ينتمي فيروس روتا rotavirus لعائلة فيروسية تسمي "روتافيريدي Rotaviridae " ويوجد منه تسعة أنواع A,B,C-I ، وإشتق إسم الفيروس "روتا Rota" من الكلمة اللاتينية التي تعني "عجلة wheel" وذلك لأن الفيروس حلقي أو دائري الشكل. حسب منظمة الصحة العالمية فإن حوالي من 215- 250 ألف حالة وفاة سنوياً من الجفاف بسبب الإسهال والذي يحدث للأطفال جراء الإصابة بالفيروس وخاصة من بين الأطفال الذين لم يحصلوا علي اللقاح المضاد لهذا الفيروس، حيث أن اللقاح قادر علي حماية الأطفال بمعدل 9 من بين 10 أطفال يحصلون علي اللقاح. فيروس روتا شديد العدوي من ثم ينتشر بسهولة بين الأطفال من سن ثلاثة أشهر وحتي 35 شهر، خاصة في دور الرعاية والحضانات والروضة والمدراس حيث يمكث الأطفال وقتاً طويلاً في تلك الأماكن ، ينتقل الفيروس من خلال الأيدي الملوثة بالبراز أي الغير مغسولة جيداً بعد التواليت –يحتوي جرام من براز المصاب علي أكثر من 10 تريليون جزيء فيروسي معدي-في حين يكفي 10-100 جزيئ فيروس روتا لإحداث العدوي، ينتقل الفيروس أيضاً من خلال الطعام الملوث وخاصة ما يقدم من وجبات في الرحلات وغيرها، وكذلك ينتقل الفيروس عن طريق إستخدام الحمامات العامة الغير نظيفة وحمامات السباحة، وقد ينتقل الفيروس من الأطفال ليصيب كذلك البالغين أيضاً وخاصة في المناطق الموبوءة، وبالذات في البلاد الفقيرة حيث تستخدم مياة الشرب الغير نظيفة. الفيروس قادر علي البقاء حياً ( نقل العدوي) من خلال الأيدي الملوثة لساعات عديدة، وخاصة في الأطفال الذين يضعون أصابعهم في أفواههم بإستمرار، كما يبقي الفيروس علي أسطح الأشياء لمدة أسابيع محتفظاً بقدرته علي نقل العدوي، إذا لم يتم تنظيف تلك الأسطح أوالأواني أوالأدوات الملوثة بالفيروس جيداً بالمطهرات. يتسبب الفيروس بالتشفير لإنتاج نوع من السموم داخل الأمعاء "إنتيروتوكسين enterotoxin" مكون من الجليكوبروتين ويسمي إختصاراً NSP4 ويتسبب هذا السم في عمل خلل في التوازن بين عنصري الكالسيوم والصوديوم مما يترتب عليه فقدان الجسم للسوائل في صورة إسهال شديد. تتضمن أعراض الفيروس بجانب الإسهال المائي الشديد، قيء، حمي، ألم في البطن، يتسبب الفيروس أيضاً في إصابة المعدة والأمعاء بالإلتهاب gastroenteritis وقد تؤدي الإصابة للوفاة إذا لم يخضع المريض للعلاج الصحيح. قد تستمر الأعراض ما يقرب من 8 أيام، مما يستدعي العلاج السريع أولاً عن طريق الحقن بالمحاليل منعاً لمخاطر الجفاف، وثانياً حسب ما يصفه الطبيب المختص. العديد من الدراسات المنشورة عن فيروس روتا والطريقة التي يعمل بها الفيروس وما يتسببه من أعراض وخاصة الإسهال وطرق العلاج، أما الدراسة التي قام بإجرائها باحثون من معهد العلوم الطبية الحيوية بجامعة ولاية جورجيا GSU في أطلنطا بالولايات المتحدةالأمريكية ونشرت في مجلة "الخلية Cell " أكتوبر 2019، فهي عن الآلية التي يقاوم بها المصاب الفيروس، وكشفت نتائجها عن نوع من البكتريا الخيطية المجزأة موجودة طبيعية ضمن ميكروبيوم الشخص في الأمعاء وتسمي إختصاراً "إس إف بي SFB" وهي العامل المحدد لمقدرة المصاب بالفيروس علي المقاومة والتخلص من الفيروس، حيث تعمل تلك البكتريا علي تقليل ما يحدثه فيروس روتا من تدمير للخلايا وذلك بمساعدتها بإستمرار في تغيير الطبقة الحرشفية للأمعاء الموجود فيها الفيروس، بما يعده فريق البحث خطوة هامة لتفسير الآلية التي تتمكن بها تلك البكتريا من طرد الفيروس مع الفضلات، ومن ثم سعي العلماء بعد ذلك لمحاكاة هذه الآلية في إيجاد علاج فعال للتخلص من الفيروس.
