ما زالت حلقات مسلسل انهيار العقارات متواصلة بالمحافظات، ففى الوقت الذى لم يمر على انهيار عقار منطقة محرم بك بالإسكندرية على رؤوس الغلابة، انهار أمس عقار مكون من أربعة طوابق بشارع الصواف المتفرع من شارع رياض بمدينة أسيوط فوق السكان، ومازال البحث مستمرًا عن الضحايا تحت الأنقاض. وكان اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن أسيوط، قد تلقى بلاغًا من شرطة النجدة يفيد بانهيار منزل ملك المواطن زيدان عبد الله بشارع الصواف المتفرع من شارع رياض وسط مدينة أسيوط، ومكون من أربعة طوابق، ويشغل الطابق الأول الرعاية الصحية والتى تم إخلاؤها مؤخرًا بسبب أعمال الترميم التى تجرى بالمنزل.. وعلى الفور انتقلت قوات الأمن والحماية المدنية والإنقاذ السريع، وجارٍ رفع الأنقاض، وقرر اللواء يعقوب إمام إخلاء المنازل المجاورة تحسبًا من تكرار الواقعة، وأمر بسرعة حصر الأسر المتضررة لسرعة صرف إعانات فورية لهم. من جانبه، انتقل الدكتور يحيى كشك محافظ أسيوط، إلى مكان الواقعة، ولم يمكث أكثر من عشر دقائق تاركًا المكان لنائب رئيس الحى، وهو ما انتقده المواطنون بعدم قيامه بواجبه بالشكل الكامل مقارنة بالمحافظين السابقين الذين كانوا يتابعون مثل هذه الوقائع حتى الانتهاء من رفع الأنقاض.. كما تمكنت قوات الدفاع المدنى بأسيوط والإنقاذ السريع بعد بحث استمر أكثر من 10 ساعات، من انتشال جثة صاحب المنزل وزوجته. من جهته، قال اللواء محمد إبراهيم مدير أمن أسيوط: "إن البحث المستمر الذى استمر حتى صباح اليوم لم يسفر إلا عن العثور على جثتين هى لصاحب المنزل وزوجته نظرًا لعدم وجود أحد بالمنزل سواهما، وكان هناك شك لوجود جثة أخرى وهو ما أخر البحث". فى الوقت نفسه، لم يجد أهالى العقار المنكوب بمنطقة محرم بك بالإسكندرية سوى المستشفى الأميرى الجامعى ملجأً لإصاباتهم الخطيرة، جراء انهيار العقار على رؤوسهم ظهر أمس، بسبب جشع أحد مقاولى البناء وقيامه بتخريب أساس العقار حتى يسقط على رؤوسهم، ليتمكن من بناء برج سكنى كبير، بحسب أهالى المنطقة. والتقت "المصريون" بالمرضى، حيث رفض ذووهم تصويرهم داخل المستشفى، نظرًا لإصاباتهم الخطيرة طبقًا لما أكده أطباء المستشفى.. وقالت جاكلين سدار 35 عامًا، عروس جديدة، التى بدأت حياتها فى العقار المنكوب، ومصابة بنزيف شديد فى الحوض: "كنت مستغرقة فى نومى، وسمعت صراخات من أهالى المنطقة أن المنزل يسقط، فحاولت أن أهرع إلى الخارج لكن شاء القدر أن يسقط سقف الغرفة فوقى، ولم يتمكن الأهالى من سماع صرخاتى تحت الأنقاض إلا أن قدمى كانت واضحة أسفل العقار، فتمكنوا من إنقاذى من الموت المحقق". وأضافت جورجيت عياد، 29عامًا، وسط بكاء شديد بعد استرجاعها للحادث الأليم: "العناية الإلهية أنقذتنى من الموت المُحقق، وبعد انهيار المنزل فى دقائق معدودة، وجدت نفسى تحت الأنقاض، وحاولت الصراخ، وسمعنى أهالى المنطقة وقوات الدفاع المدنى بصعوبة بالغة". بينما لم تستطع معزوزة السيد، 62 عامًا، الحديث، وأكد جيرانها أنها مصابة بكسر فى العمود الفقرى، وزاد من إصاباتها أنها كانت بالشرفة أثناء وقوع الحادث، الأمر الذى أدى إلى تعرضها لإصابة خطيرة. وأشار أحد قاطنى المنطقة، إلى أن أحد جيرانه القاطن بالعقار المنهار، ويدعى "عياد منصور"، لم يتعرض للأذى؛ لأنه كان خارج المنزل، فيما أصيبت زوجته ونجلته، مؤكدًا أن سقوط العقار حدث بأوقات العمل مما صعب وقوع العديد من المصابين. وكان دكتور طارق وفيق وزير الإسكان، قد حذر من مغبة وقوع محافظة الإسكندرية فى كارثة محققة نتيجة تفاقم وجود أكثر من 10 آلاف عقار آيل للسقوط، قائلاً: "ربنا يلطف، هناك قنابل موقوتة تحيط بالإسكندرية، وموعدها مع السقوط لا يعلمها إلا الله".