شرعت فى الاعتذار عن مقال اليوم, فجاءنى هاتف أنّ قارئًا فى مكان على أرض حياتنا الدنيا ينتظر, فكستنى حمرة الخجل, والخجل نعمة لو يعلم الذين لا يخجلون. اصطحب الخليفة الشعراء, أعيان الشعراء, فى رحلة, ومنهم أبو نواس.. فراح كل شاعر يبحث عن بيت قديم وطلل لخيمة حبيب راحل, حتى يبكى ويقول الشعر, فقال أبو نواس عاج الشقيّ على رسم يسائله وعجت أسأل عن خمارة البلدِ يبكي على طلل الماضين من أسدٍ لا ضر ضرك قل لي من بنو أسدِ ومن تميم ومن بكر ولفهما ليس الأعاريب عند الله من أحدِ فماذا كان سيقول أبو نواس ورفاقه لو رأوا الأعاريب ساكتين والشام يحرقها المجنون؟! فتشت كما يفعل كل الكتاب عن خبر يمكن التعليق عليه, فوجدت كل الأخبار متشابهة منذ سنة و حتى إشعار آخر, فقلت: العرب ظاهرة صوتية. جرب ألا تشاهد الأخبار, ألا تتابع الأخبار والمواقع, جرب و لن تخسر غير هموم تركبها وتركبك,.... ما أحلى هجرة الهموم. هيه: جربت ألا تشاهد ألا تتابع ألا تفتش بالمواقع؟ ماذا حدث؟ لا شيء.. مصر كما تركتها على صفحات الإنترنت, مثقلة بالمطالب الفئوية, ومرتعًا لذباب مرشحى الرئاسة الذئاب الذين لا يصدقون أنه قضى الأمر.. ألم أقل لك: لن تخسر؟ لو يعلم المتكلمون على الهواء والورق والعالم الافتراضي, أن الكلمة أمانة, لربما عادت الألسن أدوات للتذوق والمضغ. ولنست شكل تراكيب الحروف الناطقة. لو لم يقل أحمد شوقى غير بيت واحد: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا لاستحق ما هو أعظم من نوبل,لاستحق أن يكون -كما هو- باقيا فينا لم يرحل, مع أن كثير من الباقين الأحياء راحلون. جمعة جديدة, وأعمال على الأرض جديدة,صحاف تطوى بمقالات وأخبار وقائع, فلا الأرض راضية عنّا, ولا حبر المطابع. لو يعلم الجاهل أن محمدًا هو محمدٌ –صلى الله عليه وسلم- لما قال ما قال..., أتباع محمد إذن هم المقصرون. ولو يعلم المصري الجاهل الجهول أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ما كان أبا أحد من رجالنا, لما تحذلق و تزحلق بلسان حقير معلنًا أن سيدى لا يحمل الجنسية المصرية, يا ليتها تنفعك أنت يا من لا يستحقها.. يا جاهل.. يا لا عادل.. وفقط خناس بعض كلامنا حجر, وبعض عيوننا شرر, مع الاعتذار للحجر والشرر.. [email protected]