اندلعت معركة سلفية - سلفية بين أنصار حزب "النور" من جهة وبين أتباع الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، زعيم التيار المدخلي من ناحية أخرى. البداية كانت مع شن القيادي ب "الدعوة السلفية" سامح عبدالحميد حمودة، هجومًا عنيفًا على التيار المدخلي، واصفًا المنتمين له بأنهم "طعنة في ظهر الدُعاة والمشايخ، وطعنة في ظهر مصر، وهم يزعمون أنهم على نهج السلف؛ ولكنهم مدخليون منحرفون". وأضاف في سياق هجومه أن "القيادي بالتيار المدخلي طلعت زهران الرسلاني يُرحب بالاحتلال الإسرائيلي للجولان، وهذه خيانة إسلامية وعربية وتاريخية، أن يُوافق على استيلاء الصهاينة على أرض عربية". وأشار إلى أن "المداخلة يرفضون الانتخابات، ولو استجاب لهم المصريون فستضيع مصر، فالرسلانيون يُخالفون الدستور، ويُخالفون منهج الأزهر، ويُخالفون العقل والمنطق". وأضاف أن "الشيخ ياسر برهامي يزور شيخ الأزهر وبينهما علاقة طيبة، أما رسلان فليس له أي وزن، وليس لأتباعه وجود على أرض الواقع، وهم قِلة في قرية رسلان "سبك الأحد"، ولا مقارنة بين رسلان وبين شيوخ الدعوة السلفية، فالدعوة كيان ضخم وجمعية رسمية هي جمعية الدعاة، وهي في كل محافظات مصر". ورد حسين مطاوع القيادي السلفي وأحد اتباع رسلان على هجوم حمودة، قائلاً: "حزب النور مندوب جماعة الإخوان داخل مصر الآن، فهو بمثابة حصان طروادة الذي يتحين اللحظة للانقضاض على هذا البلد". وأضاف: "حزب لا تكاد تعرف له منهجا ولا طريقة، فتارة يصف نفسه بأنه حزب معارض لسياسات الدولة يعمل على الدعوة لتطبيق الشريعة بها، وأخرى يزعم بأنه في خندق واحد مع الدولة موافق لسياساتها، وهم كذبة في الحالتين، فلا هم يريدون تطبيق الشريعة ولا هم مع الدولة ولا يؤيدونها أصلا وإن حاولوا إظهار خلاف ذلك". وواصل الهجوم على حزب "النور"، قائلاً: "حزب النور السكندري ذراع الدعوة الحزبية ( ولا أقول السلفية لأنهم ليسوا سلفيين بل حزبيين) السكندرية لا عداء له سوي مع من يصفهم بالمداخلة (بجانب عدائهم القديم المستمر للدولة طبعًا) لأن السلفيين الحقيقيين الذين ينبذهم هؤلاء بالمداخلة هم من بينوا فسادهم وإفسادهم وضلالهم وإضلالهم بما يوافق الكتاب والسنة ومن خلال أفعالهم نصحا للأمة وإبراء للذمة ابتغاء وجه الله". وهاجم مطاوع حمودة بشكل شخصي، قائلاً: "من العجب العجاب أن يخرج صبي من صبيان هذا الحزب يكذب بشكل فاضح دون حياء أو خجل أو خوف من الله ليصف السلفيين ( غير الحزبيين) بأنهم خطر على الدولة لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية على حد زعمه!". وحذر من اتباع حزب "النور" قائلاً: "فإننا ننصح عوام المسلمين بالحذر من هذا الحزب ومن ألاعيبه ومنهجه الفاسد، فوالله الذي لا إله إلا هو هذا الحزب أخطر على مصر من جماعة الإخوان، فعقيدة شيوخهم معلومة، ويكفي لفساد وضلال ما هم عليه عدم اعتبارهم الرئيس عبدالفتاح السيسي حاكمًا شرعيًا للبلاد، فاحذروهم وحذروا منهم ولا تعطوهم الفرصة لتكرار تجربة الإخوان مرة أخرى فكفانا ما حدث فمصر حرسها الله وحماها لن تتحمل إعادة تلك التجربة". ورد حمودة بهجوم مضاد، واصفًا أتباع رسلان بأنهم "ببغاوات يرددون جملاً دون فهم"، مشيرًا إلى أن "محمد سعيد رسلان زعيم المدخلية في مصر أعلن رفضه للمقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة، وهو يزعم أن المقاومة لا تسبب خسائر للإسرائيليين، بينما ترد إسرائيل بقوة على المقاومة، وهذا كذب واضح من رسلان، لأن فصائل المقاومة الفلسطينية تُكبد الصهاينة خسائر في الأرواح والمنشآت، وتخطف الجنود الإسرائيليين، وتقايضهم بأسرى فلسطينيين، والمقاومة تُسبب الهلع للإسرائيليين فيلوذوا بالمخابئ، والمقاومة عمل مشروع وقانوني ومن المروءة". وأضاف: "كما خالف رسلان وزارة الأوقاف ، وعاقبته الوزارة بأن سحبت منه ترخيص الخطابة، وتفاجأنا بأن تلاميذ رسلان يسبون الأوقاف، بل يتطاولون على شيخ الأزهر بسبب إيقاف رسلان، ورسلان مدخلي، يسب الدعاة السلفيين، ويستغل المنبر في بث روح البغضاء والكراهية بعدما احتل هو وتلامذته مسجدا بقرية سبك الأحد بأشمون منوفية لسنوات طويلة".
وأكد أن "رسلان دعا الناس لعدم نزول الانتخابات بحجة أنه لا يجوز منازعة ولي الأمر في منصبه، وهذا الأمر من شأنه أن يحدث بلبلة وفتنة مجتمعية، وفجأة تراجع رسلان وغيَّر كلامه وصراخه على المنبر وحث الناس على نزول الانتخابات". فيما هاجم حمودة مطاوع بشكل شخصي، قائلاً: "حسين مطاوع لا علاقة له برسلان، حسين كان مع هشام البيلي وضد رسلان، والآن ترك البيلي ويزعم أنه مع رسلان، وحسين ليس تلميذا لرسلان، وليس عند حسين علم شرعي ليدافع به عن رسلان، ولذلك نجده يتخبط ولا يستطيع الرد على أدلتنا العلمية، هو فقط يسب ويكرر عبارات محفوظة، ولا نعرف لرسلان تلاميذ نجباء عندهم علم شرعي".