حرص الحجاج المصريون على اقتناء الهدايا من المدينةالمنورة قبل مغادرتهم لها والعودة لمصر مرة أخرى، حيث يمثّل موسم الحج أحد المواسم التى تشهد انتعاشًا فى حركة البيع والشراء بالمحال والمجمعات التجارية بالمدينةالمنورة، نظرًا لكثافة أعداد المتسوقين، لاسيما من ضيوف الرحمن والزائرين الذين يحرصون على شراء احتياجاتهم قبل العودة إلى أوطانهم. وشهدت المنطقة المركزية المجاورة للمسجد النبوى الشريف إقبال من الزائرين على التسوّق وشراء أصنافاً من السلع، وتعدّ محلات الأقمشة والملابس الجاهزة، والذهب والمشغولات الفضيّة والسبح والإلكترونيات أكثر المحال التى تستقطب الحجاج خلال تسوّقهم. وأكد أصحاب المحال التجارية، أن الزبائن من مختلف الجنسيات، وأن جودة المنتجات السعودية من الذهب تجعله الأكثر طلباً لدى الحجاج، حيث يتوفّر أصنافًا عديدة من الذهب ومنها الكويتى والبحرينى، وأنواعًا أخرى من المشغولات الذهبية، إلا أن الذهب المحلى يعدّ الأكثر طلبًا, نظرًا لتنوّع تصاميمه وجودتها. ويقبل الحجاج على شراء الهدايا كالسبح والخواتم، وحقائب اليد وغيرها من السلع، واستهل الحاج حسن محمد حسن من مصر حديثه معبرًا عن فرحته بأداء مناسك الحج للمرة الأولى، مبينًا أنه سبق له القدوم لأداء العمرة مرتين، لكنه يرى أن أداء فريضة الحج له فرح لا يعدله فرح، داعيًا الله عز وجل أن يتقبل منه ومن جميع الحجاج حجّهم، وأن يعودوا إلى ديارهم سالمين مغفورًا لهم. ويقول حسن الذى يسكن فى أحد الفنادق المجاورة للمسجد النبوى: "اشتريت بعض السبح والخواتم للإخوة والأقارب أما زوجتى فاخترت لها حقيبة يد وقطعة قماش". وأكد بائع "سبح"، أن غالبية الحجاج يفضّلون السبح التقليدية التى تقل أسعارها عن العشرة ريالات، نظراً لشرائهم كميات كبيرة حيث يقدمونها كهدايا لعدة أشخاص، مبينًا أن بعض الحجاج يبحثون عن أنواع من السبح ذات الجودة العالية التى تصنع من الأحجار الكريمة، وتصل قيمتها إلى آلاف الريالات، ومنها "اليسر" المطرّزة بالفضة وتعدّ من السبح متوسطة الثمن، ويتراوح سعر الواحدة ما بين 100 إلى 500 ريال بحسب جودتها والمشغولات الفضية التى تحويها، ويشترى هذا النوع من السبح العديد من الحجاج، فى حين يندر شراء سبح "الكهرمان" الأصلى الذى يتكوّن من أحجار الكهرمان النادرة ويقدّر سعرها بالجرام حيث تباع بأسعار تصل إلى 3000 ريال وأكثر، نظرًا لرائحته الفواحة والرونق الخاص الذى يضفيه الحجر على السبحة، كما أن هناك أحجار "الكوك" بنوعيه المصرى والتركى، وتباع بأسعار تتفاوت بين 20 ريالاً تصل إلى 100 ريال تقريبًا. وتعدّ تمور المدينةالمنورة أكثر الهدايا التى يقبل الحجاج على شرائها قبل عودتهم إلى ديارهم، فقد خصّص للتمور سوقاً فى الناحية الغربية من المسجد النبوى، كما تكثر محال بيعها فى فنادق المنطقة المركزية لتلبية طلبات الزائرين والحجاج خلال مواسم العمرة والحج. ويقول بائع التمور محمد عاصم "باكستانى"، إن الحجاج يفضّلون تمر العجوة الذى يباع بالكيلو جرام ويتراوح سعره بين 35 إلى 80 ريالاً يحسب حجم حبة التمر وسنة جنيها، مضيفًا أن تمر العجوة الآن يزرع فى المدينةالمنورة وبعض الضواحى, ولكن يظل عجوة العالية الأعلى سعراً.
