مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    بيل جيتس ينوي إنفاق قسم كبير من ثروته على الأعمال الخيرية    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر يونيو 2025 بعد قرار التأمينات (اعرف هتقبض كام؟)    في خطوة لخفض التصعيد، باكستان والهند تجريان اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    النيابة تعاين حريق شب داخل مقر الشركة القابضة للأدوية بالأزبكية    حبس 5 متهمين لسرقتهم السيارات والدراجات النارية بالتجمع    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    بجائزة 50 ألف جنيه.. محمد رمضان يعلن عن مسابقة جديدة لجمهوره (تفاصيل)    7 يونيو.. جورج وسوف يُحيي حفلًا غنائيًا في لبنان بمشاركة آدم    «الأسقفية الأنجليكانية» تهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب بابا الفاتيكان    رئيس "إسكان النواب": الدولة ملزمة بتوفير سكن بديل حال تعديل "الإيجار القديم"    أموريم: الدوري الأوروبي يختلف عن بريميرليج.. ومواجهة توتنهام ستكون رائعة    منح الدكتوراه الفخرية للنائب العام من جامعة المنصورة تقديرًا لإسهاماته في دعم العدالة    عهد جديد من النعمة والمحبة والرجاء.. الكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ بابا الفاتيكان    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    متحدث الكنيسة الكاثوليكية: البابا الجديد للفاتيكان يسعى لبناء الجسور من أجل الحوار والسلام    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    موعد مباراة بيراميدز ضد البنك الأهلي في الدوري    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل- مسؤول أمريكي: خطة ترامب لغزة قد تطيح بالأغلبية الحكومية لنتنياهو    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    حدث في الفن- انهيار كارول سماحة ونصيحة محمود سعد بعد أزمة بوسي شلبي    كيم جونغ أون يشرف على تجربة صاروخية ويؤكد جاهزية السلاح النووي    منافسات قوية فى الدورى الممتاز للكاراتيه بمشاركة نجوم المنتخب    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. انتخاب الكاردينال الأمريكى روبرت فرنسيس بريفوست بابا للفاتيكان.. إعلام عبرى: ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو.. وقيمة عملة "بتكوين" تقفز ل100 ألف دولار    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عين شمس.. قصة حى قال لمبارك "لا" (الحلقة الثانية)

- فى ديسمبر 88 استباحت قوى الأمن منطقة عين شمس واعتقلوا كل من دخل مسجد آدم للصلاة فيه
- مباحث أمن الدولة تقرر اعتقال كل من ينتمى للجماعة الإسلامية لفترات طويلة حتى يجففوا منابع نشاط الدعوة للجماعة تماماً
- مقتل د.علاء محيى الدين نقطة فارقة فى تاريخ الجماعة الإسلامية ودخلت بعده فى مرحلة ردود الأفعال
- الأمراض المزمنة تفترس أجساد المعتقلين حتى أصيب 450 معتقلاً بالدرن فى وقت واحد
- قيادات الجماعة الإسلامية فى عين شمس: شاهدنا قتيلاً فى المعتقلات وابتكروا لنا أساليب تعذيب جديدة
- الضابط أشرف إسماعيل يتفنن فى تعذيب المعتقلين فى سجن أبو زعبل ويموت على يديه كثير منهم
- الأمل يعود للمنطقة بعد الثورة وإحياء الدعوة من جديد.. شعار المرحلة القادمة
إنها قصة ربما غابت عن أجيال كثيرة معاصرة فكان لابد من التذكير بها وحكايتها تنبيهاً لجموع المصريين أن لهم تاريخاً يجب أن يفخروا به ويرووه لأولادهم وأحفادهم.
قصة "حى" فى قلب القاهرة رفع راية العصيان على مبارك ونظامه وقال له بكل شجاعة وجسارة "لا" فصب عليه حمم غضبه واستباح كرامته دون أن يطرف له جفن أو يرق له قلب.
إنها قصة حى عين شمس والذى كان أحد المعاقل الدعوية والتربوية للجماعة الإسلامية المصرية.
واليوم تكمل "المصريون" فى حلقتها الثانية فتح خزائن أسرار الحى الثائر وقصة اقتحام مسجد آدم للمرة الثانية وما تلاه من وقائع مرعبة.
