حسنا فعل الحبرالأعظم البابا فرانسيس(البابا 266 للفاتيكان)بفتح ملف البيدوفيليا(اغتصاب الأطفال)داخل الكنائس معلنا أنها أفة وأنها عار.. ودعى إلى مؤتمر الخميس الماضي 21 فبراير بعنوان (منع الاعتداء على القاصرين والبالغين الضعفاء).. ضحايا كثيرون لهذه القاذورات قالوا إن المؤتمر أشبه بحملة علاقات عامة للكنيسة لتغسل يدها من هذه الكارثة..الاعتداء الجنسي المتكرر داخل المؤسسات الدينية بات خللا منهجيا باعتراف مرجعية روما وما قام به البابا فرانسيس من اعتذارعلني عنه فى(أبريل 2014).. الأب فيديريكو لومباردي المنظم للمؤتمر قال : مصداقيتنا على المحك..علينا الوصول إلى جذورهذه المشكلة وإلا فمن الأفضل لنا أن نبحث عن عمل آخر نقوم به.. فى نفس التوقيت(12/2/2019) سيقوم الباحث الفرنسى فريدريك مارتيل المتخصص في علم الاجتماع والاتصال بنشر كتاب له بعنوان(الأقرب إلى الفاتيكان)..والباحث له دراسات مشهورة في مسألة العلاقات الشاذة وله كتاب بعنوان(البمبى والأسود ..الشذوذ في فرنسا)مارتيل أمضى 4 سنوات فى مقابلات مع 200 راهب كاثوليكي 41 كاردينال 52 مطرانا ويؤكد أن الطبيعة السرية للثقافة الجنسية بين أعضاء الكنسية تمنع الرهبان الشاذين من كشف هوية زملائهم المعتدين جنسيا ..صاحبنا يقول في كتابه عن الفاتيكان أن( 80% من رهبان الفاتيكان شواذ وينتمون للمستويات العليا في الكنيسة الكاثوليكية.. كثير من الرهبان منخرطون بعلاقات سرية مع آبائهم الدينيين!). كبير أساقفة واشنطن ثيودور ماكاريك تم تجريده من صفته الكنسية بعد إدانته بارتكاب اعتداءات جنسية مع قصر وبالغين على مدار سنوات..حققت فيها وأثبتتها لجنة تأديبية في الفاتيكان . البابا فرنسيس قال للأساقفة ورؤساء الطوائف الدينية في مؤتمر الخميس الماضى (أردت أن أتواصل معكم لأن علينا التصدي لآفة الاستغلال الجنسي التي ارتكبها رجال الكنيسة ضد القُصر..استمعوا لبكاء الصغار الذين يطلبون العدالة..)وشاهد البابا تسجيلا مصورا لخمس ضحايا رووا قصصا مؤلمة للانتهاكات والتستر عليها وعبر الضحايا عن رغبتهم في أن يظلوا مجهولي الهوية. إحداهن قالت : أقام قس علاقات جنسية معي منذ أن كان عمري 15 عاما و استمر ذلك 13 سنة .. حملت ثلاث مرات وأجبرني على الإجهاض ثلاث مرات لمجرد أنه لا يريد استخدام الواقي الذكري .. هيئة محلفين كبرى في ولاية بنسلفانيا الأمريكية ذكرت أن أن قساوسة استغلوا جنسيا نحو ألف شخص على مدار سبعة عقود في الولاياتالمتحدة وحدها. سيكون هاما هنا أن نعلم أن الكنيسة لم تكن هى من بادرت الى الحديث المعلن عن هذه الكارثة المكروثه كرثا كارثيا !! إنها الأممالمتحدة التى فعلت عام (1995) اذ طلبت من الكنيسة الكاثوليكية تقديم توضيحات مفصلة للجنة من خبراء الأممالمتحدة حول الاعتداءات الجنسية والجسدية التي تعرض لها الأطفال داخل الكنائس. واضطروا في الفاتيكان لكسر الصمت حول ملف الاعتداءات الجنسية على الأطفال.. الاعتداءات الجنسية والجسدية على الأطفال في الكنائس بدأت في الظهور إلى العلن بعد سنوات طويلة من حجبها في الولاياتالمتحدة وأوروبا خاصة في آيرلندا. مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الأطفال في جنيف طلبت أن تعرف بدقة التدابير التي اتخذتها الكنيسة لمعاقبة الكهنة الذين اعتدوا جنسيا على أطفال وعما إذا ما كان الفاتيكان قد قام بإبعاد الأطفال عن رجال الدين المتهمين بالبيدوفيليا ..