يحتار الآباء فى كثير من الأحيان حول طريقة تربية أبنائهم، وأى الطرق يتبعون معهم خاصة لو أخطأ أحدهم، فهل يعاقبونهم بالضرب أم أنها طريقة خاطئة قد تدفع الطفل للخطأ ولكن بعيدًا عن عيون الجميع أو قد تخلق منه شخصًا كاذبًا ينكر ما ارتكبه من سيئات خوفًا من العقاب القاسى؟. ولأهمية الموضوع وجهت "المصريون" تساؤلاً لغالبية الآباء حول طريقة العقاب وقت الخطأ.. إلى الدكتور أحمد فخرى هانى، استشارى علم النفس بجامعة عين شمس، والذى بدأ بتوضيح طرق تعديل سلوك الأبناء فى البداية، حيث تنقسم إلى ثلاثة أنواع إما بالعقاب أو بالثواب "المكافأة" أو بالقدوة، مؤكدًا أن الأخيرة هى خير وسيلة لتعديل السلوك أو تدعيمه. وحذر فخرى من العقاب بالضرب، حيث إنه ليس الحل الأمثل لأنه يخرج الطفل من آدميته، موضحًا أن الضرب فن لا يتقنه معظم الناس، خاصة فى ظل اتجاه الطفل لرد فعل مماثل على الضرب بضرب من يعاقبه، موضحًا أن ضرب الطفل للأب أو الأم لا يعد فى هذه الحالة سلوكًا غريبًا، بل إنه رد فعل طبيعى، ناصحًا باتباع العقاب بالحرمان وليس بالضرب.. وبيَّن أن العقاب بالحرمان يكون من خلال منع الطفل من شىء يفضله ولكن لمدة محددة لا تتخطاها، مثل منعه من الخروج لمدة يوم واحد، أو وضعه فى حجرة منفصلة بعيدًا عن ألعابه وجلوس أحد الأبوين معه، أو حرمانه من تناول الطعام مع أبويه وغيرها من الأشياء الذى يشعر من خلال فقدانه لها بأنه أذنب وعليه أن يقلع عن هذا الخطأ حتى لا يحرم منها ثانية.. وأشار إلى أن الطفل بداية من سن 5 سنوات يمكنه أن يشارك فى اقتراح نوعية عقابه بنفسه، منبهًا الآباء إلى الثبات على العقاب وعدم التراجع عنه، مما يخلق ثقافة احترام القوانين لدى الأبناء طيلة حياتهم، مما يجعلهم مواطنين صالحين نافعين لمجتمعهم. بينما حذر بشدة استشارى علم النفس من طريقة "المكافأة"، والتى يتبعها بعض الآباء ظنًا منهم بأنه سوف يكون مطيعًا لهم، ولكنها طريقة سيئة تخلق شخصًا ماديًا لا يطيع الأوامر إلا بالمكافأة، وسوف يلاحظ الآباء أنه إذا اشترط القيام بهذا العمل وحصوله على مكافأة، مما يجعله لا يقوم بعمل الصواب سوى طمع فى المكافأة. وأكد فخرى أن أفضل الطرق لتعديل السلوك هى "القدوة"، التى يقوم من خلالها الكبار بالسلوكيات الصحيحة أمام الأبناء، وتحليهم بالأخلاق التى يريدون أن يروا أطفالهم عليها، وهو ما سوف يتحقق بسهولة من خلال "التقليد".. ونصح الأم والأب بالمداومة على رواية القصص التى تحمل معنى القدوة من خلال الأحاديث الخاصة بأن "امرأة دخلت الجنة لعطفها على قطة"، و"رجل دخل الجنة لإنقاذه كلبًا كاد يقتله العطش"، وقصص حول حسن معاملة الجيران والأقارب والآباء من خلال السيرة النبوية العطرة، وغيرها من القصص التى تخص مناحى الحياة المختلفة وتدفعه لفعل الخير عن اقتناع وحب فيه.