أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن ثورات الربيع العربي على مدار العام الماضي والجاري،أثبتت أن ما يزعمه البعض بأن "الديمقراطية والإسلام ضدان لا يتفقان مجرد خرافة". وأوضح المرزوقي - في مقال أوردته صحيفة (نيويورك تايمز ) على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة - أن الاسلاميين "لاعبون سياسيون" كسائر التيارات السياسية؛وإنهم باتوا الآن أحرارا في المشاركة في النقاشات السياسية والفوز بمقاعد برلمانية ، كما إنهم ليسوا بمنأى أو محصنين عن أي انتقادات. وقال إن الإسلاميين في المجمل يمثلون قطاعا عريضا من التيارات والايديلوجيات المختلفة فيما بينهم،وأن ما يعتقده البعض بأن الفصائل أو الجماعات السلفية المتشددة هم التيار الاغلب يجانب الحقيقة. وأشار المرزوقي إلى أن بعض وسائل الإعلام الغربية قد ساهمت في الترسيخ لذلك الانطباع من خلال تسليطها الضوء على صور الاحتجاجات الغاضبة والمعتدين على مقار السفارات الأمريكية في مختلف الدول العربية مثل الغلاف الذي نشرته مجلة"نيوزويك" الأمريكية والذي أعاد إحياء تصور استشراقي قديم للعالم الاسلامي بوصفه "عالم غير قادر على الانخراط في نقاش متحضر أو خوض مفاوضات سلام". وأضاف:أن ذلك التصور لا يعدو كونه محض خيال ناشره ولا يمثل أي من الواقع السياسي أو الاجتماعي، وأن القول بأن الجماعات التي وقفت وراء التظاهرات الغاضبة على عرض الفيلم الأمريكي المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم ) تمثل العالم العربي بأسره أمرا سخيفا يحاكي الترويج إلى أن جماعات البيض المتطرفة تمثل الشعب الامريكي أو أن القاتل النرويجي أندرس بهرينج بريفيك يمثل الأوروبيين. ولفت الرئيس التونسي -في مقاله- إلى أن موجة التظاهرات والاحتجاجات التي عمت معظم أقطار العالمين:الاسلامي والعربي خلال الاسابيع الأخيرة بعد عرض الفيلم المسيء ربما قد أقنعت العديد داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بأن الثورات العربية التي بدأت في تونس أواخر عام 2010 توقفت أو أن المشروع الديمقراطي قد فشل ، لتحل المرارة والأسف محل الحماس الذي تملك الكثيرين في أعقاب الاطاحة بأنظمة عربية عدة على رأسها نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أو الرئيس المصري السابق حسني مبارك.