عفوًا، لا توجد أخطاء لغوية بالعنوان؛ لأن هذا المصطلح مخالف تمامًا لكلمة "ديموقراطية" كما سنرى الفارق الشاسع حالًا، والمشكلة هذه المرة تكمن في محاولة كنيستنا العمل بالمثل البلدي (لا أحبه ولا استغنى عنه)، فالبابا تواضروس على سبيل المثال، أعلن ويعلن وسيعلن أنه لن يسمح بوجود (أي شخص زعلان من الكنيسة)، ثم نجد أمامنا عشرات الكهنة والرهبان وبعض الأساقفة (زعلانين) جدًا جدًا من البابا، ثم مئات وألوف من أفراد الشعب المسيحي داخل وخارج مصر تمتلئ بهم صفحات "فيسبوك" والتواصل الاجتماعي عامة، وهم في خصومة وغضب وخلاف مع البابا تواضرس، وما يدهشنا هو عدم وصول أصواتهم إليه؛ رغم أن هذه من المهام الرئيسية لمنصب المتحدث الرسمي للكنيسة والعلاقات العامة بالكاتدرائية، وجيش السكرتارية المعاونين، والمساعدين وسكرتارية المساعدين الذين حسب البيان الرسمي للمتحدث أكثر من 40 واحدًا وواحدة.. وأين هؤلاء من أصوات المعارضين الصارخة، علمًا بأن الكتاب المقدس أوضح لنا أن السيد المسيح الراعي الأعظم أعلن أنه لو كان لديه 100 خروف يتبعونه وضل واحد منهم، وسار خارج القطيع؛ فإن الواجب على الراعي الأمين أن يترك 99 خروفًا، ويبحث عن الواحد!! وهذه هي ديموقراطية الكنيسة التي أسسها السيد المسيح، وترك لنا إرشاد الروح القدس في الكتاب المقدس ليكمل الخطوات العديدة والمتشعبة لهذه الديموقراطية، وسار على هذا المنوال العشرات من الآباء البطاركة ومئات الأساقفة وآلاف الكهنة والرهبان منذ أكثر من 2000 سنة، ووجدنا المبادئ الديموقراطية في أوضح صورها من خلال تعامل السيد المسيح مع تلاميذه، فلم نسمع عن قيامه بطرد المعارضين أو المخالفين له في الرأى مثل بطرس وبولس الذي اضطهده وحارب المسيحيين ومثلهم عشرات من اليهود واليونانيين المتذمرين على بعضهم البعض في تنظيم الخدمة الكنسية، بل تركهم في مناقشات حرة ديموقراطية حتى توصلوا للحلول الهادئة، وكمثال ما حدث لقرار اختيار وترشيح 7 شمامسة لتنظيم خدمة الموائد، وكذلك موقف نساء المؤمنين (انظر أعمال الرسل)، وحتى يهوذا الخائن السارق لأموال الفقراء لم يطرده السيد المسيح أو يوقفه عن الخدمة أو حتى يوقف راتبه أو هويته، بل أعطاه الفرصة أكثر من مرة ووصلت إلى تحذيره وإنذاره 7 مرات؛ ليتنبه من غفوته بنفسه، وهل نجد الآن من يفعل مثل السيد المسيح من رتب الكنيسة العليا الطويلة الباع مع أولادهم الصغار؟؟؟.. هذه هي ديموقراطية الكنيسة المفقودة أما (الدم.. وقراطية) فأنصحك بقراءة صفحة الحوادث حيث سال دم الرهبان والأساقفة والكهنة بالأديرة والكنائس.. ومنهم القاتل والقتيل والمنتحر و.. و.. ((أستأذنكم اترك نهاية المقال مفتوحة مثل سفر أعمال الرسل لأن يد الرب لم تزل ممدودة...)).