وعما وإذا ما كانت الكنيسة قد أجبرت بعض الأطفال الذين اعتدي عليهم جنسيا على السكوت..يقولون ان استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر كانت على خلفية تأكده من فشله في معالجة هذه الظاهرة المشينة .. وكانت الفاتيكان قد رفضت عام 2013 الرد على استجواب لمفوضية الأممالمتحدة لحقوق الأطفال حول البيدوفيليا وكانت حجة الفاتيكان أن التحقيق الذي تقوم به دوائره يجب أن يظل سريا حماية للضحايا والشهود. الأب بيرنار بريينات من مدينة ليون الفرنسية اعتدى جنسيا على 80 قاصراً بين العامين 1986 و1991 بينما حاولت الكنيسة التغطية عليه. بينما ستتم محاكمة الكاردينال بارباران وخمسة آخرين بتهمة التغطية على الاعتداءات في محاكمة سمتها الصحف الفرنسية (محاكمة الصمت) لكن المخرج الفرنسي (فرانسوا أوزون) نقل هذه القصة إلى الشاشة الكبيرة في فيلم احدث ضجة فى مهرجان برلين السنيمائي اسمه (بفضل الرب). من قرأ اعترافات جان جاك روسو التى كتبها في القرن الثامن عشر سيرى ان موضوع الشذوذ والاعتداء عميق بعمق تاريخ الكنيسة الكاثوليكية نفسه .. نحن أمام ظاهرة إنسانية فادحة ومريعة ..فمجرد تخيل موضوع الاعتداء الجنسى على طفل يصيبك بالهلع والتقزز الى ما لا نهاية ..فما بالك اذا كان المعتدى أكثر من يوثق به في وجدان الطفل(مرشده الروحى)..ويفترض فيه أنه يمثل كل ما هو أخلاقي وروحي ووجداني ..إنها كارثة مروعة..لكنى مع احترامى لتعامل قيادات الكنيسة مع الموضوع إلا أنى أشير بكثير من التقدير إلى مفوضية الأممالمتحدة التى فجرت الموضوع علنا عام 1995 . سيكون هاما هنا أن نشير إلى مقولة روسو الشهيرة(الفطرة أهدى من العقل)..ونحن هنا نتوسل بالفطرة ونتوسل بالعقل ..الفطرة ترفض موضوع (التبتل الكنسى)الذى رأينا مخازيه المخزية خزيانا خزينا..وحتى من أقدموا عليه ما رعوه حق رعايته..إنه يفوق طاقة البشر في الحياة الطبيعية. وها هو ينتج عار ما بعده عار داخل الكنيسة(شذوذ واغتصاب).. العقل يرفض حياة تتناقض مع طبيعتها..طبيعة الحياة هى الازدواج(زوجين اثنين)من كل شىء ..مصادمة الفطرة والعقل معا أنتجا هذه الصورة الكريهة للدين وأخلاقيات الدين وحضور الدين في المجتمع الغربي ..لم نبتعد كثيرا إذن عن قصة(صكوك الغفران)التى ظهرت عام( 1213م) والتى كانت من أهم النقاط التي أثيرت ضد الكنيسة الكاثوليكية من قبل مارتن لوثرعام(1517م) وغيره من المصلحين البروتستانت. المجتمع الغربى يراجع كثير من مسلماته ومنها موقفه من الدين .. وأشرت كثيرا الى مراجعات هابر ماس (مدرسة فرانكفورت) ومجتمعات ما بعد العلمانية .. اقتراب الغرب من الدين كفطرة وكعقل لن يكون من بوابة المسيحية التى عاشها الغرب. سيكون ذلك من بوابة الإسلام . ومن هنا سيكون علينا الربط بين كثير من النقاط لتصنع خطا بيانيا واحدا يأخذك إلى هدف محدد .. وهو منع حدوث ذلك . ولما لم يلاقوا في عيبا **رمونى من عيوبهم وعابوا.