شهدت أروقة مجلس الشعب مواجهة ساخنة بين أعضاء في البرلمان والحكومة بعد أيام قليلة من عودة "فاروق حسني" وزير الثقافة المستقيل إلى ممارسة مهام عمله بتكليف وأمر رئاسي أصدره الرئيس حسني مبارك في أعقاب تفجر أزمة ملف كارثة حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف . فقد تلقى "فاروق حسني" أول سؤال له بعد العودة إلى البرلمان قدمه نائب الإخوان المسلمين الدكتور "حمدي حسن" حمل عبارات ساخنة عكست رفض برلماني لمواقف الوزير وقراراته وتصريحاته في أعقاب الكارثة .. وطالبه بتقديم اعتذار على الهواء إلى الشعب المصري وبصفة خاصة الضحايا وأهاليهم وجموع المثقفين والأدباء . وقال النائب في سؤاله مخاطبا فاروق حسني:" ألم تشعر الآن أن تصريحاتك قد تعدت كل حدود اللياقة واللباقة" .. وأضاف النائب:" أن التفسير الوحيد لاستقالتك تراجعت عنها تحت مظلة تكليفكم بالاستمرار والتي مثلت نوعا من المحاسبة الذاتية الاستباقية للهروب من مسئولية الحريق أو قضية سرقة الآثار الكبرى أو سرقة آثار المتحف المصري والذي أجاب عنها أمام البرلمان بأنها مجرد خطأ في عمليات الجرد ثم تبين عكس ذلك" . وطالب النائب الوزير بأن يسلم نفسه إلى النيابة العامة للتحقيق قائلا أنها الوسيلة الأفضل والخيار الوحيد مشيرا إلى أن هناك قضايا عديدة ومهمة أمام النيابة لم تبد فيها رأيها حتى رأت رغم مضي سنوات عديدة وطويلة رفات أصحابها دون أن يسمعوا قيم العدالة في حقوقهم . وأضاف نائب الإخوان مخاطبا وزير الثقافة فاروق حسني:" أن تصريحاتكم عقب الحادث غير موفقة وغير مفهومة ومستفزة غير موفقة لأننا لا نعلم كيف يستغل الأدباء والنقاد والمثقفين الحادث لمصالح شخصية ومستفزة حيث لا نعلم كيف سيقوم سيادة الوزير بمحاسبة نفسه إذا ثبت تقصيره في الحادث ودون أن ينتظر أي محاسبة أو لوم على هذا التقصير وغير موفقة لأنها تعليقا على حادث إهمال بشع راح ضحيته عدد كبير من أبناء الشعب المصري" . ووجه النائب انتقادات حادة إلى وزير الثقافة في سؤاله احتجاجا على اعتراض الوزير على البلاغ المقدم من كبار المثقفين والأدباء والنقاد الذين طالبوا فيه النائب العام محاسبة المسئولين عن التقصير في هذا الحادث بل وأتهم سيادته هؤلاء بأنهم أصحاب مصالح شخصية وأن عليهم أن يحاسبوا أنفسهم أولا قبل أن يطالبوا هم بمحاسبته وأنه سيبادر بمحاسبة نفسه إذا ثبت تقصيره في هذا الحادث ولن ينتظر أي محاسبة. وكان ذلك قبل أن يعلن مواساته لأسر الضحايا أو صرف التعويضات المناسبة للمتضررين وأسرهم إضافة إلى تقديهم واجب العزاء للشعب المصري عامة وللكتاب والأدباء والفنانين والمثقفين خاصة.