شهدت ثانى جلسات محاكمة 28 متهما بقتل متظاهري السويس المحتجين علي أحداث مجزرة استاد بورسعيد في أول فبراير الماضي امام محكمة جنايات السويس المنعقدة في التجمع الخامس برئاسة المستشار عبد العزيز شاهين حالة من الغضب والشد والجذب بين الامن واهالى المتهمين. كان اهالى المتهمين قد حضروا فى الصباح الباكر وحملوا الافتات المدون عليها بسم الله الرحمن الرحيم " لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياءا عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم شهداء السويس على اثر مذبحة بورسعيد وصور للشهداء وتجمهر الاهالى امام المحكمة والتفوا حول باب قاعة المحاكمة وحاول الامن منعهم من الدخول الا انهم اصروا على الدخول ونشبت حالة من الشد والجذب على باب القاعة بين اهالى المتهمين والامن الا ان الاهالى تمكنوا فى النهاية من الدخول بقوة الى قاعة المحكمة واحتلوا الامن داخل قاعة المحاكمة. وطلب رئيس المحكمة من امن القاعة اخراج اهالى المتهمين من قاعة المحاكمة لاخلاء اماكن لرجال الامن والمتهمين الذين سوف تامر المحكمة بخروجهم من قفص الاتهام لمشاهدة الاسطونات ومقاطع الفيديو التى ستعرضها المحكمة اثناء المحاكمة بجلسة اليوم وعندما علم اهالى المتهمين بهذا النبأ انهارت النساء من البكاء وتوسلوا لرجال الامن للسماح لهم برؤية ابنائهم ومتابعة جلسات محاكمتهم وانهم لم يشاهدوهم منذ الشهر الماضى فى اولى جلسات محاكمتهم وانهم جاءوا من محافظة السويس لؤية ابنائهم فكيف يتم منعهم من رؤيتهم والمسافة بينهم هى باب القاعة. ومن جهة اخرى قام بعض اهالى المتهمين بمحاولة منع الامن من اخراجهم من القاعة قائلين "لازم نشوفهم وده حقنا حرام عليكوا ده ظلم " واخذوا يرددون حسبى الله ونعم الوكيل , وتعالت اصوات صرخات النساء وفى المقابل انتهز رجال الامن قيامهم بالفاوض مع اهالى المتهمين واحتلت قوات الامن المركزى اماكن اهالى الشهداء والمقاعد الامامية بالقاعة وظلت المفاوضات قرابة نصف ساعة وكان الاهالى فى حالة ضيق وغضب شديدة ولم يهدأ من ثورتهم سوى تدخل دفاع المتهمين واقناعهم بان يخرجوا من القاعة وان ذلك فى مصلحة ابناءهم. ونجح الامن فى النهاية من اخراجهم وشدد الحراسة داخل القاعة واطلع على كارنيهات جميع الحاضرين , بينما تجمهر الاهالى فى خارج القاعة واخذوا يصرخون. كانت النيابة العامة قد وجهت للمتهمين تهم قتل 7 من المتظاهرين المدنيين ورجال الشرطة خلال المظاهرات السلمية التي نشبت إحتجاجا علي أحداث مجزرة بورسعيد ومات فيها عدد من شباب السويس، وذلك عن طريق التربص بالمتظاهرين في محيط مديرية الأمن والشوارع المحيطة بها، والشروع في قتل العشرات عن طريق إطلاق النيران عليهم، علاوة علي تخريب منشأت عامة متمثلة في مبني مدرية الأمن ومبني بنك قناة السويس وعدد من الممتلكات الخاصة، وتهمة ممارسة البلطجة وتروريع المواطنين واستعمال العنف ضد رجال الأمن لمنعهم من اداء عملهم، وحيازة أسلحة وزخيرة ومفرقعات ومواد حارقة في التقل والترويع وإحداث عاهات للمواطنين يستحيل علاجها.