العتبة وحارة اليهود والجيزة.. أبرز الأسواق التى تبيع هدايا الحج والعمرة التجار: الأسعار فى مصر أقل بكثير من نظيرها فى مكةوالمدينة.. «وفر فلوسك واشتر صحتك» الحجاج يشترون الهدايا بأسعار الجملة من مصر ويوزعونها على الأقارب والأصدقاء فور عودتهم من الأراضى المقدسة يفوز الحجاج بثواب الحج، ويفوز أقرباؤهم بالهدايا التي يحصلون عليها، حتى إن البعض يضع في حسبانه حج مشترياته من الهدايا التي سيقوم بتوزيعها وهو يقوم بالاستعداد للسفر لأداء المناسك قبل ذلك بشهور. وأصبحت عادة ملازمة للحجيج أن يقوم بشراء الهدايا والأشياء التذكارية للأقارب والأصدقاء عقب عودتهم من الحج، وهي عادة متأصلة لدى كل الناس في كل مكان، أن يحضر زائر بيت الله الحرام معه أي هدية من هناك، فهي بمثابة فأل خير لكل المشتاقين والراغبين في أداء شعيرة الحج. لكن مؤخرًا تبدلت الأحوال؛ في ظل الغلاء الذي طال كل شيء، ومع الارتفاعات المتصاعدة عامًا بعد آخر في أسعار رحلات الحج والعمرة، وهو ما يرهق البعض، ويعجزهم عن شراء الهدايا من الأراضي المقدسة كما هو معتاد. حتى إن هناك من يلجأ إلى شراء الهدايا والأشياء التذكارية من الأسواق المصرية كالعتبة، وحارة اليهود وأماكن أخرى تخصصت في بيع البضاعة السعودية، كالملابس والعطور والبخور وسجاد الصلاة والسبح والمسواك. وتقول "أم حسن"، أثناء تسوقها بمنطقة العتبة، إنها فعلت هذا الأمر عقب عودتها من رحلة العمرة: "اشتريت الهدايا وكل شيء بعد ما جئت من العمرة العام الماضي، وكان الشراء بالجملة أفضل بالتأكيد ووفر لى الكثير، اشتريت الجلابيب والإسدالات والطرح والخمارات وكافة الأشياء والبخور والسبح من سوق العتبة، وقتها ذهبت ب1500 جنيه ولم أتوقع أنى سأشترى ذلك الحجم الهائل من الهدايا". وقالت إحدى المتسوقات في العتبة: "حججت بيت الله الحرام منذ عامين، وقبل أن أعود إلى مصر وقتئذٍ أرسلت عددًا من المقربين منى في مصر إلى بعض الأسواق؛ ليقوموا بشراء الهدايا إلى الأهل والأقارب لتوزيعها عليهم عقب عودتي، وهي عبارة عن سِّبَح وسجاد الصلاة والطواقي والجلابيب التي تم شراؤها بأرخص الأسعار، وعلى الرغم من ذلك لم أتمكن من إعطاء الجميع، وكثير منهم غضب من هذا الأمر، وفى الحقيقة ليست التكلفة هي السبب وراء قراري شراء الهدايا من مصر، أنها تمثل عبئًا كبيرًا أثناء حملها؟ فلماذا أرهق نفسي بينما يمكن أن أشتريها من مصر؟". وقال أحد الأشخاص أثناء تسوقه بحارة لشراء هدايا لقريب له كلفه بهذا الأمر بعد عودته من رحلة الحج، لكنه جاء قبل "غلاء الأسعار" كما يتوقع، إن هذا هو التصرف الصحيح والسليم، متسائلًا: "لماذا التعب والمشقة في شراء البضاعة من السعودية، بينما يمكن شراؤها من مصر". وتابع: "في حارة اليهود يجد الراغبون في أداء الحج أو العمرة، فرصة للحصول على هدايا شبيهة بما هو