أتمنى من محبي "الإخوان" أن لا يتورطوا في الدفاع عن "أخطاء" الجماعة.. إذ ليس من الحكمة "التعصب" لها، حتى لو كان أداؤها السياسي "سيئًا".. لأن الدفاع عنها على هذا النحو لن يكون في صالحها أبدًا. أقول هذا الكلام، بمناسبة قرار القيادي الإخواني ورئيس مجلس الشورى، د.أحمد فهمي، بإقالة الزميل جمال عبد الرحيم، من رئاسة تحرير "الجمهورية".. ب"زعم" نشر خبر غير صحيح. أعلم أن تاريخ الصحف القومية، لا يحمل أحدًا على الدفاع عنها، وكذلك الصحف المصرية في المجمل.. غير أن أزمة "عبد الرحيم" تعتبر سابقة خطيرة لم يشهد مثلها تاريخ العلاقة بين "السلطة" و"الصحافة" في مصر، منذ نشأتها في القرن التاسع عشر. مسألة "الخطأ" الذي ارتكبه "عبد الرحيم" يمكن أن يؤخذ منه ويرد، ولا يمكن التعاطي معه على سبيل القطع ب"الخطأ".. لأنه حتى اللحظة، لا توجد "ثقة" كاملة فيما تقوله السلطة.. إذ اعتاد الرأي العام على أن الأخيرة عادة ما تكذب.. فيما لا توجد شفافية بشكل يطمئن الناس على صدق ما تقوله السلطة دائمًا. النفي الرسمي ل"الخبر الأزمة"، قد لا يعكس الحقيقة، وربما يكون الخبر صحيحًا، وليس ثمة طرف "ثالث" بين "الجمهورية"، و"السلطة" يمكن أن يؤكد أو ينفي صحة الخبر.. فما قالته الصحيفة يظل صحيحًا، ما لم يثبت عكسه من طرف آخر محايد وموثوق به.. وينسحب ذات المعيار على "نفي" السلطة.. فالمسألة حتى الآن قد تكون صحيحة، وقد تكون كاذبة.. ولا يتحمل مسؤولية هذا اللغط، إلا النظام، الذي لم ينجح حتى الآن، في تبديد شكوك الناس، ويعيد إليهم ثقتهم فيما يصدر من الحكومة من تصريحات أو أفعال. في هذا السياق، فإنه ليس بالضرورة أن يكون "الرجل الطيب" يتحلى بمواصفات "رجل الدولة".. فالدكتور أحمد فهمي، قد يكون رجلاً طيبًا، غير أن أخطاءه الجسيمة والمتكررة، تعكس عدم أهليته لهذا المنصب الذي يشغله الآن، بل بات عبئًا على "الرئيس".. وخصم من رصيد الأخير الشعبي، والذي كان متناميًا بشكل مذهل، خلال الشهرين المنصرمين.. ومسيئًا لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.. ورط الجماعة، في أزمة ثقة حقيقية مع قطاع ليس بالقليل من الرأي العام، الذي أدلى بأصواته لصالحها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية من بعدها. من يتذكر قرار أحمد فهمي بعودة جريدة "الشعب" لحل أزمة صحفييها، يعرف كيف أن الرجل لا يعرف شيئًا عن "البطاطا".. وكان القرار مضحكًا ومثيرًا للسخرية إلى حد كبير. وأعيد وأكرر هنا أنني سأدافع عن الجماعة، إذا كانت في "محنة" أو استضعفتها سلطة غاشمة وظالمة.. وسأنتقدها إذا "اعتقدت" بأنها ارتكبت ما يستوجب النقد.. وأتمنى من محبي الجماعة، أن لا يكونوا جزءًا من محنتها وسببًا في ضياع هيبتها ومنزلتها الشعبية.. ولينصفوا ويعدلوا.. وأن يكفوا "أذاها" عن نفسها وعن الناس.. ذلك إذا كانوا مخلصين في محبتهم لها. [email protected]