الخوف من شبح العنوسة يدفع بعض المحجبات للتمرد.. والأهل: «المهم الستر» فتيات خلعن الحجاب لاصطياد العريس المناسب.. «بيدارى جمالنا.. والعرسان أصبحوا عملة نادرة» طبيب نفسى: تحول إلى ثقافة مجتمعية أكثر منه التزامًا دينيًا.. وبعض الفتيات لبسنه تحت ضغط الأهل "اخلعى علشان تتجوزي"، شعار ترفعه بعض الفتيات اللاتي لجأن لخلع الحجاب، من أجل أن يلفتن الأنظار إليهن، والحصول على العريس المناسب، وهو أمر بات منتشرًا في أوساط بعض الفئات التي تنظر إلى أن الحجاب قد يشكل عائقًا أمام الزواج من "عريس لقطة"، وفي ظل عزوف كثير من الشباب بسبب المغالاة في المهور، والظروف الاقتصادية التي تجعل تأثيث بيت الزوجية حلمًا بعيد المنال. "المصريون" تحدثت إلى الكثير من الفتيات اللاتي اتفقن على رأي واحد، وهو أنهن لم يفعلن ذلك رفضًا للحجاب، بل من أجل شيء واحد: "الزواج"، لكون الحجاب – من وجهة نظرهن - يخفى ملامح جمالهن ويقلل من طلبهن للزواج. وإذا كان "خلع الحجاب" كفيلًا بإشعال الخصومات في الوقت الحاضر، إلا أن الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجميع هو أن خلعه أصبح ظاهرة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة. الهروب من شبح "العنوسة".. روايات فتيات خلعن "الحجاب" "أنا لست جميلة أمام الرجال بالحجاب، ويمنعنى من واحدة من أبرز نقاط قوتى أمام الرجال، فلماذا أتخلى عنها؟"، هكذا تحدثت العديد من الفتيات مبررة خلع الحجاب. وعند سؤال إحداهن: لماذا تريدين أن تكونى جميلة أمام كل الرجال؟ قالت ببساطة: "لأننى أريد أن يكون أحدهم زوجي"، موضحة أن "الأهل يدفعون بشكل أو بآخر ابنتهم لكي تحصل على زوج، خاصة أن الظروف الاقتصادية عصفت بالشباب، وجعلتهم يضربون عن الزواج". بمنتهى البساطة رأت تلك الفتاة، نفسها سلعة يجب أن تعرض أفضل ما لديها حتى تحصل على الفرصة المناسبة التى تنقذها من شبح "العنوسة". وفي حين هناك من أنكرت بشدة في البداية، إلا أنها بعد ذلك عادت وردت بالإثبات، وهناك من كان دافعها جذب الانتباه، وكلمة السر لدى الأغلبية هي: "أريد زوجًا". تقول "ل.م"، البالغة من العمر 28 عامًا، وهي خريجة إحدى كليات اللغات، إنها بعد فترة الجامعة ومع مكوثها بالمنزل لبعض الوقت، لم تجد شابًا يطرق بابها للزواج، لذا حاولت إقناع أهلها بالنزول لساحة العمل، "الهدف الظاهري هو الملل من الجلوس بالمنزل حتى لا تضيع مني مقومات اللغة، لكن حقيقة الأمر غير ذلك". وأضافت أنها عقدت اتفاقًا بينها وبين نفسها أو بين والدتها، لكن دون أن تكشف أى واحدة منا عن نيتها للأخرى، أنها ستعمل من أجل أن "تختلط بالبشر وتجد الزوج المناسب". وتابعت الفتاة روايتها ل"المصريون": "عند عملى فى أحد مكاتب الترجمة فى منطقة المعادي، بدأت اختلط بزملائى فى المكتب، ومع مرور الوقت، لاحظت عدم انتباه أى زميل لي، فبدأت أخفف من ملابسي، استبدلت البلوزات الطويلة بتيشرتات أقصر أو على (كمر) البنطلون، كما يطلق عليها، واستبدلت الجيب ببناطيل محددة لجسم، أو (ليجن)، ولم أكتفِ بذلك بل أخرجت عدة خصل من شعرى من