أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الثلاثاء، وجود "عناصر انفراجة" نحو الدفع بالتسوية السياسية في ليبيا. جاء ذلك في لقاء جمع لودريان بالرئيس التونسي الباجي قائد السّبسي، بقصر الرئاسة بقرطاج، وفق بيان نشرته الرئاسة التونسية، عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك". وقال لودريان: "توجد عناصر انفراج نحو الدفع بالتسوية السياسية في ليبيا، في أقرب الآجال خصوصا عقب اجتماع أبوظبي برعاية الأممالمتحدة، والاجتماع الوزاري الثلاثي بالقاهرة لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر، لمتابعة المبادرة الرئاسية (للسبسي)". وفي 27 فبراير الماضي، عقد اجتماع حول ليبيا في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بدعوة من المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، حضره فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وخليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من البرلمان الليبي (شرق). وفي يناير 2017، أطلق السبسي مبادرة لحل الأزمة الليبية، بالتنسيق مع مصر والجزائر، ودعا فيها كافة الأطراف الليبية إلى "الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة".ووفق لودريان، فإن زيارته إلى تونس (غير معلنة المدة)، "تندرج في إطار المتابعة المشتركة لتنفيذ خارطة الطريق في عدد من مجالات التعاون الثنائي، وتجسيم سُنّة التشاور بين البلدين الصديقين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وأعرب الوزير عن تقدير بلاده ل"الدور المحوري الذي تضطلع به تونس من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة، وخصوصا في ما يتعلق بالملف الليبي".كما أشار إلى أنه "حرص على اطلاع السبسي على التحركات والجهود الفرنسية التي تتكامل مع المبادرة الرئاسية الثلاثية للتسوية في ليبيا". من جانبه، أكد السبسي أنّ "تونس تتابع باهتمام بالغ المستجدات في ليبيا، ولا تدَخر جهدا لحث الأشقاء الليبيين على مواصلة الحوار، والمساهمة في توفير الظروف الملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ودائمة." وأضاف أن بلاده "تدعم كل الجهود المبذولة لتنفيذ خارطة الطريق التي وضعها سلامة، بما يمكن الشعب الليبي الشقيق من استعادة أمنه واستقراره، والتفرغ لجهود البناء والتنمية".ولم يقدّم بيان الرئاسة أي تفاصيل إضافية حول زيارة لودريان وطبيعتها ومدتها، غير أن المعلوم هو أن الوزير الفرنسي عقد، الاثنين، لقاء مع السراج بالعاصمة الليبية طرابلس. وخلال اجتماع أبوظبي، اتفق السراج وحفتر على "ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، وعلى سبل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها"، في لقاء كان الثاني للرجلين بالإمارات.ومنذ 2011، تعاني ليبيا الغنية بالنفط، صراعا على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب)، وخليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق .