مازالت حالة الفوضى والارتباك تسود معظم المدارس علي مستوي الجمهورية بسبب العجز الشديد في المدرسين للمراحل الابتدائية والإعدادية ورياض الأطفال ، حيث قدر وزير التربية والتعليم نسبة العجز في المدرسين علي مستوي الجمهورية ب 130 ألف مدرس، في حين قدرت مصادر أخري بوزارة التربية والتعليم العجز بأكثر من 170 ألف مدرس في كافة التخصصات خاصة اللغات الأجنبية والرياضيات والعلوم. وقالت مصادر بالوزارة إن قيام الوزير بإلغاء عقود حوالي 50 ألف مدرس كانوا يعملون بالحصة أدى إلى تفاقم مشكلة العجز ، حيث كانت المدارس تعتمد على هؤلاء المدرسين في تغطية حصص النشاط والدراسات وشغل الحصص الاحتياطي وأحياناً تدريس اللغات والعلوم ، كما أن تأخر تعيين دفع جديدة من المدرسين هذا العام وافتتاح مئات المدارس الجديدة ضاعف أيضاً من حجم الأزمة. وفي الوقت الذي تتعلل فيه وزارة التربية والتعليم بنقص التمويل اللازم من وزارة المالية لتعيين 50 ألف مدرس جديد لسد نسبة من العجز ، نجد الوزارة تنفق 250 مليون جنيه سنوياً علي ما يسمي مشروع تغذية التلاميذ والذي يتمثل في تقديم باكو بسكويت لتلاميذ الابتدائي مرة واحدة كل أسبوعين أو أكثر. وقد وصفت مصادر التربية والتعليم هذا المشروع بأنه أخطر مشروع لنهب المال العام لصالح مجموعة من متعهدي التوريد وكبار مسئولي التربية والتعليم بالمحافظات. وقد برر الوزير الإبقاء على مشروع التغذية ، قائلا " إن هناك تلاميذا لا يذهبون إلي المدرسة إلا من أجل باكو البسكويت!! " . من ناحية أخرى ، وحتى تكتمل الصورة المأساوية لبداية العام الدراسي في جميع المحافظات فقد تأخر وصول أكثر من نصف الكتب المدرسية لطلاب جميع المراحل الخاصة بالترم الأول بسبب تأخر الطبع أو لسبب تأخر نقل الكتب من المخازن للمدارس. أما بالنسبة للمدارس الخاصة ، فقد واصلت فرض شروطها الخاصة بالتبرعات رغم إعلان الوزارة أكثر من مرة عن محاسبة أي مدرسة خاصة تفرض مثل هذه الرسوم.