كثيراً من الناس عندما يسمع خبراً مفرحاً تنتابه العبرة، ولا يستطيع الحديث إلا بعد انتهائها وتجفيف الدموع وهذا ما حصل فى حياتك يا نايف الشموخ، عشنا على الأخبار السارة خصوصاً فى الفترة الزمنية الماضية غير البعيدة عندما داهم الفكر الضال عقول فلذات أكبادنا وأصبح المنتمون إليه خطراً محدقاً لأمن هذا البلد الطاهر، لقد عاش المواطن رعباً لكون ظاهرة الإرهاب غريبة على وطننا الحبيب.. إلا أن ما تاقت له الأنفس تحقق بحكمة القيادة وبفكر نايف الأمن والأمان، هذا الفكر الذى وضع له إستراتيجية ممنهجة لتحقق أهداف الأمن فى الأوطان. إنه نايف الذى حول الخوف إلى أمن وجعل رجل الأمن الأول هو المواطن.. والله لأبكانى فرحاً عندما أصبح الإرهابيون حتى فى خارج الوطن يضربون حسابه فى كل مكان، لقد أرهبهم وشتت شملهم، وأضحك بعضهم على بعض؛ ومن خوفهم أصبح بعضهم يقتل بعض.. إن فكر نايف اجتث الإرهاب من جذوره وجفف بفكره منابعه وكان كثيراً ما يردد: القضاء على الفكر بالفكر، لا بالقوة والسلاح. والإرهاب وليد فكر ضال، ضل المنتمون إليه طريق الحق والصواب وانحرفوا عن الجادة وخانتهم الأمانى وأفاق السراب، لقد كان لهم نايف بالمرصاد، بعقله، وبفكره الذى أوجد نموذجاً فريداً للتعامل مع الإرهابيين فى مبادرته التى أطلقها للعالم باسم "المناصحة".. هذا المنهج الفريد الذى كان له نتائج إيجابية كبيرة، كان نتاجها: أن أصبح المغرر بهم يساهمون بالإدلال على منابع لم تكشف ويتمكن جهاز الأمن السعودى من الضربات الاستباقية التى لم تكن فى حسبان قيادات الشر.. ومن هنا سببت لهم تلك الضربات إرباكاً كبيراً فى صفوفهم الهشة أساساً. فلقد امتدح هذه المنظمة العلمية للتعامل مع الإرهاب والإرهابيين كل القيادات السياسية الأوربية والأمريكية كسلوك سياسى مجتمعى إنسانى يهدف إلى أمن وسلامة الوطن والمواطن. نعم لقد أبكانى خبر وفاته الذى أتى كالصاعقة على أبناء هذا الوطن الغالى، واشتد حزنى وأنا أرى جثمانه يوارى الثرى، ولكن يقيناً بالموت وأن (كل نفس ذائقة الموت)، ولا مرد لقضاء الله, فإنا لله وإنا إليه راجعون، وعزاؤنا أن ذكراه ستظل دائماً معنا لا تفارقنا، وكل مشهد فى هذا البلد سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو إنسانياً يذكرنا به؛ لأننا نتعايش مع هذه المنجزات الخيرة لحظة بلحظه. فرحمه الله رحمة واسعة ونسأله تعالى أن يجعل كل ما قدمه الفقيد فى موازين حسناته, وكنت أتمنى لو تأخر به الأجل إلى أن يرى الهاجس الذى أشغل القيادات العربية والعالمية وهو اليوم يتحقق بتربع رئيس مصرى منتخب بنزاهة من الشعب المصرى؛ ليحقق للأمة العربية والإسلامية آمالها وطموحاتها بالشراكة المباشرة مع القيادة المصرية الجديدة التى ننتظر خراجها؛ ليكون حباً وسلاماً وجهداً سخياً للشعب المصرى أولاً ليعيش أمنه واستقراره ويكون منطلقاً لوحدة الصف العربى فلقد كان هماً يحمله فقيد الأمة مع هموم وطنه ومواطنيه.. نسأل الله أن يخلده فى جناته مع النبيين والشهداء والصديقين, قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير)، صدق الله العظيم. [email protected]