اقتحام عين شمس للمرة الثانية.
يروى الشيخ أحمد عبد الرحمن القيادى فى الجماعة الإسلامية وقائع تلك الأيام قائلاً:
بدأت الأحداث الثانية فى عين شمس بعد أن نشط مخبرو أمن الدولة فى السؤال على عناوين بعض البيوت وخاصة بيوت المسيحيين حتى يحدثوا مشاكل بينهم وبين الجماعة الإسلامية، وادعوا أنهم ينظفون أسطح المنازل ووقتها حدثت مشكلة كبيرة فى مسجد على أطراف عين شمس فتوقعنا أن تحدث فى الفترة القريبة القادمة حملة اعتقالات كبيرة.
واقترح البعض أن نحشد الناس فى مظاهرات سلمية وألا يتم استفزازنا مهما حدث.
وكان ذلك فى 8/12عام 1988، ونزلت بعض قوات الأمن لاقتحام المنازل.
وتم إبلاغنا أن المنطقة كلها محاصرة بمصفحات وعربات أمن مركزى وآلاف الجنود بداية من شارع أحمد عصمت وحتى قسم عين شمس، ووجدنا أهالى المنطقة تقف معنا وتناصرنا وازدادت الأعداد دفاعا عنا وعن محاولات الاعتقال التى كانت سوف تحدث مرة أخرى.
ويتذكر عبد الرحمن بأسى أنه كان هناك شاب يدعى "جابر أحمد" وكان طالبا فى المدرسة الثانوية فكان يحشد يوميا لمظاهرة من أمام المدرسة حتى استطاعوا الوصول لمكانه.
وحذروه من ذلك وكان يعمل على إخفاء المطلوب القبض عليهم من أعضاء وشباب الجماعة حتى تم قتله فى أحداث اقتحام مسجد آدم بطريقة بشعة.
ويضيف أنه تم اعتقال عدد كبير من الجماعة الإسلامية وهرب عدد منهم لمدة تقرب من سنة ونصف وسنتين.
أما من كان يقبض عليهم فقد كان الضرب والتنكيل يبدأ بهم من وقت القبض على الشخص وحتى الوصول إلى السجن كما بدأوا بانتهاك حرمات وأعراض النساء.
ويلتقط الشيخ محمود رمزى طرف الحديث قائلاً:
حدثت مجازر لا توصف فكان الأمن لديه معلومات عن أفراد الجماعة وكانوا يتبعونهم فردا فردا وحين يصلون إلى أحدهم يشبعونه ضربا من بيته أو المكان الذى يتم القبض عليه منه وحتى مكان القسم أو سيارة الأمن المركزى التى تقف معهم حتى النساء كانت تضرب أمام الناس حتى يثيروا الرعب فى قلوب الناس.
وبالرغم من أن المرة الأولى لاقتحام الأمن لعين شمس كنا غير مستعدين لها بالمرة ولكننا نجحنا فى أن نبعدهم عنا، ولكن المرة الثانية التى كنا مستعدين لها ومخططين للتصدى لها لم نستطع أن نصدهم وإنما تم اعتقال عدد كبير من الأشخاص وقتها.
وكان مسجد آدم وقتها إذا ذهب أى فرد للصلاة فيه كان يتم اعتقاله واستمرت سيارات الأمن المركزى فى الوجود أمام المسجد قرابة السنة والنصف لا يصلى فيه إلا كبار السن ومنعوا تواجد أى أفراد بالقرب منه حتى الباعة من النساء والرجال.
وكانوا كل فترة يأتون بعدد من الأطفال من البيوت ويضربونهم فى الشارع ثم يطلقون سراحهم.
الأمن يلفق قضية "عين شمس"
يقول أيمن خميس: بدأنا الدخول إلى المعتقلات منذ شهر 12 سنة 1988، وكان هناك مأمور سجن استقبال طره، وقتها يدعى محمد عوض وكان شديد الإجرام ويتفنن فى ابتكار أساليب تعذيب جديدة وشاهدنا دخول أطفال يوميا فى سن ما يقرب من 12 عاما ومعتقلين مصابين إصابات شديدة بالمئات.
