تصفحت مواقع العديد من الصحف المصرية علي كافة تنوعها القومية منها والصحف العادية لم أقرأ خبر واحد فيها عن حملة "علماء مصر غاضبون" والتي إنتشرت منذ أيام علي مواقع التواصل يرجو فيها أساتذة الجامعات الحكومية وأساتذة المراكز والهيئات البحثية فيها تحسين أوضاعهم المعيشية المزرية والتي أصبحت لا تخفي علي أحد بعد إرتفاع الأسعار وجمود المرتبات الخاصة بهم علي حالها حتي بعد الضجة التي كان بعض الإعلاميين خاصة مقدمي البرامج علي الفضائيات يكرورون ويعيدوا ويزيدوا عن الزيادة في المرتبات، الكارثة أن مرتبات الأساتذة والدرجات الأقل تراجعت ونقصت بحجة الشرائح الضريبية وغيره لدرجة أن الجميع بعدما قبضوا مرتبات يوليو وأغسطس المفجعة لهم كان لسان حالهم المثل البلدي"عشتمني بالحلق، خرمت أنا وداني". طالما الجامعة بخير إذن لا خوف علي فرنسا مقولة معروفة لرئيس فرنسي-أظن شارل ديجول- بعدما أنهكت بلاده الحروب وأصبح المجتمع عرضة للضياع معظم المؤسسات طالها الفساد، إلا أن الثقة في العلماء من قبل الرئيس كانت كبيرة لأنهم ركيزة أساسية وسوف يعدون العقول والسواعد التي سوف تصلح وتعيد فرنسا لما هي عليه الآن. لأن أبنار كبار الإعلاميين وكذلك كبار المسئولين أكبر الظن أنه بالتأكيد أصبحوا لا يعرفون الجامعات الحكومية حيث يلتحق أغلبهم بالجامعات الخاصة والمميزة منها بل الأجنبية سواء يدرسون في مصر أو في الخارج، وأصبح نوع الجامعة دليلاً ومؤشراً علي المنزلة الإجتماعية ومثار تميز وفخر بين الذين يعيشون حياة مخملية في المجتمعات والكمبوندات الجديدة ذات الأسوار التي تبعدهم وتكون حاجزاً لهم عن الدهماء والطبقات الدنيا والغلابة والمهمشين، وفي الصيف يذهبون للساحل ليحضروا حفلات محمد رمضان يقدم لهم الفن الذي يعجبهم ويحرك غرائزهم!!!. العجيب أن نقرأ خبر يتصدر الصفحات الاولي لبعض الصحف عن رئيس جامعة القاهرة أكبر وأعرق جامعة في مصر يتحدث فيها عن تصنيف داخلي لكليات الجامعة، ويتجاهل تماماً ذكر أو التنويه عن حملة زملاءه الأساتذة والتي بالتأكيد سمع بها أو قرأ بعضها علي مواقع التواصل، لكن لا أدري سر هذا التجاهل حتي ممن يشغلون مراكز قيادية في الجامعات الحكومية وكذلك المقربين من أصحاب القرار في البلد، لأنه من الضروري مع قرب بدء العام الدراسي يجب علي المسئولين الإستجابة لمطالب علماء مصر أو حتي علي الأقل طمأنتهم أنه يوجد إهتمام بهذه المطالب ومناقشتها مع بعض الأساتذة الكبار من غير المقربين من السلطات والذين قد يخبرون كبار المسئولين عن حياة مزيفة يعيشها الأساتذة، لأن ليس كل الأساتذة لديهم عيادات لو كانوا أطباءاً أو مكاتب هندسية لو كانوا مهندسين أو مكاتب محاماة لو كانوا من كليات الحقوق وغيره، حيث أغلب أساتذة الكليات لا يمتلكون سوي مرتباتهم الهزيلة والمتدنية.