافة" سليلة "أزهى عصور الديمقراطية" ! البيانان صدرا في القاهرة و الأسكندرية وقُع عليهما بجانب "الموظفين" الغلابة أصحاب المصالح في أن يبقى الوزير سيدا على "خزائن" وزارة الثقافة التي أدرت عليهم "المن و السلوى" و تضخمت أسماؤهم بالتسمين الدعائي في إصدرات وزارة الثقافة وجيوبهم بالتبعية بالمكافئات والشيكات الحسنوية . و لنتأمل قائمة القاهرة مثلا التي ضمت أنيس منصور، رفعت السعيد، صلاح منتصر، عبد الرحمن الأبنودي، مصطفي حسين، يونان لبيب رزق، حسن شاه، صلاح عيسي، نعم الباز، لينين الرملي، جابر عصفور، يوسف شعبان. ومحمد إبراهيم أبو سنة، وحيد حامد، محمد الشماع، وحيد عبد المجيد. فوزي فهمي، ممدوح الليثي، صابر عرب، سلوي بكر، وآخرون، أما البيان الذي صدر من الإسكندرية مسقط رأس الوزير، فتزعمه الكاتب مهدي بندق، والدكتور أبو الحسن سلام، فاروق وهبة، السيد الزيات، محمد الحبشي، جلال شمس الدين، الدكتور وائل غالي وآخرون. و لقد فاز الوزير بأصوات "الموظفين" و جماعات المارينز الثقافي ، بالضبط كما فاز الرئيس مبارك بأصوات "موظفي الدولة" و مليشيات جماعات لجنة السياسات . و الطريف أن الإعلام الحكومي احتفل بالبيانين و فوز فاروق حسني ب"ثقة الرئيس" بذات الطريقة التي احتفل بها بفوز الرئيس مبارك ب"ثقة موظفي" الدولة و المغلوبين على أمرهم في انتخابات الرئاسة ، إذ اعتبر الإعلام الحكومي البيانين انتصارا لخيار الرئيس و دلالة على حكمته و دقة قراره ، و اضفاء ل"شرعية نخبوية" على انجازات الوزير ، و من ثم على انجازات الرئيس مبارك باعتبار أن الوزير "الفلتة" هو واحد من أبرز انجازات عهد نظام السياسي الحالي .. فتأملوا كيف استفاد الوزير من تجربة انتخابات الرئاسة !! [email protected]