مصر كبيرة جدًا... أكبر من أن تكون حكرًا على طائفة معينة... ومصر تتسع للجميع... تتسع للمسلم والمسيحي... وتتسع للسلفيين والإخوان واليساريين والعلمانيين... وتتسع للمنتقبة وللمتحجبة ولحاسرة الرأس. آن الأوان أن تكون مصر لكل المصريين، وآن الأوان أن يتنسم الحرية داخل مصر كل من يحمل في بطاقته كلمة (مصري)... بالأمس استوقفني مشهد مألوف جدًا في مصر ما قبل الثورة وغريب جدًا في مصر ما بعد الثورة... شاهدت سيدة منتقبة أمام بوابة نادي الرماية بالهرم تحاول الدخول للنادي ولكن الحراس على البوابة يمنعونها... لماذا؟... هناك تعليمات بمنع دخول المنتقبات للنادي... ولماذا هذه التعليمات؟... لا أحد يرد. أصابني شيء من الإحباط وعدم التفاؤل، عدم التفاؤل من نجاح ثورة 25 يناير في إحداث تغيير جذري في نمط وأسلوب الحياة داخل مصر... وكيف يحدث التغيير طالما ما زالت هناك تلك العقليات التي تفكر بهذه الصورة وتعطي تعليمات بمنع دخول المنتقبة للأماكن العامة لا لشيء إلا لأنها منتقبة. ليس مجالنا هنا هو أن نتكلم حول النقاب وهل هو فريضة أم فضيلة أم بدعة أم... إننا نتكلم عن حريات مكفولة للمصريين على السواء... ليس من العدل أن نمنع المصرية من دخول الأماكن العامة لأنها تلبس النقاب، كما أنه ليس من العدل أن نمنعها إذا كانت لا ترتديه. لقد تعرضت المنتقبات لظلم شديد طيلة الفترة الماضية ووصل هذا الظلم إلى ذروته بحرمانهن من حقهن في دخول المدن الجامعية ثم حرمانهن من أداء امتحاناتهن الجامعية بالإضافة إلى التشويه المتعمد والدائم لهن. أتمنى أن يأتي اليوم الذي تتغير فيه مصر تغييرًا حقيقيًا، تغييرًا من الداخل وليس من القشرة الخارجية. إضافة: بعد مرور أسبوعين على هذه الواقعة، حاول كاتب هذه السطور أن يدخل النادي ولكن تم منعه هو الآخر، وكان سبب المنع هو أنه بلحية وإدارة النادي أصدرت تعليمات بعدم دخول الملتحين... لا تعليق! أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]