اعتبر عدد من شباب الثورة طلب المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، بالسفر إلى الخارج لتلقى العلاج محاولة منه للهروب من المحاسبة أو الملاحقة القانونية التى تنتظره، مؤكدين أن سفر طنطاوى يعد خطرًا على الأمن القومى المصرى؛ لأنه يعد بمثابة خزانة أسرار الدولة، والصندوق الأسود للعهد البائد. وقال عمرو الوزيرى، أحد الوكلاء المؤسسين لحزب 6 إبريل - تحت التأسيس- إن طلب المشير بالسفر إلى الخارج لا يمثل فقط محاولة للهروب من البلاغات الموجهة ضده من شباب الثورة، والتى تتهمه بقتل المتظاهرين، بل إن الأمر يتعدى ذلك لمحاولته إخفاء أسرار الفترة السابقة من حكم مصر، والتى يخفيها المشير والذى وصفه ب "الصندوق الأسود" لكل ما حدث فى مصر فى الفترة السابقة، ومحاولة خروجه الآن تعنى الرغبة فى الحفاظ على تلك الأسرار، ومحاولة الهروب قبل أن يُجبَر على الإفصاح عنها.. وأضاف: أن التذرع بالعلاج فى الخارج للهروب من مصر أصبح أمرًا مكشوفًا، وأنه من غير المعقول أن تكون مصر بجميع مستشفياتها غير قادرة على علاج المشير أو جلب أطباء من الخارج إذا استدعت الحالة ذلك.. وأشار إلى أن رد فعل الرئيس محمد مرسى على ذلك الطلب ستكشف عن كواليس ما تم فى قرار إحالة وزير الدفاع السابق محمد حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان، إلى التقاعد وتعيينهما كمستشارين للرئيس، وما إذا كان ذلك تم بالاتفاق معهما وبوجود صفقة لحمايتهما من المسائلة من عدمه. وأوضح الوزيرى أن استجابة الرئيس لذلك الطلب سيؤكد وجود صفقة، ولكن رفضه له سيدل على أن الرئيس لم يعقد أى صفقات لحمايتهما، وأن منصب المستشارين كان لإجبارهما على الإفصاح عن أسرار الصندوق ومنعهما من السفر، حيث إن مستشارى الرئيس لا يستطيعون السفر خارج البلاد إلا بإذن من الرئيس. وقال سامح مصرى، عضو مجلس أمناء الثورة، إن هذه حيلة من المشير للهروب إلى الخارج من الاتهامات الموجهة له بقتل المتظاهرين فى أحداث محمد محمود، وماسبيرو، ومجلس الوزراء، وغيرها، وتساءل: هل كان المشير قبل إحالته للتقاعد بصحة جيدة، ولم يظهر المرض عليه إلا بعد إحالته للتقاعد؟.. ورأى أن الطريقة التى تعامل بها الدكتور محمد مرسى معه من تعيينه كمستشار له؛ لمنعه من السفر إلا بعد إذنه، طريقة حكيمة، ووصف تلك الخطوة ب "كلبشة لوزير الدفاع السابق". من جانبه، رأى محمد القصاص، أحد شباب الثورة، وعضو حزب التيار المصرى، أن السلطة الحالية لا يوجد لديها نية لمحاسبة وزير الدفاع السابق محمد حسين طنطاوى أو معاونيه، معربًا عن توقعه بأن يتم قبول طلبهم لتلقى العلاج بالخارج. وقال "القصاص": إذا توافرت النية والإرادة السياسية لمحاكمتهم لن يؤثر سفرهم إلى الخارج، وإذا تمت إدانتهم فستتم ملاحقتهم، مؤكدًا عدم توافر النية لمحاسبتهم.