طالب الازهر الشريف العالم المتحضر بضرورة العمل علي إصدار قرارٍ دوليٍّ يقضي بعَدَم المساس برموز الدِّين الإسلامي ومقدَّساته الّتي يجترئ عليها بعض الحمقى والمضلّلين، ممّن لا يعرفون قيمة السلام الاجتماعي بين الشعوب ، ويستبيحون تأجيج الفتن بينها ، ولا بدَّ من معاقبة هؤلاء المستهترين الذين أقدموا على تلك الأفعال الشنيعة . ووجه الازهر الشريف برئاسة الدكتور أحد الطيب شيخ الازهر برسالة الي /بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة،مذكرا اياه بأوّل واجباتِه وهي حمايةُ السِّلم العالميّ من كل تهديد أو عدوان قائلا: أليس هذا العبث اللّا مسئول – أيها السيد الأمين العام – يُماثِلُ دعَاوى المساسِ بالسَّاميةِ التي تستنكرونَها في كلِّ حين ، والّتي تَصدُرُ الأحكامُ ضِدَّ المتَّهمِينَ بارتكابها في العديدِ من بلادِ العالَم ، ولو كانوا من كبار المفكِّرين والعلماء؟ لقد آن الأوانُ لصدور هذا القرار بتجريم المساس بالرموز الإسلامية ورموز سائر الأديان العالمية، بعد ما وقع من عدوان عليها ،تسبب في تَعكِيرِ السّلام العالمي، وتهديد الأمن الدولي ، وهما المسئولية الأولى للمنظمة التي تتولَّون أمانتَها ، وتقومون على شئونها ؛ ضمانا لعدم تكرّر هذه الأحداث الخطيرة في المستقبل ، ولكي يَلقى المستهترون الحمقى من مرتكبيها جزاءَ ما صَنَعُوا ، ولن يُجدي في هذا الموقف الخطير التزام الصَّمتِ ، فهو موقف لا يليق بالشرفاء والمسئولين وأضاف شيخ الازهر لقد اجتاح الغضب ومشاعر الصدمة والإحساس بالإساءة كل أنحاء العالم الإسلامي بلا استثناء ، وموجات الجماهير الغاضبة – كما تعلمون –تملا الطرق والميادين في بلادنا ، ووقفات الاحتجاج والاستنكار أمام المؤسسات والهيئات المحلية والدولية ما زالت متواصلة ، منذ أيام متتابعة ، لما أقدم عليه بعض السفهاء من تطاول على ذات النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يؤمن برسالته ويوقِّرُه ويحترمُه ويُعظِّمُه أكثر من مليار ونصف المليار من البشر في العالم المعاصر . والأزهر الشريف –الذي يُعبِّرُ عن ضمير الأمة الإسلامية ‘ويُعَدُّ مسئولا عن حماية مقدساتها ورموزها الجليلة – يتوجَّه إلى الرأي العام العالمي، والعقلاء من المتديِّنينَ أيا كانت عقائدهم، وإلى الشرفاء من أصحاب الرأي والفكر في العالم أيا كانت مواطنهم، أن يستنكروا هذا العمل اللّا مسئول، الذي يهدِّد سلام العالم والعلاقات الإيجابية بين الأمم والشعوب، في وقت يسعى فيه الحكماء لِرَأْب الصدع في هذه العلاقات الدولية، ولَأْم الجراح التي خلَّفتها سياسات العدوان والأنانية المادية ، للعديد من الشعوب الإسلامية ،في العراق وأفغانستان والصومال وفلسطين وغيرها، ويفاجَأ بطائفة شاذة ، لفَظَتها كنيستها ،وتبرأ منها أهلها ، تُقدِمُ في وقاحة بَشِعَة على تحقير الدين الإسلامي وازدرائه ، والإساءة إلى شخص النبيِّ الخاتم محمد-صلى الله عليه وسلم-وهو عبثٌ خطيرٌ بعلاقات المواطنين في الشعوب الآمنة بالشرق ، يأتينا من ناحية الغرب ، وإساءة بالغة لإحدى الديانات التوحيدية الإبراهيمية الكبرى، التي قامت على أساسها حضارة من أكثر الحضارات الإنسانية عطاء وإبداعا ، وتأثيرا في الماضي والحاضر ،والتي يَعترفُ ، بل يؤمن أصحابُها بكل ما سبقها من رسالات سماوية ، ويحترمون رموزها الروحية ،ويحتضنون أتباعها، في تجربة تاريخية يشهد بها المنصفون طوال أربعة عشر قرنا من الزمان. ودعا الأزهر الشريف جموع المسلمين–في هذه اللحظات القاسية –إلى الحكمة وضبط النفس ويُدِينُ المساسَ بالأبرياء، ويُوَاسِي أُسَرَ الضحايا ويتعاطف مع المصابين كافة ، ويؤكِّدُ وجوب حماية البعثات الدبلوماسية ومقار الهيئات الدولية - ليُعلِنُ في الوقت نفسه، أنه لا بدَّ من اتخاذ الإجراءات القانونية الدولية لعدم تَكرارِ مثلِ هذا التطاول الوَقِح ، الذي وقع من قبلُ في بعض بلاد الشمال الأوربي، وحدث هذا الأسبوع مرة أخرى في الولاياتالمتحدةالأمريكية ،التي تقضي قوانينُها بتجريم ازدراء الأديان، وتجريم التمييز بين معتَنِقِيها .