موجود بالمملكة للأقارب والجيران بسعر مناسب، وبما يوفر له الكثير من الوقت للتفرغ للعبادة بدل عناء البحث والشراء". وقالت "سنية"، إحدى المتسوقات بسوق ميدان الجيزة، إنها أدت مع زوجها العمرة في العام الماضي، "قبل السفر إلى السعودية اشتريت من مصر كل ما يلزم من ملابس للإحرام وكذلك الهدايا، من سبح وسجاجيد صلاة؛ وهذا أفضل من الشراء من السعودية". وأضافت: "أسكن في الجيزة وفيها متاجر لبيع مستلزمات الحج والعمرة من ملابس للإحرام وسجاد وسِبح وعباءات للرجال والسيدات وحتى ماء زمزم، فهي صورة مصغّرة لمراكز بيع هذه السلع في كل من مكةوالمدينةالمنورةوجدة بالسعودية، وقد وجدنا هنا كل شيء بثمن زهيد، وقمنا بتوزيعه عقب عودتنا على كل من يأتي مهنئًا". التجار فى حارة اليهود، يقول سيد مصطفى، الذي يمتلك محلًا لا تزيد مساحته عن مترين، إنه لديه كل هدايا الحجاج والمعتمرين من سجاد صلاة، لايتجاوز سعر الواحدة 50 جنيهًا، وسبح تتراوح أسعارها بين 5 و 15 جنيهًا، وملابس تبدأ من 40 إلى 180 جنيهًا. وأضاف: أن الحاج أو المعتمر اعتاد على الشراء من هذه السوق وبسعر الجملة، مثلًا يشترون 500 سجادة ومجموعة كبيرة من السِبح توفر لهم نصف المبالغ الذي قد يشترون به من أسواق السعودية، حتى ماء زمزم، والأفضل أن يكون التسوق في مصر وأن تكون مكةوالمدينة للعبادة فقط". وفى منطقة العتبة، يقول "حسين"، أحد تجار هدايا الحج والعمرة، إن "السوق لا تقتصر على المصريين فقط، لكن هناك أشخاصًا من جنسيات مختلفة يعيشون في مصر يأتون إلى هنا، ويتم معاملتهم مثل المصريين، فهناك مبدأ سائد بالسوق لا يتغير بين محل وآخر، وهو الحصول على هامش ربح لا يتعدى 10 بالمائة مهما كانت القدرات المالية للمشتري أو جنسيته، وأهم ميزة في محال العتبة، أنه بإمكان الحاج أو المعتمر استرجاع البضاعة مرة أخرى والحصول على ما دفعه من أموال". ويقول الحاج "عباس"، بائع سبح بالعتبة، إن "أفضل أنواع السبح مصنوعة في مصر؛ لأن كلها مصنوعة بالأيدي، ومهارة الشغل اليدوي لدى المصريين في صناعة السبح لم تصل لها أي دولة حتى الآن". وأضاف: "الصين من الدول المصنعة للسبح ولكنها تعتمد على الماكينات والخامات الرديئة وبواقى البلاستيك، فلا تستطيع منافسة المنتج المصري في السبح والمخروط بالأيدي ومطعم بأجود أنواع الخشب، ومنها المصنوع من الأحجار الكريمة باهظة الثمن". وأشار إلى أن "السمعة الجيدة للمنتج المصري في مجال صناعة السبح تجعل السياح من دول العالم يستوردون السبح من مصر، خاصة السعودية في مواسم الحج والعمرة، فالتجار السعوديون يحضرون إلى هنا لشراء كميات ضخمة من السبح القيمة لبيعها للمعتمرين والحجاج الحريصين على شراء هدايا، لكن بأضعاف ثمنها". وفى ميدان الجيزة، يستعرض مكتب "أبو هشام" لبيع مستلزمات الحج والعمرة، أسعار المعروضات