أثارت صفقة استحواذ شركة «أوبر» لخدمات النقل الذكية، على غريمتها التقليدية في منطقة الشرق الأوسط «كريم»، في صفقة قيمتها 3.1 مليارات دولار أمريكي، حالة من القلق والترقب داخل الشارع المصري. وأعلنت شركة أوبر، قبل أيام، الاستحواذ على شركة كريم، مقابل 3.1 مليار دولار أمريكي تتكون من 1.7 مليار دولار أمريكي من سندات القرض القابلة للتحويل و1.4 مليار دولار نقدًا. وذكرت الشركة، في بيان، أن عملية استحواذ على شركة (كريم) خاضعة لموافقات الجهات التنظيمية ذات الصلة ومن المتوقع إتمام الصفقة خلال الربع الأول من عام 2020. وبموجب الاتفاقية بين الشركتين، ستستحوذ أوبر على جميع أعمال التنقل والتوصيل والدفع الخاصة ب«كريم» في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط الكبير، والتي تمتد من المغرب إلى باكستان، وتضم أسواقًا رئيسية من ضمنها مصر والأردن وباكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبمجرد إتمام الصفقة سوف تكون كريم مملوكة بالكامل لشركة أوبر. وسيقود أعمال كريم أحد مؤسسيها ورئيسها التنفيذي «مدثر شيخة»، بإشراف مجلس إدارة سيتكون من ثلاثة أعضاء ممثلين عن أوبر وعضوين ممثلين عن كريم، وستقوم كل من أوبر وكريم بتشغيل خدماتهما الإقليمية وأسمائهما التجارية بشكل مستقل. وحيد قرقر، عضو لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، قال إن هذه صفقة تجارية هدفها تحقيق مصلحة الشركتين، ومن ثم لا يستطيع أحد التدخل فيها أو الاعتراض عليها، كما لا يمكن أن يحدد أحد ما يباع وما لا يمكن بيعه. وأضاف «قرقر»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن وجود شركتين هو الأفضل للمستخدمين، لكن في النهاية هذه صفقة وذلك يحدث عالميًا، مشيرًا إلى أن ذلك يعتبر احتكار، قد ينتج عنه سوء في الخدمة. عضو لجنة النقل، أضاف أنه من الوارد أن تقوم أوبر برفع الأسعار على أساس أنه لا يوجد منافس، متمنيًا أن تظل جودة الخدمة كما هي ولا يتم رفع الأسعار. أما، عمرو حلفاوي، من مستخدمي أبليكشن «أوبر وكريم»، قال إن قرار دمج الشركتين لن يأتي غالبًا في صالح مستخدمي الشركتين، متسائلًا «ما الهدف من الدمج الآن؟، وما الذي سيعود على المستخدمين؟، وما المشكلة في استمرار الوضع الحالي؟». وأضاف «حلفاوي»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن دمج الشركتين يعني انعدام المنافسة بينهما، مستطردًا: «وجود شركتين في نفس المجال داخل سوق ما يدفعهما إلى تقديم أفضل وأحسن ما لديهما، حيث إن كل شركة ستسعى لتكون أفضل من الأخرى؛ لكسب رضا جمهور المستخدمين». وتوقع أن يتم رفع أسعار الرحلات بعد قرار دمج الشركتين، لا سيما أنه لا يوجد بديل ومن ثم لن تخاف الشركة من هروب المستخدمين، مردفًا: «المهم الأسعار تظل كما هي، ونظافة وجودة الخدمة يجب أن تكون كما كانت سابقًا». فيما، علَّق سعيد طعيمة، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، على قرار دمج شركتي «أوبر وكريم»، قائلًا إن «تبعاته لا تزال واضحة حتى الآن، باعتبار أن الأمر يرجع إلى شركات خاصة»، مشيرًا إلى أن كل شيء سيتضح في الفترات القليلة المقبلة. وأضاف طعيمة في تصريحات له، أن الهدف المرجو بعد قرار دمج شركتي «أوبر وكريم» هو تقديم خدمة جيدة بشكل أفضل للمواطن، متابعًا: «يهمني تقديم خدمة جيدة ونظام الوضع الجديد يرجع للشركة». ولفت عضو لجنة النقل بالبرلمان، إلى رغبته في إعادة النظر إلى مستقبل «التاكسي الأبيض» بعد قرار دمج الشركتين، مضيفًا: «ده جزء من الاقتصاد، وضروري نعيد النظر في حال أصحاب التاكسي الأبيض، في ظل الاهتمام بقرار دمج أوبر وكريم». من جهته صرح مدثر شيخة، الرئيس التنفيذي لكريم قائلاً إن «توحيد الجهود مع أوبر من شأنه أن يساعدنا على الوصول بشكل أسرع إلى الهدف الذي وضعته كريم لنفسها والمتمثل في تبسيط حياة الناس وتحسينها وتسهيلها، بالإضافة إلى بناء منظمة كبيرة ومتميزة تُلهم الأشخاص. وتابع «الفرص المتعلقة بالتنقل واستخدام الإنترنت على نطاق أوسع في المنطقة هائلة وغير مستغَّلة، ولديها القدرة على العبور بالمنطقة إلى المستقبل الرقمي، ولم نكن لنجد شريكًا أفضل من أوبر بقيادة دارا لتحقيق هذه الفرصة، هذه لحظة هامة بالنسبة لنا وللمنطقة، وستكون بمثابة حافز ومسرّع للنظام البيئي التقني في المنطقة من خلال توفير المزيد من الموارد لأصحاب المشاريع الناشئة من المستثمرين المحليين والعالميين». وتقدم الشركتان خدمات التوصيل والنقل الذكية، عبر تطبيقات الهاتف النقال، وتتباينان في تقديم خدمات إضافية، مثل توصيل الطعام والسلع إلى جانب الركاب. وستكون الأسهم القابلة للتحويل (التسييل)، وفق سعر سهم يبلغ 55 دولارًا. وتعمل كريم ومقرها دبي منذ 2012 في منطقة الشرق الأوسط، وتوسعت لتشمل 15 دولة وأكثر من 90 مدينة، ويستخدمها 30 مليون مشترك، ويعمل لديها مليون كابتن، فيما تبلغ قيمتها السوقية 2 مليار دولار، بحسب بيانات الشركة. بينما أوبر الأمريكية متعددة الجنسيات، تعمل في أكثر من 70 دولة، تقدم خدمات التنقل للأفراد وتعمل على تحقيق تطور من خلال تكنولوجيا القيادة الذاتية والنقل الجوي في المناطق الحضرية، ومساعدة الأشخاص على طلب الطعام، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، وإنشاء حلول جديدة لحجز عمليات الشحن.