قال الكاتب الصحفى جمال سلطان رئيس تحرير جريدة "المصريون"، إن الثورة لم تأت بمظاهرة أو وقفة احتجاجية، ولكنها وصلت إلى حد خروج ملايين المصريين إلى الشوارع والإصرار على عدم العودة إلى منازلهم إلا بعد تحقيق مطالبهم. وأضاف سلطان خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بنقابة الصحفيين مساء الاثنين تحت عنوان: "الدور السياسى والإعلامى لصحيفة الشعب فى التمهيد لثورة يناير": صحيفة الشعب كانت المدفعية الثقيلة التى دقت حصون نظام الفساد، لافتا إلى أن "الشعب" لم يكن لها أى انتماء سياسى أو أى وجهة، وتعتبر منبرا لكل قلم حر، والذى ساهم فى كسر هذا الظلم والجدار الذى يحول بين الحرية والحياة الكريمة الشريفة، مشيرا إلى أنها كانت تجربة تشرف بها أى مسيرة صحفية فى أى دولة فى العالم والشعب كانت تسمى بالصحافة الاستشهادية وكانت على رأس الصحف المصرية. وأعرب الدكتور طارق الزمر القيادى بحزب "البناء والتنمية" عن وقوفه مع المعتصمين من جريدة الشعب الذين ذاقوا مرارات السجون فى عهد مبارك، موضحا أن الجريدة وقفت معهم ضد معاناة ومرارة السجن. وأضاف قائلا: "من يتصور بأن الثورة نجحت فإنه متسرع لأن أمامنا عدة سنوات حتى يتم تأسيس نظام سياسى ديمقراطي، لا يسمح بعودة المستبدين لحكم هذه البلاد". وطالب الزمر بأنه يجب أن تكرم جريدة الشعب ويشاد بها كأفضل جريدة عاشت مرحلة قاسية من الذل والاستبداد، مشيرا إلى أننا مدينون للصحيفة فى الوقت الذى أغلقت فيه كل الأبواب للدفاع عن المعتقلين داخل السجون خلال مرحلة تعرضوا فيها للتعذيب خاصة فى فترة التسعينيات، كما أننا مدينون لكل من قال كلمة حق فى وجه مبارك الفاسد. فى السياق ذاته، أوضح الكاتب الصحفى السيد الغضبان بجريدة الشعب سابقا، أن الجريدة كانت تقف ضد النظام السابق فى الوقت الذى كانت تكتم فيه الأفواه، مشيرًا إلى أن النظام البائد زرع الخوف داخل الصحفيين لعدم انتقاد نظام الفساد. وأضاف الغضبان أن جريدة الشعب كانت مصادر تمويلها تعتمد على التبرعات البسيطة وجزء بسيط من الإعلانات، مشيرا إلى أن صحفيى الجريدة كانوا يأخذون رواتبهم كل بضعة شهور، بعكس الصحف الأخرى التى كان مصادر تمويلها من رجال الأعمال. فيما قال الكاتب الصحفى يحيى قلاش: كانت هناك عدة محاولات منذ إغلاق الجريدة لحل مشكلة الجريدة بشكل فورى ولكن كل المحاولات تم إجهاضها، مشيرا إلى أنه فى 2009 تم الاتفاق مع صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق ولكن لم يتم تنفيذ الاتفاق، لافتا إلى أن ثورة 25 يناير كان شعارها الحرية، كما أن مشكلة الجريدة يتم التعامل معها الآن مثل النظام البائد المستبد. وأشار قلاش إلى أن الموقف الآن يحتاج إلى نضال من الجماعة الصحفية فى الدستور الجديد خاصة باب الحقوق والحريات فيما يتعلق بملف الصحافة، موضحا أن الصحافة أصبحت محاصرة ويختلط اسمها بالتضليل والترويج للإشاعات بينها وبين الرأى العام. وأوضح قلاش أن الملف الصحفى بدأ يتراجع منذ بداية التغييرات الصحفية، مؤكدا أن وزير الإعلام يتحدث باستمرار عن قضايا النشر وحبس الصحفيين فى الدستور الجديد، وكذلك علينا تهيئة أنفسنا للمعركة الطويلة. وأوضح الدكتور عزازى على عزازى القيادى بالتيار الشعبى أن جريدة الشعب كانت الوحيدة التى أعلت صوت الحركة الوطنية الجامعة فى مصر، وكانت الجريدة الوحيدة المناضلة ضد النظام السابق، مشيرًا إلى حجم المعارك التى خاضتها الجريدة منذ نشأتها، منها معركة ضد السادات وبيجن ومد مياه النيل للكيان الصيونى والتطبيع أخطر المعارك الصحفية، على حد قوله. فى السياق ذاته، قال محمد عبد العليم داوود وكيل مجلس الشعب السابق، إنه خلال 10 سنوات قام فيها بعده استجوابات من أجل عودة جريدة الشعب، موضحا أنها تصدت لحسن الألفى ويوسف والى وزكى بدر، لافتًا إلى أنها المؤسسة الصحفية رقم 1 التى دفعت الثمن فى النظام البائد. وأضاف عبد العليم قائلا: "بصراحة هافقد الثقة إنى كنت معارض فى يوم من الأيام إن لم يتم تنفيذ مطالب الصحفيين، وهافقد الثقة فى أمور كثيرة جدا، فى حالة عدم تنفيذها فى ظل النظام الحالي، ومطلوب من النظام الحالى تنفيذ مطالبهم".