لم ينتفض الإخوة اليساريون والليبراليون للوقوف ضد الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، كما انتفضوا من أجل كرامة إلهام شاهين قائدة الإبداع التى رفعت اسم مصر عاليًا خفاقًا فى ساحات الابتذال والعرى. بالتأكيد لن تتحرك شعرة فى رأس هالة سرحان التى أبكت إلهام شاهين على الهواء لابتزاز المشاهدين واستدرار عطفهم للتضامن مع المبدعة التى قدمت للوطن وللأمة وللعالمين العربى والإسلامى "لحم رخيص"، و"جنون الحياة"، و"الملعون" و"العار" و"سوق المتعة". وبالتأكيد لن ينزعج مَن يسمون أنفسهم ب"المثقفين" و"المبدعين"، فأغلب تجارتهم كانت الطعن فى الإسلام ومسخ الهوية، والتريقة على الحجاب واللحية، وما نالوا الجوائز والأوسمة إلا بازدراء الإسلاميين، ومسح بيادة الطغاة من أمثال مبارك وبن على وبشار الأسد. اليساريون والمبدعون الذين يجهرون بالإفطار جهارًا فى شهر رمضان، وتقبيل النساء، وشرب الكحوليات، وتأليف أفلام اللواط "عمارة يعقوبيان نموذجا" والسحاق "حين ميسرة نموذجا"، لن يقلقهم قيد أنملة سب الرسول أو أحد صحابته الكرام، بل أزعم أن منهم من ينتشى بذلك، لأنهم يرون فى ذلك "تابوهات" يجب أن يتم تحطيمها. أحدهم علق ممتعضًا فور ظهور أول مذيعة محجبة على شاشة التليفزيون المصرى بأن "الإسلام دخل مصر"، وشاعر "الفاجوميات" الذى صدعونا به وبإبداعه يطلب من صحفيات تجمعن حوله بأن يخلعن الحجاب حتى يكون شكلهن أجمل، ورئيس تحرير أحد مواقعهم الشهيرة يتحرش بالصحفيات، ويعرض عليهن الزواج العرفى، ورابع يبدى امتعاضه من قيام المحررين لأداء الصلاة أثناء "شيفت" العمل، وخامس تولى موقعًا رئاسيًا يتجسس على العاملين لديه بكاميرات خفية، ويزور فى أوراق رسمية لفصل من يريد. هؤلاء هم أهل اليسار، ونفر من الليبراليين يسيرون فى ركابهم، وقد جعلوا من "لحم رخيص" إبداعًا رفع اسم مصر، ومن "جنون الحياة" سياقًا دراميًا يبرر ارتكاب الزوجة لفاحشة الزنا ردًا على زوجها الخائن، ومن "سوق المتعة" رسالة سامية لتنوير المجتمع وتعليم الفتيات كيف يكسبن قوتهن!! وها هو التوك شو ينتفض من أجل إلهام شاهين، ويتباكى الفلول على ما تعرضت له من كلمة جارحة، بينما سبوا الرئيس المنتخب بأبشع الألفاظ،، ولسنوا على حرمه وأسرته، وخرجت مطبوعة صفراء بمانشيت يقول "أم أحمد تحكم مصر"، لكنه دعاهم للقائه كالحمل الوديع ظناً أنهم سيرضون عنه، لكن لن يرضى عنك اليسارى ولا الليبرالى حتى تتبع ملتهم. والذى نفسى بيده، لقد عملت معهم فى أكثر من منبر، فلم أجد منهم سوى الإقصاء والتهميش، والتعصب، ونبذ الآخر، وهضم حقوقه، ولم ألمس منهم سوى كرهٍ للإسلاميين، وحقدٍ عليهم، ولو تولوا الحكم لوجدتم "لبرلة الدولة"، و"علمنة الحكم"، ولزجوا بالإسلاميين مجددًا فى غيابات السجون. أنسيتم أهل اليسار ونفر من الليبراليين حينما تبنوا حملة الوزير الأسبق حسين كامل بهاء الدين لخلع الحجاب، وحملة عدد من رؤساء الجامعات بدعم من شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى لمنع المنتقبات من دخول الامتحانات، وحملة تجريم الختان، وشنوا الحرب على انتشار الإسدال، ووصفوه بالزى الأفغانى، ووصفوا ميدان التحرير ب"قندهار" حينما احتشد به السفليون والإخوان. والله لا أنسى شماتتهم فى حل برلمان انتخبه 30 مليون مصرى، لدرجة جعلت أحد سفهائهم يكتب "حالوا يا حالو .. برلمان الإخوان اتحلوا"، ولن أنسى دفاع الفنانين والمبدعين عن رئيس وزراء موقعة الجمل، وتأييدهم للمخلوع، وهم من كانوا على "حجره" طيلة ربع قرن ينهبون معه قوت هذا الشعب باسم المهرجانات والجوائز وعيد الفن والمهلبية. كنت أناديك سابقاً ب"أخى اليسارى" لكنك لم تعد كذلك.. صرت آخر يبغضنى ويتمنى فشلى، وينهش فى لحمى، وقيمى.. تكره تدينى وحجابى ولحيتى.. لا تريد قدمًا لى فى وطنى.. تبكى زمن العسكر.. تسخر من شعرى وأنشودتى.. وأنا لا أريد أخًا يأتى على قميصى بدم كذب.. بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل.. والله المستعان على ما تصفون.