مثلما اعتاد الكثير فى وجودهم هنا، ربما من أجل التسلية أو مشاهدة أعمالنا!، أو من أجل كسب المعرفة والتطلع للجديد، فى النهاية هذه عادة تعودنا عليها، ولكن الأوقات السابقة تركت بداخلنا فراغًا لم نعلم ما هو، ولكنه فراغ بدأ صغير وكبر مع الوقت، والآن أصبحنا ندرك مدى عجزنا عن تحقيق ما هو أفضل، وأصبح لدينا فكر راسخ بأننا هنا حتى نعود مرة ثانية، وأننا فى دائرة روتينية تقليدية نصبح ونمسى عليها، بل والأكثر أننا لا نعرف ما هذه الدائرة التى نحن بداخلها!، ولم يكن لدينا معلومات إلا أنها سبب الحزن الذى نسبح فى بحوره، والتى نغرق فيها يومًا بعد الآخر. أصبح الإنسان بلا قيمة وأصبح الشاب معنى الغروب والشيخ شمسًا للحروق، بل والأكثر أصبحنا بلا فائدة!، ونعلم ذلك علم اليقين، وأصبحنا نتهكم على من يحاول فينا الصعود بضحكات ساخرة مقتنعين أن مصيره مثل مصيرنا.... "الهبوط". كم من حزن انتابنى عندما سمعت لقاء عائشة عبد الهادي، وزيرة القوى العاملة للنظام السابق، فى برنامج 90 دقيقة، والذى تحدثت عنه فى مقالى - لا لغلق الكليات النظرية - الذى نُشر فى الشروق عدد 10|1|2011، ردًا على ضعف حديثها وتعجبت من كلماتها كمسئوله ورد فعلها السلبى، رغم أن ما ذكرته واقع وحقيقة نتيجة تخاذل الحكومة، ولكن لم أكن أتخيل أن يصل الحال بحكومة النظام القديم أن تُعلن عن مدى عجزها عن الحلول بل والأكثر سذاجتها فى الحلول. وبعد كتابة مقالى بأيام قامت الثورة المصرية وتفائلنا عندما وجدنا بعض الشباب حاملين لافتات "عايز اشتغل يا ريس"، شعرت وقتها بأننا فى طريقنا للتغيير، وبعد إنجاز العملية الانتخابية تفاءلنا أكثر عندما وجدنا سعى الرئيس لتحقيق الأفضل، ولكن حزنت عندما وجدت السيد الرئيس يتحدث فى برنامج "موعد مع الرئيس" فى مكتب الرئاسة وحديثه عن خطته المستقبلية فى مجال التعليم والذى أعتمد فيها على المسكنات مثله مثل من سبقه، دون أن يعرض خطته المستقبلية لتطوير المنظومة وذكر فقط شعوره. وعلى الصعيد الآخر أجد وزير القوى العاملة يجلس أسفل مظلته الوزارية ويبحث عن فرص عمل للشباب خارج البلاد وليس داخلها، والذى نطلق عليه ترحيل الكوادر، وكأنه بدأ فى إعلان عجزه عن إيجاد فرص عمل داخل البلاد، لذلك أترقب الوضع قائلاً: ماهى خطتك المستقبلية يا سيادة الوزير، وكيف تخطط لتوظف كوادر الشباب داخل البلاد وليس خارجها؟. ومن هنا التعجب بداخلى والعجيب أمام عيني، تعجبت لحال البلد ولحالى قائلاً: لماذا رفضت فرصة العمل خارج البلاد وفضلت البقاء هنا رغم ما أجده من حال؟!. ارتكب الجيل السابق فى حقنا أبشع الجرائم، كلامه أملاً صادم لنا فى واقعه، لماذا الأب يسأل الطفل وهو صغير عن حلمه؟!، رغم أنه يعلم فى هذا البلد لم يعمل الإنسان ما يريده، لماذا وضع بداخلنا الحلم وهو على يقين أنه سيكون عقبة أمامنا؟!، لماذا تعلمنا فى مجال ونقضى به وقتا طويلاً ونعمل فى مجال ليس لنا به خبره؟!، لماذا قضينا وقتا طويلاً فى منظومة تعليمية غير قادرة على خلق جيل مثقف ومتعلم؟!، لماذا نحن بمصر متمسكين؟!، هل نحن الشباب أصحاب المستقبل أم من هم أكثر من ستة عقود؟!، لماذا قمت برفض العمل بالخارج وفضلت العمل هنا!، هل أنا مخطئ أم هذه طوباوية؟! أو ربما تكون سذاجة!. شباب الغروب يصرخ فى عز نهاره!، يا من مجيب كيف لى أن أحلم وأنا فى عالم الغيب!، كيف لى أن أحلم وحاضرى غيب ومستقبلى غيب!، فهل ما بنا مجرد قيلولة أم غروبًا نمر به!، وإن كان غروبا هل سيطول ليل الأمل فى البلد الذى أشبعنى يأسًا وإحباطًا ؟!. يا سيادة الرئيس كما أصبح الاقتصاد حدقة لك وأخذت فيه خطوات جادة، لابد أن تستعيد شمس بلادك التى تنير المستقبل بقوتها، يجب أن تعلن عن برنامجك التعليمى للجميع، ونلاحظ خطواتك الجادة بالمنظومة، حقا أصبحت المسكنات لا فائدة منها. حقا أخجل عندما أقول إن الثورة فى طريقها للنجاح ونحن الشباب .. مهمشون!!. [email protected]