الناشطة "النوبية" منال الطيبي.. التقيت بها أول مرة فى برنامج "استديو 27" بالتليفزيون المصري.. وكانت ضيفة فى ذات البرنامج الذى دعيت إليه. قبيل الظهور على الهواء.. قالت لى المعدة الزميلة عبير الأباصيري، إنه من الأفضل التعرف على "الضيفة" قبل "اللايف".. وعملت بنصيحتها وجرى بينى وبين "الطيبي" حوار لمدة نصف ساعة قبل أن نجلس أمام الكاميرا. فوجئت بقولها إنها عضو بالتأسيسية.. فهى شابة صغيرة السن، ما حملنى على التساؤل بشأن الحزب أو الجماعة السياسية التى تمثلها.. فقالت لى إنها ممثل عن "النوبة"! قلت: ولكن "شكلك" لا يشير أبدا إلى أنك من "النوبة"؟!.. إذ هى أقرب إلى صبايا وفتيات الدلتا أو القاهرة! ابتسمت وقالت بحياء: أصل أمى ليست "نوبية" ولكنها "مصرية"!! الإجابة كانت صادمة بالنسبة لي، لأنها تعكس وجود "تقسيمة" عرقية فى الضمير النوبي.. ليس من قبيل التنوع داخل الإطار الوطنى العام.. وإنما بمشاعر التمايز والتباين والعزلة الشعورية والانفصال الحدودى، إذ نقلت إجابة "الطيبي" احتمال وجود كيانين منفصلين فى اللاوعى النخبوى النوبى الأول "مصري" والثانى "نوبي".. ولننتبه إلى قولها: إن أمى "مصرية" وليست "نوبية"! المدهش أن منال الطيبى تحدثت فى ذلك الوقت بتبتل شديد، عن "التأسيسية" وعددت مناقبها.. ونفت وجود "مثالب" أو "شبهات" تخص نواياها إزاء الدستور الجديد.. وبدت الناشطة "النوبية" وكأنها المتحدث الرسمى ل"التأسيسية" الذى لا شغل له إلا تجميل صورتها أمام الرأى العام.. على نحو أثار "غيظ " مذيعة "فلولية" لم تخف مشاعرها "العدائية" تجاه التأسيسية. حتى ذلك الحين لم يكن أحد يعرف منال الطيبي.. الناشطة النوبية "اللطيفة" التى تتكلم بلغة لا تلفت إليها كاميرات الفضائيات "المشاغبة".. غير أن الوضع تغير بشكل لافت.. وباتت فتاة النوبة "الجميلة" ملء السمع والبصر.. وصارت نجمة برامج ال"توك شو" بلا منازع.. بعد خروجها من التأسيسية، واستخدام لغة صاخبة وزاعقة وانتقادات "جارحة" للمشاركين فى كتابة الدستور.. بلغت حد اتهام بعض أعضاء التأسيسية بأنهم مصابون ب"الهوس الجنسي"!! تبادلت "الطيبي" الاتهامات مع "الأعضاء".. وتواتر كلام كثير بشأن أسباب خروجها من التأسيسية.. مفاده أنها تطالب بوضع "عرقي" متميز لأهل النوبة.. أو أنها تحمل مشروعا انفصاليا عن مصر الدولة والوطن. وفى تقديرى أن الطرفين غالا فى كيل الاتهامات والإساءة إلى بعضهما.. فليس بوسع أحد رغم دلالة الحديث الذى جرى بيننا إلا أن يحسن الظن فى "الطيبي".. فالانطباع الأول الذى كونته عنها أنها فتاة مصرية وطنية وليست داعية "إثنية".. وما أعرفه عن أعضاء التأسيسية أنهم وطنيون وشرفاء وغالبيتهم على خلق ودين.. غير أن غياب الشفافية أو اللدد فى الخصومة ساعد قنوات "الفتنة" وإعلام مبارك ورجال أعماله الفاسدين على "الشوشرة" والابتزاز.. وإعادة البلد إلى مربع التعثر فى الاضطرابات السياسية مجددا. [email protected]