كشفت مصادر فلسطينية أن الوفد الأمني المصري المتواجد في قطاع غزة برئاسة اللواء مصطفي البحيري نائب مدير المخابرات العامة المصرية يلعب دورا محوريا في تهدئة الأوضاع بعد إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون إطلاق يد الجيش الإسرائيلي في العدوان على الفلسطينيين . وقالت المصادر أن الوفد اقنع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية - حماس- بالإعلان عن وقف جميع أشكال العمليات العسكرية ضد إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة بتفعيل القواعد القديمة للتهدئة وأبرزها وقف الاغتيالات ، والاجتياحات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية . وأضافت المصادر الفلسطينية في تصريحات خاصة ل "المصريون" من غزة ، أن الوفد المصري لم يواجه صعوبة كبيرة في إقناع - حماس- بوقف العمليات ضد الإسرائيليين بعد ما وجدت حماس نفسها أمام تنسيق ثلاثي يجري ما بين الإسرائيليين والسلطة ومصر و أن هذا التنسيق الأمني رفيع المستوي بين الأطراف الثلاثة الحق بحماس خسائر كبيرة . وأضافت المصادر الفلسطينية أن العناصر الأمنية الإسرائيلية طبقت التجربة المصرية من أجل منع حركة حماس من الفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة بالضفة الغربيةالمحتلة ، وألمحت المصادر إلى أن السلطات الأمنية الإسرائيلية استفادت من خبرة الأمنية المصرية في تعاطيها مع ملف الحركات الإسلامية خاصة مع الإخوان المسلمين قبل كل انتخابات برلمانية للحد من فرص فوز الجماعة بعدد كبير من مقاعد البرلمان المصري ، حيث نفذت السلطات الإسرائيلية التجربة المصريه في ذلك الشأن و قامت بعمليات الاعتقال التي طالت غالبية قيادات الصفوف الأول والثاني والثالث لحركة حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية بينهم عدد من مرشحي الحركة للانتخابات التشريعية وقادة اللجان الانتخابية التي كانت تتولى التحضير للانتخابات التشريعية والبلدية على السواء . وزادت سلطات الاحتلال علي ذلك استئناف الاغتيالات ضد الفلسطينيين وخصوصا حماس وهي الاغتيالات التي تهدد قادة الحركة مثل الدكتور محمود الزهار وإسماعيل هنية وسعيد صيام وغيرهم . وأوضحت أن حماس وجدت نفسها في مواجهة حرب مفتوحة من قبل إسرائيل التي استأنفت كل أنواع الملاحقة ضد قيادات وأعضاء الحركة بعد توقف دام نحو ثمانية أشهر منذ إعلان التهدئة في القاهرة في فبراير الماضي ، تمكنت خلالها الحركة وقياداتها من الظهور بحرية فوق سطح الأرض ، والإعداد للمرحلة السياسية التالية المتمثلة في التحضير للانتخابات التشريعية والبلدية . وقالت المصادر أن من بين أسباب وقف العمليات أيضا كانت تقديرات حماس بأن الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة لن يقبل منها أن تجره لمواجهة جديدة مع إسرائيل ، بعد أن تنفس الحرية عقب الانسحاب . ورجحت المصادر أن توقف إسرائيل قريبا عمليات الاغتيال بحق قادة الحركة بعد تحقيق الغرض منها .