يجب أن أبدأ مقالي باعتذار لصديقي الصحفي الكبير حامد عز الدين رئيس تحرير وكالة الأخبار العربية ومستشار جامعة الدول العربية، والمتبني الإعلامي الأول لضرورة الانتباه لوجود مخطط عالمي لتقسيم مصر، بدأ تنفيذه فعليًا، ويجب أن نعترف بوجوده أولاً، ثم نتصدى له بكل قوة وحسم لإفشاله. صديقي حامد عز الدين «بح» صوته وهو يحاول إقناعي ب«نظرية» تقسيم مصر وخطورتها، واستخدم كل وسائل الاتصال الحديثة بدءًا من المكالمات الماراثونية على الموبايل، وانتهاء بإرسال الفيديوهات والدراسات على الفيس بوك واشقائه، كل ذلك وأنا «أعاند» وأتمسك بأن مصر منذ عهد «مينا» موحد القطرين، وصاحب التاجين الأبيض والأحمر، وهي «موحدة»، بل جاء علينا زمن كانت مصر والسودان الشقيق «هته واهده» على رأي أشقائنا في جنوب الوادي!، ولم نسمع أبدًا أصواتًا «مصرية» تنادي بانفصال جزء من مصر عن باقي أجزاء الجسد الواحد، مهما بلغ ببعض سكان «الشرق» أو «الجنوب» أو «الغرب» من إهمال أو غياب للخدمات أو حتى ظلم،.. وربما كان ذلك لأن مصر كلها كانت تعاني الإهمال والظلم والاستبداد والتراجع الحضاري، بدرجات تتفاوت من محافظة لأخرى، بل ومن مدينة لأخرى، ولكن تبقى مصر كلها «مطحونة»! لأول مرة في تاريخ مصر الذي أعرفه، قام عمال غاز مصر يوم الاربعاء 17 أكتوبر بالتظاهر أمام مجلس الوزراء رافعين علماً قالوا إنه علم استقلال الصعيد!! وله 3 ألوان أزرق وأبيض وأخضر تتوسطه نخلة و9 نجوم، قام مصري – أشك كثيرًا في مصريته وقواه العقلية أيضًا - بشرح الألوان بأنها تمثل النيل والأرض الخضراء ونقاء قلوب «الصعايدة»، والنخلة للأصالة، والنجوم بعدد محافظات الصعيد التسع؟! ثم تكرر رفع نفس «العلم» في مليونية «مصر مش عزبة» في الصينية الوسطى لميدان التحرير يوم الجمعة 19 أكتوبر!!. ومهما كانت طلبات العمال، أو مشاكل الصعيد أو سيناء أو النوبة أو أخوتنا في مطروح والواحات، فلا أعتقد أن الأمر يصل أبدًا إلى فكرة «الانفصال» عن مصر، ولا يقول لي أحد إنها «مزحة» أو محاولة للفت النظر، فهناك أمور جدها جد، وهزلها «جد» أيضا.. ولا يجوز فيها المزاح، ولا أعتقد أن تكرار ظهور «العلم» المزعوم، وفكرة التعود على وجوده ونشر صورته على الصفحات الأولى للصحف القومية أمر يمكن السكوت عنه، أو التعامل معه من منطلق أنه «مزحة ثقيلة» أو محاولة للفت النظر!. يا سادة يا محترمين إذا لم يكن رفع علم استقلال صعيد مصر «قضية أمن قومي»، فما هو مفهومكم للأمن القومي؟ يصرخ صديقي حامد عز الدين «وا وطناه، في أكثر من مقال نشرته صحيفة «الأخبار»، ويذكر بمخطط المؤرخ اليهودي الأمريكي الصهيوني «برنارد لويس» الذي كشف عنه عام 1983 والخاص بتقسيم الوطن العربي، وقد بدأ يتحقق في العراق والسودان وفلسطين، ويشير المخطط إلى تقسيم مصر إلى 4 دويلات: مسيحية عاصمتها الإسكندرية، ونوبية عاصمتها أسوان، وسيناوية (يتم تدويل إدارتها)، وتبقى مصر منحصرة في القاهرة وضواحيها!! أما جمال أمين همام فيذهب لأبعد من ذلك محذرًا من التسطيح وعدم الوعي في التعامل مع هذه الكارثة القادمة، ويذكر بوجود مشروع تآمري عالمي لإقامة دولة «كوش» التي تبدأ حدودها من «نجع حمادي» وتمتد حتى أطراف أثيوبيا والبحر الأحمر، لتلتحم مع «إسرائيل» لتحقيق «كابوس» إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل»!! وختامًا يا سادة يا كرام أرجوكم لا تأخذوا الأمر بسطحية، ومن يقرأ التاريخ «القريب» جدًا يعلم أين أصبحت «بلاد الشام»، ودولة «الأحواز» العربية التي أهديت لإيران، ولواء «الإسكندرون» السوري الذي «تحتضنه» تركيا، ومدينتا «سبتة ومليلة» المغربيتان اللتان «تستضيفهما» أسبانيا، وجزر الإمارات الثلاث التي احتلتها الجارة المسلمة «إيران»!! وإقليم «أوجادين» الصومالي، ونصف السودان الشقيق، وقبلها «فلسطين» جرح العروبة الغائر. أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله.. ومرة أخرى عذرًا صديقي حامد. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66