كما حدث تضييق شديد فى السجن وعدم تطبيق أى إجراء قانونى وكانوا يقومون بالتعذيب بالكهرباء والمياه الباردة فى الشتاء وسحب الأغطية منهم وكانوا يقومون بعمل ضغط نفسى كبير على المعتقلين وأهاليهم وخصوصا عندما يعتقلون عددا من الأخوة من أسرة واحدة.
والناس الذين دخلوا المعتقلات من عين شمس لاقوا ألوانا شتى من التعذيب خاصة الملتزمين الجدد منهم جعلوهم يتركوا الصلاة والالتزام.
وقاموا بعمل قضية باسم أحداث عين شمس ووضعوا فيها أعدادا كبيرة ممن اشترك ومن لم يشترك فى الأحداث حتى الذين كانوا فى المعتقلات وقتها والذين كانوا مسافرين خارج البلاد واتهموهم جميعا بمحاولة قلب نظام الحكم.
بداية عصر الاعتقالات المفتوحة
يضيف الشيخ محمد تيسير أنه قد بدأ أعضاء الجماعة يخرجون منذ عام 1991.
وعلى مدى هذه الفترة 28/12/1988، خرجت بعد الأحداث ومعى الشيخ محمد أمين والشيخ بهيج حسن وذلك بعد الأحداث بما يقرب من 20 يوما ولم يكن هناك أحد من أفراد الجماعة فى عين شمس، ولكننا لم نيأس وأردنا إحياء الدعوة من جديد وترددنا على بعض المساجد مرة أخرى.
ويضيف: أعتقد أنهم أخرجونا من المعتقل حتى إذا كان هناك أى بقايا لأفراد الجماعة نتصل بهم ويتم اعتقالهم مرة أخرى ولكننا اتفقنا على ألا نتصل بأى أحد من الجماعة الإسلامية فى هذا الوقت حتى لا نصبح طعما يصلوا بنا إليهم حتى لما كنا نتواصل كنا نلتقى فى أماكن بعيدة عن عين شمس.
ويكمل تيسير: لكن تم القبض على مرة أخرى بعد شهر من خروجى وتم إقصائى من القاهرة إلى الأقصر وتم تحديد إقامتى هناك، وقال لى أحد الضباط أثناء ترحيلى إنه إذا لم أقم بأى نشاط فى الأقصر فلن يتم اعتقالى مرة أخرى، ولكننى فوجئت بعد شهر باعتقالى وحاولت مقابلة هذا الضابط الذى وعدنى بعدم اعتقالى ولكنهم رفضوا وتم ترحيلى إلى الاعتقال فى القاهرة، والتقيت بإخوة عين شمس وبدأ خروجنا منذ عام 1991 وحتى عام 1993.
ثم بدأ يحدث تواصل مع أعضاء الجماعة مرة أخرى، وحدث وقتها أحداث اقتحام لمسجد الأنصارى ومسجد التوفيق المحمدى ووقتها ألقوا القبض على بعض الشباب وهم فى حلقات تحفيظ قرآن، حيث بدأنا فى تجميع الأعضاء حيث تعودنا أن يقبض علينا ونخرج لنعمل من جديد.
ويضيف تيسير: قابلت أحد الضباط الذين أعرفهم وقال لى "الاعتقالات بتاعة زمان بطلت"، وكان يقصد أنه توقف الاعتقال العادى وتكرار الاعتقال وأنهم سيبدأون فى الاعتقال طويل المدى وسياسة "تجفيف المنابع" أى اعتقال كل من ينتمى للجماعة الإسلامية لفترات طويلة حتى يجففوا منابع نشاط الدعوة للجماعة الإسلامية تماما.
مرحلة التصفية الجسدية
يقول الشيخ محمد تيسير: كنا فى لقاء روتينى فى شهر يونيه سنة 90 وبعد الاجتماع ركبت فى سيارة ومعى د.علاء محيى الدين المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية وقتها ونزل هو من السيارة فى الهرم وأكملت طريقى إلى عين شمس.
ويسترجع تيسير مشهد درامى فيقول: بعدها سمعت أن محيى الدين بعد نزوله من السيارة بخمس دقائق تم إطلاق النار عليه واغتياله.
