فى نفس هذا المكان كتبت فى20 و27 من شهر يونيه الماضى مقالين بعنوان (مليونية لم الشمل والمصالحة الوطنية.. وفلنرفع شعار المصريون كلهم إيد واحدة).. وفى هذين المقالين اقترحت فكرة أرى أنه قد آن الأوان لتنفيذها.. هذه الفكرة عبارة عن اقتراح بتنظيم مليونية فى كل ميادين مصر فى نفس التوقيت واقترحت لها اسمًا هو (مليونية المصالحة الوطنية ولم الشمل).. وقلت وأكرر إنها ستكون لها ردود أفعال إيجابية جدًا على كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وستكون رسالة للعالم كله بأن المصريين جميعًا يرفعون فى المرحلة القادمة شعارًا جديدًا هو (المصريون كلهم إيد واحدة). هذه الفكرة أرى، رغم مضى أكثر من أربعة أشهر على طرحها من خلال صفحات (المصريون)، أن الوقت الآن مناسب تمامًا لجعلها واقعًا فعليًا.. والدليل على ذلك أن هناك الكثير من الوقائع والمؤشرات التى تؤكد أهمية تنفيذ هذه الفكرة، خاصة فى ظل بعض المؤشرات الإيجابية التى حدثت هذا الأسبوع، ومن بينها تصريحات الرئيس محمد مرسى فى زيارته لمطروح يوم الجمعة الماضى، والتى أكد فيها أن أبناء مصر على قلب رجل واحد من أجل المصلحة العليا للوطن وإرضاء لله. ومن بين الشواهد أيضًا، ما قاله د. سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة الجديد، والذى قال عقب فوزه برئاسة الحزب: إن مصر تحتاج فى الفترة القادمة إلى كل أبنائها لأن كل مواطن له دور فى هذا الوطن، وأنه يتمنى أن يعود الجميع كما كان أيام الثورة يدًا واحدة على قلب رجل واحد من أجل مصر. وأوضح الكتاتنى أن الاتهامات المتبادلة بين القوى الوطنية لا يأتى منها خير، وأنه يجب أن يتحمل بعضنا بعضًا، مشيرًا إلى أن المشترك بين القوى الوطنية أكبر بكثير من المختلف فيه. وسط كل هذه التصريحات والدعوات من جانب الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية "حزب الحرية والعدالة"، نجد أن هناك أصوات وطنية عاقلة تدعو أيضًا للمصالحة الوطنية وتحقيق حلم لم شمل المصريين الذى طال انتظاره. وبهذه المناسبة، أقول إنه قد آن الأوان لأن نوقف سيل التصريحات النارية من جانب قيادات الإخوان من ناحية، ومن جانب القوى السياسية الأخرى، والتى ظهرت بوضوح خلال الأسبوعين الماضيين، تزامنًا مع مليونيتى كشف الحساب ومصر مش عزبة.. واللتان شهدتا حدوث اعتداءات واشتباكات وسباب متبادل بين الطرفين داخل ساحة ميدان التحرير، التى كانت مسرحًا لأعظم ثورة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، والتى أطاحت بنظام مبارك وأعوانه.. فى هذا الإطار أيضًا، أرى أن الدور الأكبر فى هذه القضية يقع على عاتق الرئيس محمد مرسى، وأرى أنها فرصة أيضًا ليثبت للجميع أنه بالفعل رئيس لكل المصريين.. ولذلك أقترح عليه الدعوة لعقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية تحت رعايته وبحضوره، ويتعهد فى كلمته أثناء المؤتمر بتنفيذ كل ما وعد به فى برنامجه الانتخابى, وأن يخرج الدستور الجديد لمصر بصورة توافقية بعيدًا عن أى مصالح لأى فصيل سياسى على حساب الآخر.. وأقترح عليه أيضًا ًالدعوة لتنظيم مليونية لم الشمل والمصالحة الوطنية. وفى النهاية أقول: إن مصر بحاجة إلى سواعد وجهود كل أبنائها بعيدًا عن سياسات الإقصاء والتخوين والاتهامات بالعمالة وتنفيذ الأجندات الخارجية وتصفية الحسابات السياسية.