كاذبون ..احترفوا الكذب ..أصبح يجري في كلامهم مجرى الدماء في العروق , لم تعد مهمتهم تزييف الحقيقة أو تغييبها , بل أصبحت مهمتهم قلب الحقيقة وعكسها , أصبح الكذب حصري على التليفزيون المصري , مهنة برعوا فيها حد الإعجاز , لم يعد يضاهيهم فيها أحد , لم يعد ينافسهم عليها إنسان , إنفردوا بإتقانها والإجادة المطلقة فيها , ولا أرى لهم منافسا سوى الإعلام السوري الحكومي , والذي من كثرة ما كذب وكذب وكذب ... أتصور أنه بالفعل يصدق نفسه , حتى لو ظهروا هؤلاء المبتدئين بصورة الكاذب الساذج السفيه , و أنه من الأفضل لهم أن يتعلموا من فضائياتنا كيف يكون الكذب باحتراف , كيف يصبح الكذب مهنة تدر الملايين وترعاها شركات الإعلانات وتنفق عليها بسخاء , كيف يصبح الكذب هو الأصل والحقيقة هي الإستثناء , لن أكلمكم اليوم عن كذبهم وإفترائهم على دينهم ومحاولة تشويهه وتشويه كل من يحمل رايته ...كيف يلصق بصاحب الجريمة التي لم تثبت والفعل الذي لم يوثق : وصف سلفي أو إسلامي أو إخواني ويتم تشويه تيار بأكمله والطعن في الملايين منهم لمجرد فعلة إنسان واحد , ولا يوصف المجرم معتاد الإجرام ذائع الصيت أشهر مجرمي مصر بكونه مسيحي , على الرغم من أنه بالفعل كذلك , ولا بصاحب الفعل الفاضح والجريمة الأخلاقية بكونه علماني على الرغم من أنه يفاخر بذلك ليل نهار , ولا يوصم أي فريق بفعل آحاد أفراده .. سوى فريق واحد وتيار واحد هم أصحاب التيار الإسلامي , لن أحدثك عن تعمدهم طمس وتغييب أي إنجاز لرئيس فعل في شهرين مالم يفعله رؤساء عظام في سنوات عديدة , وفعل أشياء لم يعد بها ولم نكن حتى نحلم بها , وإذا لا قدر الله ولم يطل به العمر ( وندعو الله مخلصين أن يبارك لنا في عمره وفي حياته ) , سيكتب التاريخ اسمه بحروف من ذهب حينما يذكر له إنجازاته بإلغاء الإعلان الدستوري المكبل وإنهاء حكم العسكر في مصر , بمنتهى السلمية والسلاسة وبدون إراقة نقطة دم واحدة , ناهيك عن العديد من الإنجازات الإخرى , أهمها إرساء قاعدة أختفت في مصر منذ عشرات السنين , وهي قاعدة( أن الكفاءة تسود )وليس الفساد أو الوساطة أو المحسوبية , لن أكلمك عن كذبهم المستمر عليه وعلى التيار الإسلامي بأكمله , وعن المجهر الذي يستخدمونه حينما يتكلمون عن عيوب التيارات الإسلامية ( وهي عيوب لا يخلو منها تيار بشري على وجه الأرض ) وعن النظارة السوداء المعتمة التي يلبسونها حينما يتحدثون عن مزاياه , لن أطلب منك تكذيبهم في كل ذلك , فحتما سترفضه فطرتك السليمة , وسيأبى عقلك تصديقه إذا عرضت كل ذلك عليه وأعملت فيه قواعد المنطق وقوانين الحقيقة , ولكني سأطلب منك شيئا آخر قد لا تلتفت إليه في خضم بحر من الأكاذيب المحكمة الصنع والمتقنة الأداء , ... رجاء... لا تصدق ضحكاتهم ولا تنبهر بحلو منظرهم , لا تجعلهم يخدعونك , ما تراه هو التزييف بعينه , وأسأل الشاعر الشهير صديق الفنانة التي بلغت شهرتها الآفاق و ملأت الدنيا بضحكاتها : لم سماها سعاد حزني , وأستمع لأشهر أطباء مصر النفسيين وهو يفتخر بكونه المعالج النفسي لأغلب الفنانين والمشاهير في مصر والعالم العربي , هؤلاء من يظهرون أمام الكاميرات والبسمة تكسو وجوههم , والسعادة تنطق بها قسماتهم . وأسأل المغني الذي تتمنى أن تكون مكانه وهو يحصد الشهرة و الأموال وترتمي تحت أقدامه حسناوات فقدن عقولهن قبل أن يفقدن شرفهن , أسأله أولا هل مع كل ما تمتلكه في حياتك هل تملك أيضا السعادة , هل ضحكاتك الرنانة تلك أمام الكاميرات ..هل تتواصل أيضا وأنت على فراشك , وإن لم يصدقك القول وحتما لن يصدقك , فاستمع لمن تاب منهم لربه وترك هذا الوسط بصخبه وضجيجه , اسأله .. لما تركه ? وكيف يشعر الآن , وتأكد أن من أعتاد أن ينام على فراشه بغير أن يؤدي حق ربه من صلوات مفروضة عليه لن يستطيع النوم بدون أن يتعاطى العقاقير التي تساعده على ذلك , فإذا رأيت عاص يجاهر بمعصيته ثم يتظاهر بسعادته , لا تصدقه , ولا تصدق سوى قوله تعالى { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا *قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * } ( سورة طه 124- 126 ) وفي تفسير قوله معيشة ضنكا قال بعض العلماء : أن المقصود بمعيشة ضنكا هو عذاب القبر , وقال آخرون أن تفسير ذلك هو أن يعيش الإنسان حياة كئيبة شاقة , يكون فيها غير مطمئن القلب ولا منشرح الصدر , والدليل على ذلك ( بخلاف الشواهد التي سقناها وغيرها الكثير والكثير ..والتي فقط تحتاج منا أن ندقق النظر ولا نصدق ظاهر القول دون أن نتبينه وألا ننخدع بالمظاهر الزائفة والأقوال الكاذبة ) ..قوله تعالى : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } ( النحل 97) لا حياة طيبة ولا سعادة سوى بشرطين اثنين : الإيمان والعمل الصالح , لا تصدق من يدعي السعادة وهو لا يطبق هذين الشرطين , حتى وإن شعر ببعض الرضا , لن تجده أبدا يصل لما يبتغيه أي إنسان من السعادة وراحة البال , وقد قال بعض السلف : ( لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن عليه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف ) , ومن عجيب أمر تلك السعادة أن ترى شهيد يساق للإعدام كالعظيم ( الشهيد سيد قطب ) فتجده يضحك بملء فاه ..وكأنه أسعد إنسان على وجه الأرض , وتقرأ حديث صحفي لواحد من أغنى عشرة في العالم , فتجده يتحدث عن العقاقير المهدئة التي هي أول ما يضعه في حقيبته وهو يتنقل مرتحلا في كل أنحاء الدنيا , لا تصدقوا ضحكاتهم ...كاذبون ...كاذبون