حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من أن "التحامل على الحكومة وربط كل المواقف المستقبلية بالاستقالة المسبقة للحكومة من شأنه أن يعرض البلاد للاهتزاز والسقوط مجددا في الفخ الذي يريده النظام السوري بإدخال لبنان في الفراغ" . وجدد جنبلاط في حديثه الأسبوعي الذي تنشره له غدا "الثلاثاء" صحيفة "الأنباء" الصادرة عن حزبه التزامه بالسلم الأهلي واستعداده للمشاركة في تشكيل حكومة شراكة وطنية جديدة لإنقاذ البلاد من الوضع الراهن شرط الحصول على توافق جماعي محلي وإقليمي. ونبه إلى أن أي مغامرات غير محسوبة النتائج تلقي بالبلاد في المجهول ..داعيا إلى عدم تحميل الحكومة ورئيسها أكثر مما تحتمل قياسا إلى تجارب سابقة مر فيها لبنان بأحداث مشابهة ووقعت فيها اغتيالات عدة. ووصف بعض المزايدات السياسية التي تطالبه بسحب وزرائه من الحكومة بأنها "لا تصب في مصلحة حماية البلاد" من الوقوع في الفراغ والمجهول. ودعا جنبلاط إلى التروي والسعي الجدي لحماية لبنان في هذا الظرف العصيب والحساس وعدم دفعه نحو الفتنة والاقتتال الداخلي وهذا ما يحتم على جميع اللبنانيين الالتفاف حول الدولة والسير في مشروع تعزيز دورها وموقعها. وأشار إلى أنه باغتيال رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ، فقد لبنان رمزا من رموزه الوطنية الذين بذلوا كل الجهد لإعادة تركيز مفهوم الدولة من خلال حماية السلم الأهلي والذين نجحوا في كشف كل المخططات التي رسمت لخرق السيادة وضرب الاستقرار سواء أتت من خلال الشبكات التجسسية الإسرائيلية أو من خلال المخططات الإرهابية الأخرى التي كانت تهدف إلى تفجير الوضع الداخلي وإشعال الفتنة بين اللبنانيين ..فضلا عن دوره الأساسي في تزويد المعلومات للمحكمة الدولية لكشف عناصر مهمة من التحقيق في اغتيال رفيق الحريري والاغتيالات الأخرى. وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إن "خير تكريم للواء الحسن يكون من خلال الالتفاف حول الدولة ورفع مستوى التنسيق الأمني بين الأجهزة المختلفة لتفادي وقوع أحداث من هذا النوع ، وتلافيها استباقيا والابتعاد عن توزيع الاتهامات والسقوط في الفخ الذي نصبه النظام السوري والذي يريد جر لبنان إلى الاقتتال الداخلي بأي ثمن وتحويل الأنظار عن الثورة السورية المستمرة رغم التضحيات الهائلة والخسائر الضخمة على كل المستويات". من جانبه ، اعتبر النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة التنمية والتحرير ياسين جابر ، رحيل حكومة نجيب ميقاتي في هذه الأزمة التي تشهدها البلاد يعد خطوة نحو المجهول. وقال جابر في تصريح خاص لقناة (الجزيرة) الفضائية اليوم الاثنين "إن ترك لبنان في حالة فراغ سياسي في ظل ما يمر حولنا من أحداث أمر خطير للغاية ، مشددا على ضرورة إقامة حوار وطني في لبنان بين جميع الفرقاء السياسيين". يذكر أن مصادمات وقعت أمس قرب مقر رئاسة الحكومة بوسط بيروت بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين حاولوا اقتحام المقر، وذلك عقب تشييع جنازة وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي الذي اغتيل الجمعة الماضية في تفجير بسيارة مفخخة.