تدرس جهات أمنية وسياسية الأساليب المناسبة للرد علي تزايد نفوذ جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية حيث هناك اتجاه لتحمليها مسؤولية التورط في إشعال أحداث محرم بك بالإسكندرية خصوصاً وأن جهات كثيرة بالدولة ربطت بين الحشود الضخمة التي تجمعت أمام كنيسة ماري جرجس ، وبين وجود مرشح إخواني في الدائرة وهو أسامة جادو . وأشارت مصادر مطلعة إلى أن أحداث محرم بك قد تنهي شهر العسل الذي ساد العلاقة بين الإخوان والنظام خلال الشهرين الماضيين ، والذي كان آخر مظاهره الحوار المطول الذي أجرته صحيفة "الأهرام " مع المرشد للجماعة محمد مهدي عاكف ، وكذلك قيام النظام بالإفراج عن الدكتور عصام العريان منذ عدة أيام. وأوضحت المصادر أن توجيهات سيادية صدرت بالتعامل بعنف مع أي محاولات إخوانية لاستعراض القوة في الأيام أو الأسابيع القادمة ، كما تدرس الحكومة التضييق علي مرشحي الجماعة خلال الانتخابات البرلمانية التي بدأت حملتها الدعائية منذ . من جانبه ، أكد الدكتور ضياء رشوان المحلل السياسي أن الإخوان المسلمين ليسوا هم الطرف الوحيد الذي يقف وراء هذه التوترات ، ومن ثم فلا أرى أي منطق في أن تقوم الدولة بمعاقبتهم علي أحداث ماري جرجس خصوصاً أن تحرك الكنيسة وكذلك أجهزة الأمن لم يكن علي المستوي المطلوب لتطويق أحداث بمثل هذه الخطورة. استبعد رشوان أن تكرر الحكومة سيناريو 2000 مع الجماعة أو توجيه ضربات أمنية لها في المرحلة القادمة خصوصاً أن الأوضاع الدولية لن تجعل مثل هذه الضربات تمر مرور الكرام. على جانب آخر ، نفى على عبد الفتاح احد قيادات الإخوان المسلمين بالإسكندرية ما نشرته صحيفة " روز اليوسف " ، حول وقوف الإخوان وراء الأحداث الطائفية التي شهدتها منطقة محرم بك على خلفية قيام إحدى الكنائس في المنطقة بعرض مسرحية طائفية تسيء إلى الإسلام ، مؤكدا أن ما نشرته الصحيفة مجرد أكاذيب الهدف منها الإثارة التي دأبت عليها الجريدة ومن قبلها المجلة . وقال عبد الفتاح إن الجريدة تعتمد على إثارة المشكلات بين المسلمين والأقباط ، مشيرا إلى أن مرشح الأقباط في نفس الدائرة أكد مرارا أن الإخوان بعيدين تماما وان هذه الأحداث تفجرت في إطار المعركة الانتخابية . وأوضح القيادي الإخواني أن البيان الذي زعمت الصحيفة أن الإخوان قاموا بتوزيعه في اليومين الماضيين تم توزيعه قبل أكثر من أسبوعين في ضوء الحملة الدعاية لمرشحي الجماعة في الانتخابات وليس له أي علاقة بالأحداث الأخيرة ، كما أن النصوص التي تضمنها التحقيق هي لمؤسس الجماعة الشهيد حسن البنا ، وقيلت قبل أكثر من خمسين عاما . وكانت صحيفة " روز اليوسف " ، الناطق شبه الرسمي بلسان لجنة السياسات بالحزب الوطني ، قد نشرت في صدر صفحتها الأولى أمس موضوعا تحت عنوان " منشور انتحاري للإخوان المسلمين ..مستعدون لإزهاق النفوس ثمنا للكرامة والدين " . وحاولت الجريدة أن تصور البيان على انه منشور تم إصداره في اليومين الماضيين لتأجيج نار الأحداث التي اندلعت في محرم بك ، قائلة " في توقيت غريب وبصياغة تحريضية لافتة للأنظار وزعت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بحكم القانون منشورا في بعض الأحياء يحمل دلالات انتحارية واثارية وتحريضية " . من جانبه ، نفي محمد البدرشيني عضو مجلس الشعب اتهامات ماهر خلة مرشح الحزب الوطني بدائرة غربال له بالتورط في أحداث ماري جرجس ، مشيرا إلي أن هذه الأحداث ليس لها علاقة بالانتخابات من قريب أو من بعيد خصوصاً أنها وقعت منذ أكثر من سنتين كما أنها حدثت في دائرة محرم بك وهي دائرة مختلفة عن دائرة غربال التي يمثلها حتى الآن في مجلس الشعب. وأوضح البدرشيني أن خله يريد استغلال الأزمة لكيل الاتهامات لمنافسيه وتحقيق شعبية له في الدائرة في ظل تجاهل أهالي الدائرة لترشيحه حيث لم يكن يعرفه أحد من مواطني الدائرة قبل أسبوعين . وأوضح البدرشيني أن علاقته بالشعب القبطي في الإسكندرية ممتازة لدرجة أنه حصل علي أصوات من جانب الأقباط تساوي الأصوات التي حصل عليها مرشحين قبطيين كانا يخوضان معركة عام 2000 ، لذا فليس بينه وبين الأقباط أي مشاكل لكي يشعل هذه الأحداث لتحقيق أي مكاسب انتخابية. وتساءل البدرشيني : كم من مرة دخل خله كنيسة دير الملاك في غربال أو تفاعل مع الأخوة الأقباط في مشاكلهم ونفي البدرشيني وجود أي علاقة للإخوان المسلمين بإحداث كنيسة ماري جرجس بمحرم بك ، خصوصاً أن الإخوان ليس لهم وجود مكثف في الدائرة بعكس دوائر أخري في الإسكندرية من ثم فليس من الموضوعي اتهامهم بالوقوف خلفها . وقلل البدرشيني من أهمية تقديم الكنيسة أو البابا شنودة لاعتذار عن الأحداث ، مشددا على أن المطلوب حاليا إجراءات عملية كأن يتم تحديد المتسبب في الأحداث ومعاقبته ، أما إصدار بيانات فإنها ستزيد الأوضاع ولن تنهي حالة الاحتقان.