في عظة هامة تم بثها على الهواء مباشرةً، صدمنا ذكر سيرة ومسيرة الملوخية بترديد المثل البلدي (اللي ياكل ملوخية في شهر أبيب يذهب إلى الطبيب!!!)، واندهشت ومعي الملايين، وذهلت ولم أفغر فاي حتى لا أتذوق الملوخية القاتلة ونحن في الشهر القبطي أبيب!! ومثار الدهشة أن أمانة الكلمة خاصة في دور العبادة تخضع لمقاييس غير عادية، وربما يتقبل الشعب الهزار المشبع والملوخية بالتحديد في مجال ومكان آخر، وليس أمام الهيكل المقدس وداخل الكنيسة، أو من أمام منبر الوعظ والتعليم؛ ثم إن الملوخية بالذات لها العديد من المواقف المؤلمة مع الشعب المصري الأصيل، فقد حرم أكلها ذات يوم أحد الحكام، ولم تذكر لنا كتب التاريخ عن نوعية الملوخية المحرمة، وهل كانت بالصلصة (وقتها كانت تقلية بالبصل والسمن البلدي)؛ أم إنها ملوخية بالجمبري والسمك كما كنا نأكلها في إيبارشية بورسعيد الجميلة؟؟ أم الاعتراض على طبخها بالأرانب وهذا يخالف شريعة اليهود؟؟. تساؤلات حائرة كثيرة طُرحت في العظة خاصة الدعوة للحفظ والتأمل في الأمثال الشعبية المصرية؛ لأخذ العبرة وتنمية قدراتنا التاريخية، وللحق فإن العديد من هذه الأمثال تداخلت مع الأقوال المأثورة، وتشعبت يمنة ويسرة، واختلط فيها الحابل بالنابل، ولابد من أن تتطور الأمثال الآن فمثلًا كان المثل قديمًا في تشبيه مهارة المرأة (الشاطرة تغزل برجل حمارة) ولكن الآن هل يمكن أن يصبح المثل (الشاطرة تغزل برجل أنتريه؟؟)، ومثلها (حمارتك العرجة تغنيك عن سؤال اللئيم)؛ فيمكن أن يصبح المثل (توكتكك المهكع يغنيك عن سؤال الفيس بوكي)؛ ويجب إلغاء (القرد ف عين أمه غزال) حتى لا نغضب بتوع حقوق الإنسان. ولا يتسع المجال لذكر العديد من الأمثال المتناقضة التي نستخدمها حسبما يتراءى لنا، فمن يطلب الاستعجال لقضاء أمر ما يقول (خير البر عاجله)، ومن يرغب في التأخير يردد قائلًا (كل تأخيرة فيها خيرة)، وداخل الكنيسة يمكن تغيير المثل البلدي (اللي يبكيك يبكي عليك)، فيصبح (اللي يبكيك يشردك في الشارع ويقطع مرتبك)، وهي أمثلة جيدة متطورة متمشية مع موضة إعادة ترتيب البيت، حيث يمكننا إعادة هيكلة بعض الأمثال واستخدامها في العظة وشرح الدروس . والمؤكد يا سادة أن لدينا في الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، العديد من الأمثال التي موحى بها من الروح القدس، وفيها مئات المواعظ المختلفة التي تشمل جميع دروب الحياة؛ بل وهناك سفر الأمثال الذي يجمع مئات الأمثال والحكم والمواعظ (31 أصحاح) ومثله سفر الجامعة (12 أصحاح) وكذلك سفر (الحكمة) (ويشوع ابن سيراخ).. إلخ، وكل هذه الأسفار المقدسة بها من التعاليم ما يشمل جميع أمورنا الحياتية من علاقات أسرية واجتماعية وطقسية وسلوكيات البشر المختلفة وطرق محاربة الأفكار الشريرة وكيفية التعامل مع الأصدقاء والأعداء.. إلخ ولقد فتشت كثيرًا يا والدي_قصدي يا ولدي، ولم أجد بالأمثال ذكرًا للملوخية، فمعذرة مضطر أخالف التعاليم، وأتغدى ملوخية بالتقلية اتفضلوا معااااانا.