اشترطت الأحزاب الليبرالية ممثلة فى حزبى الوفد والمصريين الأحرار للتصالح والتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين الاعتذار أولا على ما تم فى مليونية التحرير وإعادة تكوين الجمعية التأسيسية، فيما رحب حزب النور بالتوافق بين الأحزاب شريطة أن تكون بعيدة عن مؤسسة الرئيس ومستشاريه لكى تنجح مبادرة لم الشمل. وقالت مارجريت عازر، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن الحياة المصرية السياسية تعانى من التفرقة بين القوى السياسية وبين الأحزاب السياسية خاصة بين الأحزاب وتوجيه الاتهامات والتخوين بينهم. وطالبت المؤسسة الرئاسية بالتدخل الفورى لحل النزاعات بين الأحزاب، لأن الوطن هو الذى يدفع ضريبة هذا الخلاف، مؤكدة أن الوفد يرحب بأى مبادرة لجمع الشمل شريطة الوصول إلى حلول متقاربة لبعض القضايا مثل إشكالية الجمعية التأسيسية وتمثيل القوى السياسية فيها، بالإضافة إلى تحديد قانون انتخابى موحد وسياسة واضحة للاقتصاد المصرى وحل الإشكاليات على باقى القضايا المثارة. وحملت عازر مستشارى الرئيس جزءا مما وصلت إليه الخلافات بين الأحزاب لأن دورهم غير موجود بالمرة فى الشارع المصرى وعدم توصيل الصورة كاملة للرئيس محمد مرسي. كما اشترط هانى سري، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار بأن تعلن جماعة الإخوان المسلمين عن موقفها من التدخل فى الحكم والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية التى لا تعبر إلا على تيار معين فقط. من ناحيته، رمى الدكتور حسام عيسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الكرة بملعب الإخوان حيث حملهم مسئولية الخلافات بينهم وبين القوى السياسية منذ تولى محمد مرسى الحكم، مؤكدا أن أحداث الجمعة الأخيرة لعبها الإخوان لإفساد مليونية كشف حساب الرئيس والتى أعدت من أسابيع من جانب القوى المدنية. وأضاف أن هناك عدة مشكلات تعوق الحوار المجتمعى والتقارب بين القوى السياسية أغلبها متعلقة بسياسية الإخوان التأصيلية لمؤسسات الدولة من تشكيل حكومى ومن تمثيل فى الجمعية التأسيسية واستخدام سياسة القوة والأغلبية مع الأحزاب الأخرى. وأكد عيسى أن نجاح الحوار المجتمعى متوقف على جماعة الإخوان المسلمين التى يجب عليها الاعتراف بالقوى الأخرى وأنها قوى من ضمن القوى مؤكدا ضرورة أن تكون هناك إعدادات معينة ونية صادقة للتوافق وأن يقود هذا الحوار شخصيات توافقية وبعض من مستشارى الرئيس. ورفضت جماعة الإخوان المسلمين هذه الاتهامات وأكدت على لسان أحمد محمود، نائب مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة، أن جماعة الإخوان المسلمين ترحب بأى مبادرة للتوافق بين القوى السياسية وأنها قامت بالفعل بعقد لقاءات ثنائية مع بعض الأحزاب للبحث عن حل أزمة الخلافات الكبيرة بينها. وأضاف أن مليونية الخلافات ليس للإخوان ذنب فيها لأنها قررت النزول بعد براءة متهمى موقعة الجمل وضياع حقوق الشهداء ولتطهير القضاء ولا نية إطلاقا لمنع المعارضين من التظاهر السلمى وتقديم كشف حساب للرئيس. وقال إن المبادرة تحتاج إلى إعدادات وحوارات كثيرة بين الأحزاب والشخصيات حتى تتقارب وجهات النظر. وفى نفس السياق، قال الدكتور ياسر عبدالتواب، القيادى بحزب النور، إن الحزب يرحب بأى مبادرة للم الشمل بين القوى السياسية، خاصة أن الخلافات تأخذ شكلا تصاعديا يوما بعض يوم وآخرها إصابات بميدان التحرير. وأضاف أنه من الأفضل أن تبادر الأحزاب بهذه المبادرة بعيدا عن مؤسسة الرئاسة ومستشارى الرئيس لأنهم غير مناسبين بالمرة لهذه المهمة إضافة إلى رفضهم من بعض القوى المدنية.