كشفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر أن وفدا أمريكيا ، تترأسه كارين هيوز وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الدبلوماسية العامة ، التقي أمس مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ، حيث طالبه بالحد من بناء المعاهد الأزهرية وذلك في إطار جهود واشنطن لمحاصرة التعليم الديني في العالم الإسلامي . وأوضحت المصادر أن الوفد الأمريكي طلب أيضا من شيخ الأزهر إصدار بيان رسمي باسم مجمع البحوث الإسلامية يصف المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي بالإرهاب وهو ما رفضه شيخ الأزهر حتى لا يتورط في فتاوى وبيانات سياسية تثير مجددا حفيظة الرأي العام ، مثلما حدث عندما أصدر الدكتور طنطاوي فتوى عقب اختطاف السفير المصري ببغداد ، قال فيها إن ما حدث في العراق ليس مقاومة ولكنه إرهاب وترويع للآمنين . وأشارت المصادر إلى أن شيخ الأزهر أكتفي بالقول إن ما يجري في العراق حاليا من قتل ومصائب كقطع الليل المظلم ونطالب إخواننا في العراق بأن يجتمعوا وان ينسوا ما بينهم من خلافات وان يتعاونوا علي النهوض بدولتهم ليسود الأمن والرخاء وأن كل ما نملكه للعراق هو أن نقدم له النصيحة. وطلبت المسئولة الأمريكية من شيخ الأزهر الحد من بناء معاهد أزهرية جديدة وضرورة تنقية كتب ومناهج الأزهر بزعم وجود موضوعات دخلها تحث علي العداء لليهود والغرب . ورد الدكتور طنطاوي علي ذلك قائلاً إن الأزهر يدرس الوسطية والاعتدال والتعليم الأزهري نابع من شريعة الإسلام السمحة التي تدعو إلي نبذ العنف ورفض التطرف وأنه يدرس العلوم الشرعية إلي جانب العلوم المدنية مشيراً إلي أن الأزهر الشريف أول من أدان التفجيرات الإرهابية في 11 سبتمبر وطالب بالتحقيق مع مرتكبيها بوصفهم إرهابيين ليس لهم صلة بالإسلام . وأكد طنطاوي أن الإسلام يمد يده بالتعاون والحوار مع الأديان السماوية الأخرى وان الأزهر به لجنة دائمة لحوار الأديان من أجل التعاون ونشر السلام والأمان .