لم تكن فتوى الداعية الأزهري أنس السلطان، التي اعتبر خلالها أن اندفاع مياه «شطاف» الحمام بقوة من شأنه إفطار الصائم، أغرب الفتاوى التي صدرت خلال شهر رمضان الكريم، إذ شهدت الأيام الماضية عدة فتاوى عدها البعض بمثابة الصدمة والأحكام غير المتوقعة، لا سيما خلال ذلك الشهر المعظم. مياه «الشطاف» تفطر الصائم وكان الداعية الأزهري، أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية فتوى وصفت على أنها «أغرب فتاوى أحكام الصيام» خلال شهر رمضان، وذلك بعد اعتباره أن اندفاع مياه «شطاف» الحمام بقوة من شأنه إفطار الصائم، حيث تصل المياه لجوف الإنسان. وأفتي الداعية بأن الصائم لا يمكنه إكمال يومه، خاصة أن المياه بهذه الطريقة ستدخل إلى جوفه، وبالتالي لا يكون الشخص قد أتم ركنًا من أركان الصيام وهو عدم دخول مياه أو طعام للجوف. وأضاف أنه على الرجل والمرأة أن يتوخيا الحذر فيما يدخل إليهما من مياه أثناء فترة الصيام، وأن لا يقصرا دخول المياه إلى الجوف من خلال الفم فقط، ولكن من قبل المرأة ودبر الرجل والمرأة، وأي مدخلات لجوفيهما يمثل إفطارًا صريحًا. حرمانية سب إسرائيل أيضًا ما أفتى به الداعية خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أحدث جدلًا واسعًا، وذلك بعد نهيه عن شتم إسرائيل؛ لأنها اسم نبي وله مكانة في الإسلام. وطالب «الجندي»، في برنامجه على قناة DMC ، المسلمين بعدم توجيه شتيمة لكلمة «إسرائيل»، مشيرًا إلى أن النهي عن ذلك يأتي بمعزل عن الموقف من دولة إسرائيل. وأوضح قائلًا «كلمة إسرائيل بغض النظر عن دولة إسرائيل لنا معها موقف عدائي طالما هم آخذين المسجد الأقصى رده الله إلينا سالمًا غانمًا، لكن كلمة إسرائيل هذه اسم نبي». سب الشيطان غير جائز وعقب فتواه بتحريم سب إسرائيل، خرج الداعية خالد الجندي، يقول إن سب الشيطان غير جائز؛ لأنه يتعظم من ذلك، مشيرًا إلى اللجوء إلى الله، والتعوذ من الله من شره ينتج عنه أنه يتقزم ويصغر حتى يصير كالذبابة، مثلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم. وأضاف خلال برنامج «لعلهم يفقهون»: «في حال سبك للشيطان يشعر وكأنه فعل أمرًا عظيمًا، ولكن يجوز لعن إبليس كما لعنه الله في القرآن الكريم». وأوضح أنه لا يجوز الجمع في الذنب مثلما يطلق البعض على الشاذ جنسيًا «لوطي» وهذا نسبة لنبي الله لوط وهذا النبي منزه عن هذا حشاه، وكذلك لا يجوز سب قوم فرعون فكان منهم الأتقياء والأنقياء والمؤمنين وكذلك امرأة فرعون، والتي ذكرها الله في القرآن الكريم في قوله: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ». الكرة لا تبني مجد الأمة إلى هذا، أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الحكم الشرعي للاعبي كرة القدم الذين يؤدون مبارياتهم في شهر رمضان الكريم، بقوله «قلت مرارًا وتكرارًا بعدم جواز الإفطار للاعبي كرة القدم في شهر رمضان، مهما كان الأمر». وأوصى لاشين، في تصريحات له، القائمين على الأمر بأن يجعلوا المباراة في وقت متأخر ليلًا، مشيرًا إلى أنه ما بني مجد أمة بالكرة إنما بني بالثقافة والعمل والإتقان في العمل. واختتم أستاذ الفقه المقارن أنه ليس من المعقول أن يُضحى بالدين من أجل لهو ولعب، والتضحية الواجبة تكون بكل شيء من أجل الدين. الدراما والسجائر ومن ضمن الفتاوى، أن مشاهدة دراما رمضان مكروهة إلى درجة التحريم، وكذلك إباحة تدخين السجائر خلال نهار رمضان، وإجازة الإفطار في نهار رمضان بسبب ارتفاع درجات الحرارة. أغرب خمس فتاوى ل«داعش» عرض المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء، أغرب خمس فتاوى رمضانية أصدرها تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث تعلقت الفتوى الأولى «بضرورة إفطار أعضاء التنظيم أثناء المعارك بزعم أن الصيام يرهق الجسد، وبالتالي يشجع الصائم على الخمول والاستسلام للتعب، ما يترتّب عليه التقاعس عن مواصلة المعارك بحسب معتقداتهم». وتضمنت ثاني الفتاوى «منع خروج النساء في نهار رمضان لئلا يؤدي خروجهن إلى فتنة المسلمين، ومَن ترغب في الخروج بعد صلاة المغرب ينبغي أن يكون معها أحد محارمها». فيما نصت الفتوى الثالثة «بوجوب إغلاق المحال التجارية آخر 10 أيام قبل عيد الفطر، ليتفرغ المسلمون للعبادة فقط». وشددت على أن «من لا يحب التنظيم لا يُقبل صيامه»، حيث قال مفتي التنظيم في مدينة حمص السورية، إن «من لا يحب التنظيم لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلّفَنَّ نفسه عناء الصوم، فليس له من الصيام إلَّا الجوع والعطش». وتقضي الفتوى الخامسة «ببطلان صيام من لا ينتمي للتنظيم، فكل مَن يثبت أنه صائم ولكنه ليس عضوًا في التنظيم صيامه باطل، ويمكن أن يقام عليه الحد باعتباره من المنافقين». عالم أزهري يرد وردًا على ذلك قال الدكتور محمد عبد العاطي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الله عز وجل عندما رخص الفطر في رمضان، شرع ذلك للمرض والسفر، وفقًا للآية الكريمة التي تقول: «أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ? فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ، وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ? إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ». وأضاف «عبد العاطي»، في تصريحات له، أن الرخصة متاحة كذلك لكبار السن، وقال الله «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين»، أي أن المسن الذي لا يقوى على الصيام يمكنه سداد فدية مقدارها إطعام مسكين، لكن الله والرسول لم يذكرا ما قاله تنظيم «داعش» من منح رخصة الصيام لمقاتليه، الذين هم في الأصل إرهابيون يسفكون الدماء ويستحلون الأموال والحرمات باسم الدين.