وجه الكاتب والباحث في علوم السياسة، عمار على حسن رسالة قاسية للنخبة السياسية في الجزائر، متعجبا من محاولاتهم المشاركة في جل الأزمة السياسية الراهنه ببلدهم على الرغم من أنهم جزء لا يتجزء منها. وقال "حسن" عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي للتغريدات القصيرة، "تويتر"، « عجيب أمر النخبة الحاكمة في الحزائر، الآن تحاول أن تحل أزمة هي التي صنعتها بأيديها» وأضاف، «والحلول تبدو أكثر كلفة من تلك التي كان بوسعها أن تفعلها لو أنها أدركت منذ البداية أن الشعب لا يزال حيا. لماذا يتصرف بعض الحكام العرب على أساس وهم يدور في أنفسهم بأن الناس قد غابوا إلى الأبد؟ !! ». ونزل مئات المحتجين مرة أخرى إلى شوارع وسط العاصمة الجزائرية يوم الخميس للمطالبة باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتغيير النظام السياسي بعدما دعا الجيش الذي يتمتع بنفوذ قوي إلى عزل الرئيس. كان رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح دعا المجلس الدستوري يوم الثلاثاء للبت فيما إذا كان بوتفليقة (82 عاما) قادرا على القيام بمهام الرئاسة. وقالت الإذاعة الجزائرية اليوم إن المجلس الدستوري لم يعقد أي اجتماعات حتى الآن للبت في مصير الرئيس. وحظيت دعوة رئيس الأركان بدعم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم واتحاد العمال الرئيسي، فيما يشير إلى أن حكم بوتفليقة الممتد منذ 20 عاما أوشك على النهاية. لكن قادة حركة الاحتجاجات التي تنظم مظاهرات سلمية منذ خمسة أسابيع رفضوا الخطة الانتقالية للجيش وطالبوا بإزاحة النخبة الحاكمة بشكل كامل. وفي ضربة أخرى للرئيس بوتفليقة استقال رجل الأعمال البارز علي حداد، أحد الحلفاء القلائل الباقين لبوتفليقة من رئاسة منتدى رؤساء المؤسسات. كان حداد الذي منحته الحكومة مشروعات عامة كبيرة وله استثمارات ضخمة في وسائل الإعلام قد ساعد في تمويل الحملات الانتخابية لبوتفليقة على مدى سنوات. واحتشد مئات الجزائريين يوم الخميس مجددا، ولم تقتصر انتقاداتهم على بوتفليقة وحده وإنما طالت أيضا النظام السياسي الذي تركز على مدى عقود حول قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن فرنسا، التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962، وضباط الجيش ورجال الأعمال. وردد المحتجون هتافات تتهم النخبة الحاكمة بأنهم لصوص دمروا البلاد.