على الرغم من أنه لم يمض على تأسيسها سوى أيام قلائل تخشى مصادر حزبية من فشل الجبهة الوطنية للتغيير في أداء مهمتها التنسيقية بين قوى المعارضة لخوض الانتخابات البرلمانية في مواجهة الحزب الحاكم . المصادر أرجعت احتمالات الفشل إلى تعارض القوى المشاركة فيها من حيث الشعارات والبرامج الانتخابية من ناحية وعدم دفع بعضها بمرشحين من ناحية أخرى ، فضلا عن حالة الانزواء التي انفردت بها جماعة الإخوان المسلمين ومعها حركة الكرامة وتمسكها بشعار " الإسلام هو الحل" الذي اختلفت عليه القوى الأخرى . فعلى مستوى الأحزاب الكبرى يوجد تعارض شعارات بين حزبي الوفد الذي يتبنى الاتجاه الليبرالي ، والتجمع ذو الاتجاه الاشتراكي الذي يريد تقليص دور القطاع الخاص وإحداث تمازج بينه وبين دور الدولة . وهو الأمر الذي كشف عنه المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس حزب التجمع أمس الأول والذي أعلن خلاله برنامجه الانتخابي الذي يقوم على أساس تقييد حركة القطاع الخاص والتوسع في دور الدولة . أما الحزب العربي الناصري فهو يرفع شعار أقرب لشعار التجمع وهو الحفاظ على مكتسبات الثورة وعدم الإفراط في اقتصاديات السوق . أما على مستوى القوى السياسية فقد اكتفت الحركة المصرية من اجل التغيير كفاية بدور تنسيقي دون أن يكون لها أي مرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة ونفس الشئ ينطبق على الوسط الذي لن يدفع بأي عناصر لخوض الانتخابات . وأكدت مصادر مطلعة ل " المصريون " أن تراجع حزب التجمع عن تمسكه برفض الدخول في تنسيق مع جماعة الإخوان يرجع إلى حالة الانشقاق التي يشهدها الحزب خاصة بعد موقفه من انتخابات الرئاسة والتي فقد الحزب على أساسها كثير من شعبيته وهو الأمر الذي يؤكد عدم قدرته على الاحتفاظ بعدد كبير من المقاعد داخل البرلمان باستثناء 5 مقاعد وربما اقل تمثلها شخصيات تحظى بقبول شعبي ولذلك فقد قبل مضطرا بالتنسيق مع القوى الأخرى . على الجانب الآخر فان موقف جماعة الإخوان المسلمين من الجبهة لا يعدو كونه قبول نظري حتى لا تتهم بالانعزالية ، في حين أنها تسير فعليا وفقا لبرنامج وقائمة خاصين بها . إلى ذلك لم تنف المصادر إمكانية حصول جماعة الإخوان على ثلاثة أمثال عدد المقاعد التي حصلت عليها في انتخابات 2000 ، وأرجعت المصادر أسباب ذلك إلى أن زيادة عدد مقاعد الجماعة داخل البرلمان لا يشكل خطرا على الحزب الحاكم باعتبارها جماعة غير شرعية ولن تحصل على الأغلبية بعكس الأحزاب التي يمكن أن يكون لتمثيلها داخل البرلمان تأثير على فعالية الحزب الحاكم في الرقابة والتشريع هذا في الوقت الذي لم تستبعد فيه أطراف أخرى دخول الجماعة في صفقة مع النظام مقابل الإفراج عن كافة المعتقلين من أعضائها . وعزت مصادر أخرى أسباب فشل الجبهة إلى الاجتماع التنسيقي الذي ضم الأمناء العموم للأحزاب الرئيسية الثلاثة وهى الوفد والتجمع والناصري والذي عقد مساء أمس ولم تشارك فيه القوى الأخرى المنضمة للجبهة مما يعنى – حسب المصادر- عدم ثقة الأحزاب الثلاثة في تحركات القوى الأخرى خاصة وإنها لا تتمتع بتأييد شعبي أو رسمي وهو الاجتماع الذي على أساسه سيتم تعديل قوائم المرشحين لتلك الأحزاب ، ليس حسبما تقتضى مصلحة الجبهة وإنما مصلحة الأحزاب الثلاثة دون غيرهم .