وهذه كانت نقطة فارقة فى تاريخ الجماعة الإسلامية حيث دخلت فى مرحلة التصفية الجسدية، وعرفنا أن علاء محيى الدين كان بداية القائمة حيث إنه كانت هناك قائمة كبيرة من أفراد الجماعة الإسلامية مطلوب تصفيتها جسديا لوقف نشاطها تماما.
وكان د.علاء محيى الدين هو الشخصية التى تم البدء بها وتم اختياره بعناية ليكون بالونة اختبار لهذه الطريقة، حيث كان شخصية دعوية بحتة ليس له أى نشاط سياسى أو عسكرى بالإضافة إلى أنه كان يرتبط بعلاقات قوية بعدد من الكتاب والإعلاميين والمشايخ وكان ذا شهرة واسعة وقتها.
بعد ذلك دخلنا فى مرحلة الفعل ورد الفعل وأحداث الصدام مع الأمن وكان أشهرها قضية "رفعت المحجوب" وما تلاها من أحداث.
فى أثناء ذلك، تم اعتقال عدد كبير من أعضاء الجماعة الإسلامية والذين لم يخرجوا قبل أكثر من 10 سنوات بعد عمل مراجعات الجماعة الفكرية.
- معتقلو عين شمس فى سجن الوادى الجديد
يقول الشيخ أحمد عبدالرحمن إن بداية دخول المعتقلات والاعتقال لسنوات طويلة كانت فى نهاية عام 1991، وقاموا بفصل قواعد الجماعة عن قياداتها واتبعوا سياسة اعتقالنا فى سجون بعيدة عن محافظاتنا فيما أطلق عليه "سياسة التغريب".
وكان المعتقلون من منطقة عين شمس لهم وضع خاص داخل المعتقل، فكانوا من أوائل المعتقلين الذين ذهبوا إلى معتقل "الوادى الجديد" وهناك منعوا الزيارات عنهم لمدد طويلة.
أما أهالى المعتقلين فكانوا يتعرضون لحرب نفسية كبيرة عن طريق وسائل الإعلام وقاموا بتشويه متعمد للمعتقلين وأسرهم عن طريق بعض البرامج التليفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى التضييق الأمنى وتفتيش البيوت باستمرار وتحطيم أثاث البيوت وملاحقة من ينفقون على أسر بيوت المعتقلين والتضييق فى وسائل العيش والنواحى المادية ومعظمهم عانى بشدة، ولكن وقف البعض بجانبهم حتى لا تنهار الأسر بالرغم من انهيار بعض الأسر.
ويضيف أيمن خميس: للأسف الأمن حاول عن طريق بعض المشايخ المعروفة إقناع بعض زوجات المعتقلين بطلب الطلاق من أزواجهن المعتقلين عن طريق بعض الادعاءات أن أزواجهن خارجون من الدين مما أدى إلى تمزق الكثير من الأسر ورفض الكثير من الزوجات هذا الأمر.
أما داخل المعتقل فكانت معاناة أخرى وألوان شتى من التعذيب البدنى والنفسى والضرب وانتهاك الحرمات، وبالرغم من ذلك كنا نرى المنحة داخل المحنة وكنا نبتكر سبل عيش جديدة داخل المعتقل للتغلب على المعاناة التى كنا نعيشها.
لدرجة أن أحد الجنود قال لنا "أنا أراكم داخل المعتقلات أثناء التعذيب كأنكم مثل الصحابة ومن يقومون بتعذيبكم مثل المشركين".
ويقول محمود رمزى مستطردا: إن الأمن حشد أكبر عدد من الجماعة الإسلامية وقياداتها ووضعهم فى سجن العقرب شديد الحراسة فى طره وهو من أشد السجون والمعتقلات تنكيلا وبه أقوى أساليب التعذيب كما منع عنهم الزيارة وحين فتحت جعلها من خلف ألواح زجاج وكانت أول زيارة لهم، جاء لعدد منهم هيستريا قوية بعد منعهم لشهور طويلة من الزيارة.
- الأمراض المزمنة تغزو أجساد المعتقلين
يقول أيمن خميس: انتشرت العديد من الأمراض داخل المعتقل فأصيب 450 حالة بالدرن فى وقت واحد وكانوا يمنعونهم من العلاج وفى بعض الأحيان من الطعام، كما كانوا يوقعون بين أفراد الجماعة الإسلامية وبين التكفيريين لتحدث مشاكل ليقوموا بضربهم والتنكيل بهم.
