أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء أمس أنها ما زالت متمسكة بالهدنة ، ومنع القيام بهجمات ضد " إسرائيل من قطاع غزة ، وذلك بعد تدخلات مصرية عاجلة وخشنة ، وكانت حماس قد أبدت غضبها من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة واستهداف عددا من قياداتها ومؤتمرا شعبيا احتفاليا في قطاع غزة ، وصدرت تصريحات بالغة العنف ، ونقلت مصادر دبلوماسية أن "حماس" أبلغت جهات أمنية مصرية رفيعة المستوى بأنها في حل من اتفاق التهدئة الذي وقعته فصائل المقاومة مع السلطة الفلسطينية بواسطة من القاهرة خلال جولات الحوار الوطني الفلسطيني التي عقدت في القاهرة وكذلك الجولات المكوكية التي قام بها إلى غزة اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية . وأوضحت المصادر أن حماس ، عقب سلسلة الهجمات التي استهدفت كوادرها في الأيام الأخيرة ، أكدت لجهات مصرية أنها ستستأنف الهجمات داخل الخط الأخضر وستضرب بعنف في أراضي 1948 وأنه لم يعد من اللائق استمرار صمت الحركة على المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني . وهددت الحركة بعدم التعاطي الإيجابي مع أي جهود مصرية توصي بالتهدئة مع العدو الصهيوني إلا إذا اقترنت بضمانات مصرية وأمريكية ودولية وتعهدات قوية من جانب أطراف محايدة تلزم إسرائيل بعدم استهداف المدنيين أو التجمعات السكنية الفلسطينية ، ومؤكدة أنها لن تلتزم بأي تهدئة إلا بعد مرور فترة اختبار نوايا إسرائيل. وكشفت المصادر أن القاهرة طلبت من حماس ضبط النفس وعدم خرق التهدئة انتظارا للزيارة التي سيقوم بها وفد أمني مصري رفيع المستوى لقطاع غزة في الأيام القليلة القادمة وضرورة تعاطي الحركة بإيجابية مع جهود الوفد الأمني المصري الموجود حاليا في غزة. الأمر الذي جعل حماس تعدل عن تصريحاتها العنيفة وتعلن التزامها بالهدنة . من ناحية أخرى ، سادت حالة من الضبابية داخل أورقة صنع القرار في مصر فيما يحض الدعوة التي كان منتظرا أن توجهها مصر لرئيس الوزراء الإسرائيلي شارون لزيارة القاهرة في الأسابيع الأخيرة من ديسمبر حيث تتبنى أجهزة متعددة في الدولة اتجاها لتجميد هذه الزيارة أو إلغائها كونها ستستفز الرأي العام المصري بشدة بعد مجزرة جباليا والقصف الإسرائيلي المكثف لمدرسة للأطفال تملكها حركة حماس في غزة. من جانبه ، أوضح السفير طه الفرنواني مدير إدارة إسرائيل بالخارجية المصرية السابق ل"المصريون" أن التصعيد العسكري الصهيوني ضد قطاع غزة سيضع التهدئة التي اتفقت عليها الفصائل مع مصر في مهب الريح وهو ما أبلغته حماس لكل الأطراف المعنية وعلى رأسها مصر مشددا على أن هدف إسرائيل من وراء القصف المكثف لغزة هو إضفاء أجواء من الكآبة على الأراضي المحتلة وإنهاء أجواء الاحتفال التي تسود غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي . وتوقع الفرنواني عودة العمليات الإستشهادية داخل المدن والمنتجعات الصهيونية حيث إن إسرائيل لم تدع خيارا آخرا لحماس بعد أن وضعت مصداقيتها على المحك أمام الشارع الفلسطيني. ونبه الفرنواني إلى أن مصر ستواصل جهودها لتعزيز التهدئة مع جميع الأطراف حتى لو قامت حماس بعملية نوعية في المدن الإسرائيلية حيث إن من مصلحة مصر وإسرائيل أن تستمر التهدئة حتى تستطيع إسرائيل جني ثمار الانسحاب الوهمي من غزة.