يومنا الوطنى يمر علينا كل عام، ويثلج صدورنا عندما يكون ذلك العام المنصرم لا يحمل بين طياته ما يكدر صفاء سماء وطننا الغالي. فالمواطن يعتبر هذا اليوم تجديدا لحبه وولائه للقائد، وتتجلى فيه سمو العلاقة الحميمة بين القيادة والشعب الذى ينتظر المفاجآت الممنوحة من القيادة الرشيدة، وحتى لو لم تكن نقدية؛ فهى معنوية كإجازة اليوم واليوم الذى قبله ليتسنى له التعبير عن الفرحة بهذا اليوم المجيد المتجدد دائما ومن حق المواطن الفرح بالطريقة التى يرتاح لها بشرط عدم المساس بما يخل بالشرعية وبعيدًا عن التجرد من الأخلاقيات وإزعاج الناس فى المرافق العامة أو تعطيل حركة المرور فى الشوارع، لهذا وضعت الحكومة عقابًا رادعًا لمن يصدر عنه المحظور، قد يصل العقاب إلى حجز المركبة وسحب الرخصة, وفى الحقيقة.. الذى يعيش فى وطنى يدرك التجديد المستمر ليس كل عام، بل فى كل يوم إنجاز جديد. وأنا لا أبالغ عندما أقول إنى محتفل دائما مع كل إشراقة شمس، فى كل يوم دافئ ملىء بالوفاء والولاء الدائمين للقيادة والوطن والمواطن كوحدة واحدة لا تقبل التجزئة على الإطلاق، وحبنا لوحدتنا فى زيادة مستمرة لا تتوقف أبدا, فوطنى يعيش عصرًا ذهبياً سماته المشاريع العملاقة التى تساهم فى الرقى بالمواطن وتهيئته لكل الظروف المستقبلية بجرعات تدريبية وتطويرية تتلاءم مع المستقبل كيف ما كان، ولا تقبل الالتفات إلى الوراء. مشاريع تعليمية وصحية ليحتل المواطن مكانه عالمياً وفكرياً وصحياً، فضلاً عن المشاريع العمرانية والطرق لتهيئة سبل الراحة للمواطن؛ ليقوم بدوره لخدمة بلده، ولا شك أن ذلك ساهم بشكل كبير فى الارتقاء بمستوى معيشة الفرد السعودي, ولم تقتصر تلك المشاريع على المواطن فحسب، بل قدمت الدولة كل ما فى وسعها لضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج، فقد تحولت المشاعر المقدسة إلى كتل خدمية لتسهيل رحلة المعتمر والحاج لأداء المناسك بسهولة ويسر, فقد شهد الحرم المكى أكبر توسعة فى عصره كلفت مليارات الريالات من أجل الترحيب بالطائفيين الركع السجود، وحظى المسجد النبوى بمثل ما حظى به الحرم المكى الشريف؛ للتسهيل على الزوار الصلاة والسلام على النبى الأمى الأمين صلى الله عليه وسلم. إلا أن قولي: لن أحتفل؛ لأن وطنى ما زال يذرف الدموع على فقد فلذتى كبده اللذين لا ننساهما أبداً. حيث فى كل لحظة نشتم رائحة عطائهما لهذا البلد الطاهر وأهله الأوفياء، ونرى بصمات إنجازاتهما فى المدن والقرى والهجر. تلك الإنجازات التى يجنى ثمارها أهل الوطن جميعاً، ويتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل. إن سلطان الخير فى قلوبنا مخلد بما قدمه لأبناء الوطن، فكم من أب فك قيوده من الديون التى أثقلته، وكم من أم مسح دموعها وأدخل السرور إلى قلبها وهى تحمل ذكراه مادامت لها الحياة, رحمك الله يا أبا خالد.. من يستطيع نسيانك؟ وأعمالك ينعم بها القاصى والداني، يا صاحب الأيادى البيضاء السخية المبسوطة لكل محتاج، يا ناصر المظلوم فكم أزلت الجور عمن استجار بك، وأعدت الحق لأصحابه، يا مدرسة الجود والكرم السلطانى فعزانا أنك إلى الله قريب، والله أقرب للعباد، وهو أرحم الراحمين، ونعلم أن مصابنا كبير، وعظم بفقد أخيك نايف الأمن والأمان الذى جعل العيون تنام قريرة، والنفوس مطمئنة فى الليل والنهار لا يخالج حياتنا الخوف إلاَّ من العزيز الجبار، وستظل مدرسة نايف الأمنية خالدة، بل أصبحت إستراتيجية أمنية تحتذى بها دول كثيرة؛ لما لها من نجاح باهر فى بسط الأمن على الأوطان، ولأنها محفوفة بمخافة الله، وتطبيق شرع الله؛ ولأن التعامل بها من أجل الإصلاح لا العقاب. فكم من مغرر به لم يدرك حقيقة ما كان عليه إلاَّ بعد ما اندرج فى فصول مدرسة نايف الإصلاحية فاستنار بما قدم له فيها وأصبح عضواً فاعلاً للأمن السعودى، وعزاؤنا أن حكومتنا الرشيدة تظل حبلى بالعقول النيرة والحكيمة التى تراعى الله فى تعاملها مع الصغير والكبير، المواطن والمقيم لا فرق ولا عنصرية، ومن حقى أحبس فرحتى واحتفاليتى مع الولاء والحب لقيادتى ووطنى وشعبه الأوفياء, فرحم الله سلطان الخير ونايف الأمن، وحفظ مليكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ومتعه بالصحة والعافية وولى عهده الأمين، والوطن والمواطن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبه وسلم، والحمد لله رب العالمين. [email protected]