تحت الحجاب، كل هذا كانت تراه والدتى، دون أن تعلق عليّ، وكأنها تنتظر نتيجة أفعالي". واستطردت: "زملائى فى العمل لاحظوا التغيير الذى حلّ على شكلى ولكنهم لم يعلقوا، وبعد عدة أيام بدأ زميل لى بالتقرب منى وفتح حوارات جانبية وبعيدة عن نطاق العمل، وهو ما أسعدني، فأخيرًا خطتى أتت بثمارها، كما يقولون، وعلى الرغم من أنه أكبر سنًا منى بعدة أعوام فإننى تخطيت هذا الأمر". وأكملت: "مع الوقت بدأت علاقتنا تتعمق أكثر، فمن أحاديث عن حياتى وأهلى إلى التنزه فى أماكن عامة، إلى أن فجاءنى فى مرة أنه يريدنى أن أخلع الحجاب نهائيًا، فبالتأكيد شكلى سيكون أجمل بكثير بدونه". وتقول "ل.م": "ما أثار دهشتى هو موافقة والدتى بل إقناعها لوالدى بقبول الأمر، معتبرة أن هذا شرط العريس، مثله مثل طلب السفر إلى الخارج بالضبط، ووافق أهلى فى النهاية وتمت الخطبة، ولأول مرة أقف أمام أحد بدون حجابي، وعلى الرغم من أننى لم أكن ملتزمة دينية، فإن عند خلعى للحجاب شعرت أننى "عارية"، ومرت 3 سنوات وأنا لا أرتدي الحجاب، وبدا ذلك لي أمر عادي". لا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لهذه الفتاة وهي في بداية العشرينيات من عمرها، والتي رفضت نشر اسمها، والتي ملأت حسابها الشخصى على "فيس بوك" بمئات الصور لها فى أوضاع مختلفة تبرز مفاتنها، وبالطبع وهى بدون حجاب، فهى ملتزمة به أمام أهلها وأقاربها فقط. تقول: "أنا لم أرتدِ الحجاب عن قناعة، لذلك كنت أخلعه عند دخولى المدرسة أو الجامعة ومع خروجى للعمل، بدأت أستغنى عنه تمامًا، وأرتديه عند رجوعى للمنزل". وأوضحت ل"المصريون"، أن أخواتها الفتيات على علم بما تفعله وعلى الرغم من اعتراضهن، "فإنهن يرين الأمر حرية شخصية، وفى بعض الأحيان يدعون لى بالهداية". وبسؤالها عن السبب وراء خلعها الحجاب، أجابت: "أنا لم أقتنع به، لكن أهلى ألزمونى منذ بلوغى به، لذا أنا أحاول أن أرضيهم وفى نفس الوقت لن أدفن نفسى تحت قطعة قماش، فكيف يرانى الشباب وأنا أرتدى شيئًا كالكفن، فجمالى لن يظهر، ولن يلتفت لى أحد من الأساس"، ولكنها أوضحت أن بعد الزواج والإنجاب "سألبس الحجاب بشكل دائم". خلع الحجاب فى الصعيد «إلحاد وخروج من الملة» وعلى الرغم من طبيعته المحافظة، إلا أن للجنوب نصيبًا من ظاهرة خلع الحجاب، إذ لم تمنع البيئة التي نشأن فيها بعض الفتيات على خلع الحجاب الذي اعتدن على ارتدائه في سن مبكرة. "المصريون" تحدثت إلى عدد من الفتيات اللاتي خلعن الحجاب دون إرادة الأهل، الذين قاطعوهن وتبرأوا منهن نتيجة ذلك، ولكن على النقيض هناك بعض الأسر التي دفعت بناتها للتخلى عن النقاب، حتى يحصلن على عريس مناسب. بعد ثمانى سنوات من ارتدائه، قررت "س. ب" 23 عامًا، أن تتخلى عن حجابها، كان ذلك فى يوليو 2013، بعد نقاشات دارت بينها وأسرتها، لم يتوقعوا أن تفضى إلى تنفيذ ما أرادت. تقول: "بابا كان متحرر معايا، وكنت بتناقش معاه فى الأسباب، ووقتها الإخوان كانوا لسه فى الحكم، فقال لى لو الإسلاميين غاروا اعملى اللى أنتِ عاوزاه". وأوضحت ل"المصريون"، أنها خلعت الحجاب "لعدم الاقتناع به"، ولأنها تراه "يعطيني عمرًا أكبر من عمري الحقيقي، وهو ما كان يدفع البعض لمناداتي ب(مدام) أو الحاجة على سبيل الهزار". أما "ه. ك" فهى مختلفة عن سابقاتها بشكل كبير، فالفتاة صاحبة ال 26 عامًا، ارتدت الحجاب عن قناعة عند دخولها المرحلة الإعدادية، ومع دخولها الجامعة قررت ارتداء "النقاب" فهى تراه اللباس الشرعى للفتاة المسلمة، على حد قولها. لكنها تقول: "أهلى كان ليهم رأى تاني، وهو أن النقاب مش هيخلينى أتجوز، ويبرهنون على ذلك بأننى تخرجت من الجامعة ولم أتزوج بعد، والفتيات في عمرى تزوجن وأنجبن أيضًا". وأضافت ل"المصريون": "بعد ضغط من والدى، ومع عدم طرق أى عريس بابنا، وإصرار من يتقدم على رؤية وجهي، وهو الطلب الذى يقابل بالرفض، أصر والدى على خلعى للنقاب، وهو ما تم بالفعل". وتابعت: "الغريب فى الأمر أنه بعد خلعى للنقاب، فوجئت بمن يتقدم لخطبتي، وهو ما عزز موقف أهلى بصحة موقفهم من ارتدائي النقاب". صفحات على "فيسبوك" تدعو لخلع الحجاب.. والحجة "مش فريضة" الدعوات لخلع الحجاب وجدت من الفضاء الإلكتروني، منبرًا مناسبًا للترويج لذلك، وتحت عنوان "اخلعى حجابك الحجاب ليس فريضة دينية"، دعت صفحة على "فيسبوك"، الفتيات لخلع حجابهن حتى يتمتعن بالحياة. وواصلت الصفحة دعواتها بعمل تحدٍ على غرار "#10yearschallenge " ونشر صور لفتيات قبل وبعد خلعهن للحجاب، لكن ما أثار دهشة البعض هى تعليقات المعجبين، التى كان مجملها أن الفتيات بعد خلعهن للحجاب أصبحن أجمل بكثير. فكانت التعليقات من عينة: "الحجاب طار من الفرحة، تحدٍ عظيم فى استعادة هوية المرأة والخروج من التجنيد، ما أجملهنّ بلا حجاب، دعى عنقى يتنفس، تحدى الحرية"، بينما علقت دينا أنور، التي ألفت كتابًا يدعو إلى خلع الحجاب: "اهو ده التحدى اللى يفتح النفس.. المجد لخالعات الحجاب والنقاب". طبيب نفسي: "تأخر الزواج والتقليد سبب خلع الحجاب" يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، إن "ارتداء الحجاب فى مصر تحول إلى ثقافة مجتمعية أكثر منه التزامًا دينيًا، فهناك فترات مرت على مصر أجبرت فيها الفتاة على ارتداء الحجاب بضغط من الأهل، وهو ما يفسر لنا ظاهرة خلع الحجاب التى انتشرت مؤخرًا". وأضاف ل"المصريون"، أن "التزامن الوقتى بين خلع الحجاب فى معرض الكتاب وأمام شاشات التليفزيون وخلع بعض الفنانات المعتزلات هو أمر يثير القلق، ويطرح السؤال: هل ستتخلى مصر عن ردائها الشرعى وعن إسلاميتها، أم أن هذه الظواهر وتزامن التوقيت مجرد صدفة ليس أكثر؟". وبشأن خلع بعض الفتيات الحجاب أو النقاب للفت الانتباه واصطياد عريس مناسب، أوضح أن "تأخر الزواج يقف وراء خلع بعض الفتيات حجابهن، وهذا الأمر يزيد كلما كان المستوى الثقافى للفتاة أقل". وأكد، أنه لا توجد أسباب أو عوامل نفسية وراء ذلك، فالأمر مجرد ثقافة ونوع من "التقليد الأعمى" للفتيات، كما أن دعوات خلع الحجاب التى انتشرت مؤخرًا لفتت نظر بعض الفتيات وشجعتهن على الإقدام على هذه الخطوة، إذ يمثل الحجاب للبعض نوعًا من الإجبار، والتخلص منه يعد حرية".