قبل أن أطرح سؤال كبسولة اليوم، مَن حرك قضية مقتل المشير عبد الحكيم عامر؟، وهل مات الرجل مسمومًا منتحرًا أم مسمومًا مقتولاً؟. أبشركم أننا بدأنا نستنشق نسائم حرية جديدة لم تكن معروفة من قبل ولا مألوفة ولا نفكر لمجرد التفكير فيها, فحفيد الرئيس الأول لمصر الجمهورية محمد نجيب أتى يشكو حاله لديوان مظالم الرئاسة وقد أنصفه مرسى ووجه بتعيينه فى مقر رئاسة الجمهورية بعد أن أشاد بجده الذى لم يخن البلد ولم يقترف ما عوقب به السنوات الطويلة فى تحديد إقامته وسجنه فى منزله فى المرج، تلك السنوات الطويلة جدًا جدًا والتى شملت عصره وعصر عبد الناصر والسادات ثم مبارك حتى لقى الرجل حتفه ولم يحظ من الدولة لا بمخصصات كلاحقيه من الرؤساء ولا مميزات لأسرته التى لعبت بها الأيام وأصبحت تصعب على الكافر.. وهاهم أبناء المشير عبد الحكيم عامر، الخل الوفى لجمال عبد الناصر ويده اليمنى، يقومون برفع بلاغ للنائب العام يؤكدون فيه من خلال الوثائق والوقائع أن عامر لم يمت منتحرًا بل مات مقتولاً.. وأحال النائب العام القضية للقضاء العسكرى باعتبارها قضية عسكرية وبدأت النيابة العسكرية فى بحث الدعوى والتحقيق فيها. ومادمنا قد ذكرنا قضية عامر وعبد الناصر فهناك الكثير من الأقاويل والكتابات المرصودة فى كتب ووثائق ولقاءات صوتية ومرئية، تخوض فى حكاية موت عامر بين الانتحار والقتل، وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى قضية القتل بالسم وليس الانتحار وكلنا نعرف أن نكسة 67 وضعت نهاية لمستقبله، حيث أعفى من كل مناصبه وأحيل للتقاعد.. ثم وضع قيد الإقامة الجبرية فى منزله، فى أغسطس 1967 بسبب التصرفات الارتجالية غير المدروسة لقيادته المعارك ثم انهياره، مما أدى إلى التخبط فى إصدار قرار الانسحاب الكيفى من سيناء الذى أدى للهزيمة، وألقى القبض على50 ضابطًا ووزيرين سابقين بتهمة التخطيط لانقلاب. بعض الجهات تقول إنه مات مسمومًا، والأشهر مقتله، وقد قام الإعلامى يسرى فودة بتقديم حلقتين كاملتين من برنامجه السابق على قناة الجزيرة "سرى للغاية" تحت عنوان "موت الرجل الثانى" يتحدث فيها عن الظروف والملابسات التى أدت إلى وفاة المشير عبد الحكيم عامر، مستضيفًا العديد من الشخصيات التى شهدت كل ملابسات الحادث.. ومن ضمن هذه الشخصيات: سامى شرف، سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات.. أمين الهويدى، رئيس المخابرات العامة المصرية آنذاك.. جمال عبد الحكيم عامر، نجل المشير.. بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين فى الطب الشرعى والخبراء والمحللين السياسيين الذين أشاروا إلى استحالة انتحار المشير بالطريقة التى أعلنت، وأنه تم دس السم له بعد عملية تم التحضير لها بعناية. وقال المشير محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته: أصدر النائب العام فى ذلك الوقت قراره فى الحادث يوم 10/10 /1967، وجاء فيه "وبما أنه مما تقدم يكون الثابت أن المشير عبد الحكيم عامر قد تناول بنفسه عن بينة وإرادة مادة سامة بقصد الانتحار، وهو فى منزله وبين أهله يوم 13/ 9/1967، قضى بسببها نحبه فى اليوم التالى، وهو ما لا جريمة فيه قانونًا.. لذلك نأمر بقيد الأوراق بدفتر الشكاوى وحفظها إداريًا". ثم عشنا ورأينا ما فعله النائب العام فى أيامنا هذه وبعد عدة عقود طويلة جدًا، وهو يتلقى البلاغ الذى يعتبر الأول من نوعه فى التحقيق فى قضية مقتل عامر ويفتح الملف من جديد. ومن أراد المزيد فليراجع كتاب الصحفى "محمود صلاح" وعنوانه: "القاتل الحقيقى فى مقتل المشير عبد الحكيم عامر"، فهو ملىء بالأسرار التى لم يكن يعرفها الكثير من الشعب عن القضية التى أثارت لغطًا كثيرًا بعد انقضاء فترة عبد الناصر، أو كتاب الكاتب عبد الله إمام "عامر وناصر الصداقة الهزيمة الانتحار"، أو ما نشره الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، أيام عبد الناصر فى مذكراته وأن الذى بلغه الخبر هو صلاح نصر، وأن عامر انتحر فى منزله، أو مذكرات سامى شرف "سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر" التى قال فيها إن العلاقة بين عبد الناصر وعامر فسدت على نحو درامى وسريع عقب فجيعة هزيمة يونيه المدوية، وأن سامى شرف وشعراوى جمعة وزير الداخلية الأسبق فى ذلك العهد قد نفذا القبض على مرافقى عامر ووضع سيارته تحت الحراسة وتفتيشها قبل التحرك من الجراج فى منشية البكرى. وبالطبع أخذت العزة عبد الحكيم عامر، وحاول أن يتصل بعبد الناصر عبر الهاتف الواحد الذى بقى له بعد قطع كل الخطوط الهاتفية، وبالطبع عبد الناصر "طنشه بالقوى"، فكتب له ورقة بخط يده تسلمها سكرتيرته يقول فيها إن لم يسحب عبد الناصر قراره بشأن عامر فإن عبد الناصر سيندم، وفى رأيى الخاص أن هذه بداية الحرب الحقيقية التى لن يقبلها عبد الناصر من أحد ولو كان هذا الأحد هو عامر، صديقه وزميله وشريكه فى انقلاب الثورة إياه، والذى كان "يبلعط "معه فى البحر فى المصايف، وفى الجبهة فى الحروب والقتال.. مصر التى تفتح ملف القضية الشائكة والقاتلة تعنى أن مصر تستنشق حرية حقيقية لم تستنشقها فى عصر عبد الناصر ولا السادات، والدليل أن القضية لم ترفع إلا فى عهد مصر مرسى وأنا واثق أن الحقيقة "المستخبية" سوف تظهر وتبان ويكون عليها الأمان فى زمن إن شاء الله نام لأن يكون عصر الأمن والأمان. ***************** ◄◄ آخر كبسولة: ◄فرشاة الأسنان الكهربائية أفضل من الطريقة اليدوية. = لما ظهرت ماكينة الحلاقة الكهربائية كنت أرى رئيس التحرير، وهو الرجل الجسيم، فى مكتبه الأنيق نازل فى ذقنه ووشه كل عشر دقائق يحرثها حرثًا ويخلع جذور الشعر، وصوت الماكينة يحدث صوتًا ملفتًا للنظر.. وبعدها قالوا فرشاة الأسنان وبعدها قالوا العروسة الصينى - الدمية- التى تغنى الرجل عن الزواج، ثم ما شكت المرأة الحقيقة من ذلك قالوا إن هناك آلة كهربائية تغنى المرأة عن الزواج، وكانت هذه بمثابة الصاعقة الكبرى، يا ترى باقى إيه تانى لم نسمع عنه ويجعلنا نوقن أن القيامة قربت. دمتم بحب [email protected]