قد يلاحظ البعض أن أطفالهم الذين لم يدخل الخوف قلوبهم مع بداية إقبالهم على الحياة، قد تحولوا إلى "جبناء" يخافون من أى شيء ولا يكادون يفارقون أحضان أمهاتهم.. وبعد أن كان الطفل يتجول فى حجرات المنزل حتى وهى مظلمة، أصبح يخاف أن يخطو خطوة واحدة منفردا.. وقد يقع عينه على مشهد ليس مرعبا فى التليفزيون فيصرخ خوفا أو تتحول قطة المنزل فى عينيه إلى وحش مخيف. المفاجأة هى أن أفراد الأسرة قد يكونون هم السبب فى زراعة الرعب فى قلب هذا الصغير، كما يؤكد الدكتور حسام الدين عزب، أستاذ الصحة النفسية ومدير مركز الإرشاد النفسى سابقا، مشيرا إلى أن الخوف "سلوك متعلم" ناتج عن حديث المحيطين به بشكل غير مقصود فى أغلب الأحيان، ودون إدراك منهم يصبح الطفل "خوافا". يضيف الدكتور حسام الدين أن غالبية الأمهات يعملن على تزويد فكر الطفل بحكايات موروثة ولكنها مخيفة مرعبة مثل حكايات "أمنا الغولة" و"أبو رجل مسلوخة" وغيرها، مشيرا إلى أنها تنمو مع الطفل وتخلق منه شخصا "جبانا"، ناصحا الأمهات بالابتعاد تماما عن مثل هذه القصص المرعبة. وأكد عزب على ضرورة محاولة الآباء والأمهات تعديل سلوك الطفل الذى يعانى من الخوف المرضى بمحاولة محو كل مخاوفه، وإذا فشلا فى ذلك فليس أمامهم سوى اللجوء للأخصائيين النفسيين لمساعدتهم فى تعديل سلوك طفلهم من خلال "برامج التعديل السلوكي"، خاصة من وصل لمرحلة الخوف الشديد المتطرف. ويلفت مدير مركز الإرشاد النفسى سابقا إلى أنه لا ضرر من "التخويف المفيد"، مثل تخويف الطفل من استخدام الكبريت، أو الاقتراب من الكهرباء وغيرها من الأمور التى تشكل خطرا كبيرا على الطفل، وبالتالى يكتسب الطفل خبرة تعلم دون إيذاء ودون هالة من الرعب والتخويف.