ويضيف أنه قد صدر قرار برجوعهم إلى سجون القاهرة مرة أخرى ويصف شعوره وقتها أنه أحس بأنه عاد إلى بيته، ويكمل بأن الأمر لم يكتمل لأن الزيارة منعت عنهم لمدة عام ونصف.
وكان الأهالى يعذبون أثناء الزيارة حيث كانوا يمشون لمسافات طويلة فى الشمس وهم يحملون كميات كبيرة من الطعام ومن الأدوات الشخصية وبعد وصولهم يرفض الأمن أن يسلمها للمعتقلين فيضطرون للعودة بها مرة أخرى أو إلقائها فى الطريق.
ويروى الشيخ محمد تيسير كيف كان ضباط المباحث والسجون يذيقون المعتقلين ألوانا شتى من التعذيب مثل ضابط مباحث فى سجن أبو زعبل يدعى "أشرف إسماعيل" ومات على يديه شخصيا عدد كبير من المعتقلين أثناء التعذيب.
وكان هناك صول يدعى "عبدالعال" فى سجن، وكان دائما ما يضرب الشباب على الوجه بشدة، وشاويش آخر يجمع المجندين ويعلمهم ضرب المعتقلين ويكرر الضرب أمامهم ويأمرهم بعدم التوقف عن ضرب المعتقلين حتى يتوقف صراخهم تماما.
وكان بعض الضباط يكره المعتقلين على سب القرآن الكريم وسب الصلاة ويستهزئون بهم أولاً بأول.
ويضيف أنه كان يتم تعذيبهم عن طريق النوم عرايا على بلاط الزنازين، وأوقات كان يتم ضربهم بشدة ثم يتم تجريدهم من ملابسهم وإلقاؤهم على الأرض فتلتصق جراحهم ودماؤهم بالأرض وغيرها من وسائل التعذيب غير المتوقعة.
ويشير تيسير إلى أنه بالرغم من ذلك أنه كان هناك شرفاء من الشرطة ومن الضباط أمثال اللواء إبراهيم عبد الغفار مسئول سجن العقرب والذى كان لا يسمح بتعذيب أى فرد من المعتقلين.
وكان أحد الضباط فى سجن أبو زعبل يرفض الاعتداء على المعتقلين، وكان هناك ضابط اسمه مصطفى كامل من عين شمس كان يحمى الإخوة ويرفض إهانة أى فرد من الجماعة الإسلامية.
دماء المعتقلين مهدت الطريق للثورة المصرية
ويشير الشيخ أحمد عبدالرحمن إلى أن فى ظل هذه الظروف التى كانوا يتعرضون لها كانت تنزل عليهم رحمات كبيرة ومؤازرة من الله، ولذلك لم ينقطع الأمل فى الله ولا التفاؤل أبدا سواء لدى المعتقلين أو أهاليهم لأنهم كانوا متأكدين أنهم على الحق.
ويضيف أيمن خميس أنهم كانوا واثقين أن ما بذلوه كان فى سبيل إعلاء كلمة الحق وأن دماء من قتل وأصيب وعذب منهم كانت الطريق للتمكين والثورة ونرى نتائجه فى هذه الأوقات.
ويتذكر خميس تضحيات الكثيرين، أمثال الشيخ إبراهيم فشور الذى كان يبلغ الستين من عمره وكان يعذب بشدة داخل معتقل الوادى الجديد، وبالرغم من ذلك لم يترخص ولم يضعف حتى قتل داخل المعتقل والشيخ حسن جوهر الذى ظل يثبت من حوله أثناء التعذيب حتى مات هو الآخر داخل المعتقل.
ويقول محمود رمزى: بعدما خرجنا كان علينا ضغوط أمنية شديدة وتوقيف وتضييق دعوى وأمنى حتى قامت الثورة وعادت إلينا دعوتنا وعادت إلينا مساجدنا وأنشطتنا فيها وما زلنا نحاول إحياء نشاطنا الدعوى أكثر مما كان بالرغم من كل الأزمات التى مررنا بها وانقطاعنا عن المجتمع لسنوات ولكن لدينا أمل ألا يضيع الله ما قمنا به على مر السنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.