لديه، مقارنًا الأسعار بين مصر والسعودية. يقول أحد القائمين على البيع: "هناك صور للحرمين الشريفين، والمسجد الحرام، والمسجد النبويّ في المدينة المنوّرة، وهذه الصور من الهدايا التي يقبل الحجاج على شرائها، لأنها تُذكّرهم بالرحلة الجميلة، وسعرها فى مصر بين 30 و50 جنيهًا، والبرواز حسب الحجم يبدأ من 50 إلى 180 جنيهًا، أما فى السعودية فتباع هذه الصور بما يتراوح ما بين 10 و500 ريال سعوديّ، وكذلك هدية التّمر والعسل وكلّ أنواع الحلويات سعرها يتراوح ما بين 50 و500 ريال سعودي، أما فى مصر فتبدأ من 30 حتى 100 جنيه، أما العطور فتأتي من زيت العود، وسعره ال12 عبوة 60 جنيهًا، وفى السعودية سعره باهظ يبدأ من 100 و50.000 ريال سعودي". وتابع: "ماء زمزم: أوّل ما يخطر على أذهان الحجاج فى زيارتهم أفضل مقو للعقل والجسد، ويتراوح سعرها بين 15 و25 ريالًا سعوديًا، وفى مصر يبدأ من 50 إلى 150 جنيهًا حسب الحجم، وسجّاد الصلاة، تلك التي تحمل صورًا لمكّة والمدينة المنوّرة ورسومًا وأشكالًا مستوحاة من الإسلام هدايا شعبيّة وتتراوح بين 10 و100 ريال سعودي، تبعًا للقماش المستعمل والرسم المعتمد، وفى مصر ال12 قطعة ب480 جنيهًا قطيفة والعادية ال12 قطعة ب420. أما الإسدالات، فأكد أنه لا يعرف سعرها في السعودية، "لكن فى مصر الفوسكوز ب100 جنيه للقطعة والعادى ب75 جنيهًا والخمار العادى 30 جنيهًا، والأكبر حجمًا ب32.5 جنيه، والعباءة الرجالى 12 قطعة 1200 جنيه، والجلابية رجالى دستة ب1680 جنيهًا والدفة السعودى دستة ب2000 جنيه، والسواك الدستة ب 60 جنيهًا". وعلق الدكتور علاء رزق، الخبير الاقتصادي، قائلاً: "رحلة الحج هذه العام ستتكلف نحو 120 ألف جنيه، بزيادة تبلغ قرابة 25% عن مثيلاتها من العام الماضى، نتيجة الزيادة فى أسعار الطيران، والضرائب المفروضة على الفنادق والخدمات بالمملكة العربية السعودية، وهو ما انعكس على أسعار الخدمات والمرافق، ومنظومة الحج بشكل عام". وأضاف ل"المصريون": "فى الوقت الذى يستعد فيه البعض لأداء مناسك الحج بمكة، يقبلون على منطقة العتبة والأسواق الأخرى، لشراء الهدايا التي أصبحت عادة ملازمة لكل معتمر أو حاج قادم من بلاد الحجاز، لكن مع ارتفاع الأسعار وعجز ميزانية بعض الحجاج والمعتمرين عن جلب هدايا من السعودية؛ يضطر الكثير منهم إلى شراء الهدية قبل أو بعد السفر من الأسواق في مصر". من جانبه، أكد الدكتور وليد حسنى، الخبير ل"المصريون"، أن "الفروق فى أسعار الهدايا ليست كبيرة، الفرق الكبير يكون فى بعض أنواع المنتجات التى تصنع فى السعودية، مثل "الجلابيب" ك "الأصيل" و"الدفة" التى تصنع فى السعودية، فهى أرخص بكثير لأنها صناعة سعودية، ولكن فرق العملات والأسعار وتكاليف الاستيراد بالنسبة إلينا أرخص، فغالبية المنتجات الأخرى كالمسابح وسجاد الصلاة أرخص كثيرًا"