سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على توتر العلاقات الذي يلوح في الأفق بين الهندوالولاياتالمتحدة، ما دفعها لطرح تساؤل عما إذا ستكون الهند المحطة المقبلة لحرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التجارية؟. وتحت عنوان "هل الهند الهدف التالي في حروب إدارة ترامب التجارية؟"، أوضحت الصحيفة، في تقريرها، أن في هذه الأيام، تسير العلاقة بين الهندوالولاياتالمتحدة على مسارين مختلفين، فيما يتعلق بمسائل الدفاع والجغرافيا السياسية، فإن أكبر الديمقراطيات في العالم لديهما نقطة تقارب جيدة، لكن في مسائل التجارة والاقتصاد، يتشاجرون مثل الأشقاء، وفي الآونة الأخيرة، اتخذ الشجار منعطفا نحو الأسوأ. وبعد أشهر من المناقشات، انهارت جميع المحاولات للوصول إلى اتفاق لحل الخلافات التجارية، موضحة أن السياسات الهندية المتعلقة بتخزين البيانات، والتجارة الإلكترونية، وتنظيم المحتوى عبر الإنترنت، أثارت غضب بعض الشركات الأمريكية. وفي يوم الثلاثاء الماضي، حذر مستشار الأمن القومي جون بولتون، دولًا مثل الهند من دعم حكومة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بشراء النفط. ولفتت الصحيفة إلى أنه لا تزال الهند تتألم من فرض إدارة "ترامب" للتعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم وتحركها لتشديد قواعد التأشيرات، التي تُمنح للعاملين في مجال التكنولوجيا الهنود، ولا يوجد بلد في مزاج لتقديم تنازلات. في المقابل، تستمر إدارة ترامب في التركيز على القضاء على العجز التجاري الأمريكي، الذي تقول إنه ينطلق من ممارسات غير عادلة من دول أخرى، بما في ذلك الهند. ولا تزال الهند أقل بكثير من قائمة أولويات إدارة ترامب للعقاب التجاري من الصين، لكن الولاياتالمتحدة تفكر الآن في سحب امتيازات الهند الحالية بموجب نظام الأفضليات المعمم، أو نظام التجارة العالمي، وهو نظام تجاري يسمح لمليارات الدولارات من البضائع الهندية بدخول الولاياتالمتحدة معفاة من الرسوم الجمركية. ونقلت الصحيفة عن "نيشا بيسول" رئيسة مجلس الأعمال الأمريكي-الهندي والمسئول السابق في وزارة الخارجية قولها: "هذه حوارات مهمة، ومن المهم الحفاظ على استمرارها رغم أنه قد تكون هناك أوقات لا يبدو فيها حدوث تقدم كبير". وأضافت، أن "جزءًا من التحدي على الجانب الاقتصادي للعلاقة هو أن الهندوالولاياتالمتحدة ليس لديهما اتفاقية تجارية أو استثمارية أوسع نطاقًا يمكن أن تشكل إطارًا للمناقشات، وإذن كل هذه القضايا أصبحت أكثر ترسخًا.. أنهم يميلون إلى الاستمرار، يميلون إلى تفاقم". وفي الأشهر الأخيرة، حاولت الولاياتالمتحدةوالهند التوصل إلى اتفاق "متواضع إلى حد ما" لحل الخلافات حول التجارة في الأجهزة الطبية والمنتجات الزراعية والمنتجات مثل الهواتف المحمولة، على حد قول "بيسوال"، إلا أن الفشل في إبرام مثل هذا الاتفاق كان "مخيبًا للآمال". مع تزايد حدة التوتر، يقول ريتشارد روسو، أحد كبار مستشاري مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن "الفكرة القائلة بأن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتخذ خطوة عقابية مثل إلغاء تنازلات الهند التجارية هي "إمكانية حقيقية للغاية في الوقت الراهن". وأضاف: أن "السبب الوحيد وراء عدم قيام إدارة ترامب بمثل هذه الخطوة هو أنها قد "تميل للصفقة وتجعلها تتأرجح بدرجة كبيرة لإحراز تقدم في مجالات أخرى"، على سبيل المثال، في التعاون العسكري بين الدول.